لا يبدوا أن هناك سبب مقنع لدى وزارة الخزانة الأمريكية في تصنيف العديد من الشخصيات اليمنية المرموقة والمشهود بالاعتدال والنزاهة والوطنية.. سوى أن الخزانة الأمريكية كما يبدو تتماهى وبشكل كلي مع مشروع الفوضى الخلاقة الذي تتزعمه إيران في كثير من الدول العربية اليوم.
تسلط إيران أذنابها في اليمن والعراق ولبنان وغيرها من المليشيا على الأرض ليمارسوا القتل والتنكيل ومصادرة الممتلكات.
وحيث لا مليشيا هناك قتلة محترفون أيضاً بكواتم تطال المصلحين والشخصيات الاجتماعية ذات التأثير والاحترام.
أما من لا يصله هذا ولا ذاك فتتكفل به وزارة الخزانة الأمريكية حيث يتم إعلانه ضمن قوائم الإرهاب.. خطوة أولى قد تعقبها لاحقاً مطالبة الانتربول الدولي باعتقالهم وتسليمهم للمحاكمة.
إذن هو التخادم بحد ذاته بين واشنطن وطهران.. تحت غطاء مكافحة الإرهاب.
لكنه ومن جهة أخرى هو دفع لعجلة التطرف حيث تجد الشخصيات الاجتماعية نفسها أمام سياط الحوثي أو رصاصة الاغتيال أو التصنيف الدولي ما يدفعهم ربما للتخلي عن المشروع السياسي السلمي واللجوء إلى التيارات المتطرفة وهو غاية ما تريده أمريكا كي تتحول اليمن إلى سوريا أخرى تقصف المقاومة بحجة الحرب على الارهاب ويتم خلق مستنقع لا ينتصر فيه طرف على طرف.. وتتولى أمريكا تصفية الشخصيات الوطنية والمناضلة وتلك التي تنتمي إلى التيارات الإسلامية السياسية بحجة الحرب على الإرهاب.
وهو من طرف ثالث يسيء إلى دول التحالف العربي التي تبنت دعم المقاومة الشعبية في اليمن، وهو أيضا استهداف لشخصيات أعلنت موقفها الداعم لسياسات المملكة في مواجهة التمدد الإيراني.
لقد عجزت إيران ومعها الغرب عن إدانة المقاومة الشعبية اليمنية والجيش الوطني حيث لم ينخرط ضمن صفوفهما المتطرفون وهو ما صنع خيبة أمل لدى تلك الأطراف فلجأت ربما إلى هذا التنصيف الآثم.
الخلاصة:
ما فعلته وزارة الخزانة الأمريكية ليس غريبا وسيتكرر كثيرا وقد يكون في المرات القادمة بحق شخصيات سياسية كبيرة ضمن صفوف الشرعية، ما يعني أن هناك فشلا دبلوماسيا كبيرا لدى الحكومة الشرعية التي بدل أن تسعى لتصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية نجدها تعجز عن الدفاع عن منتسبيها وقادة المقاومة على الأرض.
وهذا يدعو الحكومة الشرعية اليوم مثلة برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية لإصدار بيان رفض ودعوة لسحب هذه القرارات بحق قيادات في المقاومة وشخصيات اجتماعية كبيرة لها تأثيرها الواسع.
وكذلك التحرك دبلوماسيا وعلى أعلى المستويات لإدانة مليشيا الحوثي والمخلوع وقياداتها ما لم فسنجد أنفسنا في قادم الأيام أمام سوريا أخرى في اليمن.. واتهامات قد تصل إلى أعلى مستويات الحكومة الشرعية.
اعلامي يمني