سيِّدي يا رسول الله
ميلادُك هزةٌ أبديةٌ في قلبِ الوجودِ, وحياةٌ دائبةُ في القلوبِ والأرواح, ميلادٌ دائمٌ للإنسانِ والزمانِ والمكانِ.. فكيف يتحوّلُ إلى ذكرى نتوسلُ فيها القرب بمكرُورِ الكلامِ نستعيد محبة الأسلافِ, ندور في فَلَكِ الوله المُتقادمِ ؟..نسترجع أصداء المُحبينَ الأوائلِ, نمتَدِحُكَ بألسنتِهِم وأقوالهم وأشعارِهِم وأفعالِهم، لأن محبتنا لم تنجز بعد تعابيرها الخاصة.
ولأن غربة راسخة تباعدنا عنك وعن سناك وتطوح بنا في المتاهات المعتمة حيث تذوي الروح ويخبو الشوق ويغدو الإحتفاء مجرد تقليد باهت واداءت باردة خاوية مِن المعنى والروح
نستحضرُ فيها شواهِدَ المحبةِ وشهُودِ الحُبِّ من الأصحابِ والأنصارِ والأتباعِ والأشياعِ، عبر العصور في حين لا تشهدنا في مقامك ولا ترانا بالغي قمة من علاك ولا مدركي قيمة في مداك .
سيِّدي يا رسول الله...
هذا الفتى الذي يقِفُ بين يديك الآنَ مُجْهَداً ومنقسِماً, أشعثَ العقلِ والقلبِ, تائهٌ ضلَّ طريقَهُ إليك, وبخيلٌ قلَّما يُصلِّي عليك.
. برته الأيام يراعاً يسِفُّ الغبارْ.. كَتَبَ كثيراً وأطال في موضوعات شتى لكنه لم يُصَلِّ عليك بمقالٍ مَرَّة.
سيدي يا رسولَ الله.. واقعُنا يفضحُ دعاوى المحبةِ, وذكراك مَقامٌ للبكاء.. لا لُغَةَ تَصِلُنا بِك, ولاسبيل يذهب بنا اليك .
*من حائط الكاتب على فيس بك