حينما أكتب عنك تتموضع الكلمات إجلالا لشخصك، وتتساقط الأحرف خجلا من علو مكانتك وقدرك، فأنت القامه السامقه التي لو جمعت كل حروف الدنيا ما استطاعت تبيان فضائلك، التي غمرت بها كل من كانوا حولك حتى نلت ما تتمنى.
لا أخفيك ...فقد أردت هذه المره أن أتجاوز كلمات الحزن والألم وأن انتشل نفسي من ركامها، لكن احرفي سبقتني إليك وجثت باكيه عند ترانيم إسمك !!.
لا تتصنع الأحرف الفرح كما البشر، ولا تخضع لمن يريد أن يسلبها شعورها بالحزن فكيف إذا كان الفقيد ممن تشاركت معه في صياغة أبهى القيم وممن كان له دورا في إثراءها بإجمل معاني الحب للوطن .
ثلاث سنوات مرت على رحيلك ولعلنا لم نتوقع أن نصمد لبرهة بعد رحيلك لعظيم المصاب وهول الفاجعة ولغياب المتكئ الذي استندنا عليه طوال عمرنا.
تعثرنا كثيرا بعد إستشهادك، ولم يزدنا غبنا سوى عجزنا عن الإقتصاص من قاتليك حاولنا الإستقامة بعد كل عثرة كانت تواجهنا، يقينا منا أن قوتنا هي مصدر سعادتك حيث ترقد بسلام، وإيمانا بإنك غادرت دنيانا الفانية فقط، لكنك لم تغادر قلوبنا التي تستحضرك دوما عند اشتداد الملمات، والتي صنعت من كلماتك متكئا يقيها شر السقوط.
أيها النبيل
أحمد الله كثيرا لإنك أبي، فما من شرف أسمى من ذلك، وما من علو أعظم من أن يكون والدك أحد الذين وهبوا أرواحهم في سبيل أن تحيا ووطنك بسلام.
نتذكر جليا حثك الدائم على تسلحنا بالعلم ونحن وبعون الله ماضون في سبيل تحقيق ذلك، وكما اخبرتك فالكل يمشي بخطى واثبه، ولن يحيد عن الهدف الذي رسمته له، وحاليا يعكف الجميع على المضي قدما في سبيل تحقيق هدفه إيمانا منا أن العلم سيبنى ما دمرته الحرب، وأنه وحدة طوق نجاة الأوطان والشعوب.
وفي الأخير .. يعدك ابنائك أن الضروف مهما بلغت لن تقف حائلا بينهم وبين إكمال طريقهم نحو المستقبل، وإنهم سيواصلون المسير متبعين نهجك الذي سيكون طريقهم الأوحد للمضي قدما في استعادة وطنهم المسلوب والإقتصاص من قاتليك.
ونعدك أيها الملهم أنا سننشد الطريق إلى الحريه التي وهبت نفسك ورفاقك في سبيل تحقيقها، وأن العيش بكرامه سيكون هدفنا الأسمى بعد القضاء على من استباح الدماء وأمعن في القتل وبلغ الجور به مبلغا.
لك من قلبونا الدعوات الطاهرة، بأن تحفك رحمة الله الواسعة ،ويسكنك جنانه، ويجعل الفردوس الأعلى مثواك انت وكل الشهداء الأحرار