أن تكون يمنيا فهذا ذنب سيرافقك وزرة ما حييت.
أن تكون يمنيا فهذا يعني أن ترتشف المعاناة منذ لحظة ولادتك وتكون عليك لزاما.
أن تكون يمنيا معناه أن تنتهك طفولتك ويلوث ماضيك ويلغم حاضرك وتحرم حتى من مجرد التفكير في المستقبل.
فأي مستقبل تعول عليه مع حكومة تقتات من وجع الشعوب لتنسج في خاصرته ألما لا ينتهي.
حكومة تتربع على عرش الفشل وترسم ملمحا آخر من ملامح الشتات.
ومدن ترى الألم جاثيا في أزقتها وشوارعها وعلى صدور ساكنيها، تغتالها الحرب ويفتك بها الفقر والمرض.
ثلاثية أفرزتها سنوات عجاف وأمطرت كمدا طال أمده ليلقي وباله على الشعب الذي غيبت عنه أدنى حقوقه.
حتى الماضي الذي مثل لنا ملاذا لحظة اليأس، أصبح خاويا حد الفزع، محيرا، رغم حبنا لارتياده، واسترجاع لحظة سعادة فيه، مؤلم بقدر تفاصيل الحزن التي تحتويه وربما أكثر.
فلم تعد ثناياه تخفي تلك الوجوه المفعمة بالمحبة، التي اعتدنا عليها، آمنا بها، وأمنا معها، قلوب يثير غيابها تساؤلات حول جدوى البقاء بدونها.
أصبحنا نواجه مصير أكثر قتامة، والأشد إيلاما أنه كتب علينا أن نحياه.