توصلت دراسة صادرة عن منظمة ميرسي كور في الـ 15 من شباط/ فبراير الماضي إلى إن العائلات اليمنية تعتمد على علاقاتها الاجتماعية وشبكات الدعم الخاصة بها من أجل البقاء، مؤكدةً أن المساعدات الخارجية لليمن رغم أهميتها إلا إنها ليست بالضرورة المصدر الرئيسي الذي يتأقلم من خلاله اليمنيون مع الأزمة المستمرة في البلاد منذ سبع سنوات.
واستندت الدراسة إلى إجراء مائة وتسعة وأربعين مقابلة عميقة مع الأفراد المتأثرين بشكل مباشر بالأزمة الإنسانية في محافظة تعز؛ باعتبارها الأكثر اكتظاظًا بالسكان في اليمن، والأعلى من حيث معدلات العنف والوفيات المدنية أثناء النزاع، إضافة إلى مقابلة مزودي المعلومات الرئيسيين ممن لهم معرفة مباشرة بسياق الوضع.
وأجريت الدراسة من أجل مساعدة الجهات الفاعلة في مجال الإغاثة على فهم أفضل الروابط الاجتماعية ودعمها للتأقلم والبقاء عبر المساهمة في تقديم مزيد من الأدلة حول شبكات الحماية الاجتماعية غير الرسمية والدور الحاسم الذي تلعبه في تمكين الأسر من التعامل مع الأزمات الممتدة والتأقلم معها، والتحقيق في طبيعة العلاقات الاجتماعية الجماعية وليست الفردية للمرونة في ظل الأزمات المستمرة، إضافة إلى إعلام مجتمع الإغاثة بطبيعة وديناميكيات الشبكات الاجتماعية اليمنية بحيث يمكن للمساعدات الخارجية تكملتها وبناء استجابتها وفق احتياجاتها.
وأكدت الدراسة أن شبكات الدعم رغم أهميتها تم تجاهلها في ظل الجهود العالمية لتوطين المساعدات الخارجية، محذرة في الوقت ذاته من انهيار مفاجئ لشبكات الدعم وهو ما قد يشير إلى تدهور سريع للأوضاع الإنسانية في بلد يعيش أبناؤه أزمة طويلة الأمد تركت أكثر من 20 مليون شخص – 66% من السكان – بحاجة إلى المساعدة.