الحروب بمآسيها واوجاعها وجروحها التي لا تندمل بسهولة تخفي وراءها كسبب ونتيجة معا..انهيار السلطات الحاكمة -ايا تكن طبيعة وشكل هذه السلطات- وبغياب السلطات الناظمة والضابطة لحركة المجتمع تظهر بدائل للسلطة (احزاب..جماعات..عصابات..قيادات منفلته..)..
حتى الجيوش الحربية التي تجد نفسها دون مهمات واضحة واعالة لوضعها المعيشي وسلطة قرار متحكمة فد تتحول الى عصابات فتاكه بما تملكه من تنشئة عسكرية ومهارات قتاليه ( من الاسباب الرئيسية لظهور داعش في العراق تفتت الدولة وتسريح الجيش العراقي)
في اليمن تخوض السلطة الشرعية حربا في مواجهة الانقلاب وتكسب كل يوم رقعة جديدة على الارض وتحقق انتصارات سياسية واقتصادية موازية لانتصارات عسكرية...
وكمتلازمه لاي حروب وانتقالات بين سلطة ذاهبة واخرى تتشكل تنشأ فراغات قاتلة تجذب اليها الادوات المنفلته ..
هذه الفراغات الناتجه عن تحرير الارض وانشغال الجيش الوطني في مهمات متابعة التحرير تشير الى مهمة الحكومة اليمنية كمسؤلية مباشرة وتعاون القوى السياسية والمنظمات المدنية
يجب ان تملأ مناطق الفراغات وبسرعة قصوى بحضور السلطة الشرعية ايا كان لون او شكل هذه السلطة طالما وهي تحمل رمزية تمثيل الدولة اليمنية..
سيكون مسؤلية التحالف العربي والسلطة اليمنية التوقف عن اي دعم مالي او معنوي لاي حزب او طرف او شخص او جماعة او تشكيل لجان خارج اطار المؤسسات الرسمية ..
هناك تجارب سابق نجحت دول في التحرير من غزاة او بغاة محليين لكن النتائج كانت مخيبه للآمال ولم تكن بحجم التضحيات بسبب غياب السلطه الجامعه..
ويمكن الاشارة الى ميزة ايجابية في مشروع التحرير في اليمن بوجود سلطة شرعية برئاسة الرئيس هادي والحكومة اليمنية وقيادة الجيش الوطني وبرعاية واشراف التحالف العربي كل ذلك يجعل من السلطة اليمنية وقبادة التحالف امام قرصة كبيرة بانجاز تحرير ناجح وسليم من العاهات والتشوهات والفراغات القاتلة بدعم وتعزيز الاطار الرسمي فقط..
بالعودة الى تجارب فاشلة نشأت فيها جماعات وفصائل خارج سياق السلطة الرسمية كانت النتائج مكلفة محليا واقليميا وتحول بعضها مصدر للتهديد العالمي وانتهت بكوارث لا زالت نتائجها ماثلة..
الحكومة اليمنية مطالبة بالتفرغ لملئ فراغات التحرير وعلى الاحزاب والمنظمات ووسائل الاعلام دعم وتشجيع والتذكير بهذه المهمة لينجو اليمن من اي اثار جانبية للتغافل عن هذه المهمة او تاجيلها...