العالم يغلي، ويقف على فوهة بركان جراء الأحداث المتلاحقة، التي قد تقود إلى ما هو أسوأ من الوضع الذي نعيشه اليوم، فالأحداث التي يعيشها العالم منذ مدة، ليست بالقصيرة، تؤكد أننا مقدمون على مراحل تتعدى بكثير تلك التي عشناها خلال السنوات الخمس الأخيرة، بخاصة تلك التي ارتبطت بما يسمى «الربيع العربي»، واجتاحت عدداً من الدول التي دخلت في حروب مستعرة، لا تزال مشتعلة حتى اليوم.
في المشهد العام، نجد الكثير من المؤشرات التي تؤكد ذهاب العالم إلى ما هو أسوأ، فثمة خطر يتشكل على العالم من وحي الصراعات بين القوى الكبرى في العالم، مثل أمريكا وروسيا، أمريكا والصين وروسيا وأوروبا، وبخاصة بعد وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة، حيث يُتوقع أن تشهد فترة ولايته مزيداً من الأزمات، نظراً لرؤيته الخاصة في إدارة بلاده والعالم.
كيف سيبدو العالم بعد سنة على سبيل المثال؟
لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما ستؤول إليه الأمور في العالم، خلال الفترة القليلة المقبلة، لكن المؤشرات تذهب إلى أن العالم سيشهد اضطراباً كبيراً بسبب تقاطع الرؤى لدى الدول الكبرى في معالجة ملفات العالم.
وإذا كانت هناك محاولات للتقريب بين الولايات المتحدة وروسيا حيال ملف الحرب في سوريا، على سبيل المثال، فإن ملفات أخرى ستبقى مفتوحة لسنوات طويلة، أبرزها الحرب على الإرهاب، الذي صار يهدد العالم بأسره.
الإرهاب اليوم لم يعد مقتصراً على بقعة محددة من العالم، بل تحول إلى هَم يومي يؤرق دول العالم كافة، الصغيرة منها والكبيرة على السواء، والدليل على ذلك هو التوحش الذي يبديه الإرهابيون في كل مكان تصل أياديهم إليه، سواء في البلاد العربية والإسلامية أو في دول أوروبا، التي توفر أقصى درجات الأمان لمواطنيها.
والأحداث الأخيرة التي شهدتها ولا تزال تشهدها ألمانيا على سبيل المثال، دليل على أن يد الإرهاب وسمومه بدأت بالوصول إلى كل مكان، وبالتالي صارت محاربته منوطة بالعالم كله، وليست بدولة أو دول بعينها، ذلك أن الصمت حيال ما يُجرى في العالم، ستكون أثمانه باهظة، وستدفعه الأجيال اللاحقة.
السؤال يتمحور اليوم، حول الطريقة التي يمكن للعالم بواسطتها مواجهة الإرهاب، وما إذا كانت رؤية الدول الكبرى، سيتم فرضها على بقية دول العالم، أم سيتم إشراك الجميع في تبني استراتيجية حقيقية لمحاربة الإرهاب، عوضاً عن توظيفه لصالح بعض الدول الكبرى؟ بخاصة أن الكل يعرف أن الولايات المتحدة والغرب عموماً، كانوا وراء ظهور تنظيم «داعش» بهدف تغيير خريطة منطقة الشرق الأوسط، وقد تمكن التنظيم، بالفعل، من تنفيذ المهمة بنجاح، بعد أن تمكن من فرض حضوره على مناطق واسعة من سوريا والعراق، وتمدد إلى بلدان أخرى بعيدة عنهما مثل ليبيا واليمن.
هل نحن أمام عالم جديد؟ سؤال يطرح نفسه بإلحاح، حيث ينتظر أن يكون 2017 أكثرها غموضاً ووحشية.
نقلا عن الخليج الاماراتية