[ بذور قمح فاسدة قدمتها منظمات كلفت مزارعي مأرب خسائر كبيرة ]
اضطر المزارع حسن دخنان إلى حرث مزرعته مرة أخرى ببذور القمح بعد بذر قمح فاسدة تسلمها من منظمة داعمة في محافظة مأرب في الوقت الذي يشهد العالم أزمة غذاء بفعل الحرب الروسية الأوكرانية المورد الرئيسي للقمح لعدد من دول العالم بينها اليمن.
يتوجه المزارعون نحو زراعة القمح بشكل واسع في محافظة مأرب رغم الصعاب الواسعة والمعوقات المتتالية والقادمة بفعل الطبيعة والتغير المناخي واخرى من صنع الانسان وذلك بهدف التجارة وبيع القمح في السوق أو لتوفير قمح واكتفاء ذاتي للمزارعين.
يقول حسن دخنان (50 عام) انه تسلم كمية من بذور القمح من احد المنظمات الدولية الداعمة للقطاع الزراعي في اليمن وباشر مع تحديد موسم زراعة القمح ببذر مزرعته الواسعة، إلا أنه وبعد مرور الوقت المحدد للإنبات تفاجئ بأن البذور كانت فاسدة بعد أن كلفته العملية تكاليف مالية واسعة .
في حديثه لـ"الموقع بوست" يشير دخنان إلى أنه والكثير من المزارعين الذين بجواره حدث لهم ذات الصدمة بعد خسارتهم الكبيرة في زراعة القمح الفاسد المقدم من المنظمة وبأشراف مكتب الزراعة بالمحافظة، حد وصفه.
اضطر دخنان وعشرات المزارعين في مأرب الى التوجه نحو شراء بذور القمح من السوق بدلا من المقدم مجانا من المنظمة وبمبالغ باهظة مما كلفهم الكثير من الخسائر التي ترتبت علي المزارع للبدئ من جديد في بذر القمح وزراعته من جديد.
ومع كل موسم زراعي يواجه المزارعون في محافظة مأرب جملة من التحديات والصعوبات منها ارتفاع أسعار البذور وصعوبة توفيرها، لكن هذا العام وجد المزارعون أنفسهم أمام معضلة جديدة، وهي زراعة الارض ببذور غير صالحة، لم تنتج زرع ولم تؤت ثمرا.
13 طن بذور الفاسدة
أزمة الغذاء العالمية دفعت المزارعين بمحافظة مأرب إلى توسيع زراعة القمح، بهدف الاكتفاء الذاتي لهم وللسوق المحلية تحسبا لتوسع الأزمة العالمية وطول أمدها، يقول المزارع فيصل المصلي، مشيرا إلى أنه حصل ومعه عدد من المزارعين على بذور القمح والبطاطس كدعم من قبل منظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر بمأرب وتنسيق مكتب الزراعة بالمحافظة لكنها بذور غير صالحة ولم تجد نفعا.
وقالت إدارة البحوث إن النوعية المقدمة من بذور القمح تم توزيعها للمزارعين في خمسة مواقع بمديريتي مأرب المدينة والوادي مشيرة بحسب وكالة الانباء اليمنية سبأ أن مكتب الزراعة وزع 13 طناً من البذور المحسنة من محصول القمح لعدد 400 مزارع من أبناء المديريات للاستفادة منها في زراعة المحصول خلال الموسم الجاري .
وكل تلك الأطنان من البذور ولدت ميته كما يقول عدد من المزارعين بمأرب والذين رفعوا شكوى الى محافظ المحافظة بما تلقوه من بذور فاسدة كلفتهم موسم زراعة القمح وكذا اموال الزراعة الباهظة بحسب حسن دخنان المزارع وعضو رابطة المزارعين في مأرب.
مشكلات اضافية
فيما يقول مدير الانتاج النباتي في مكتب الزراعة بمأرب أحمد العزعزي لـ"الموقع بوست" أن مشكلة البذور لهذا الموسم مشكلةٌ مركبة, ولها عدة أسباب منها تقلب المناخ وتغير الموسم , وانتقال حشرة جديدة مع البذور تم جلبها من محافظات أخرى تؤدي إلى أكل البذور ومنعها من الانبات .
إلى ذلك يقول العزعزي إن المزارع في مأرب يواجه الكثير من المشكلات من بينها غلاء وانعدام الديزل الذي تعمل به المعدات الزراعية المختلفة اضافة الى ندرة البذور الجيدة والتوفر بالشكل الذي يتناسب مع المساحات المتاحة لنوعية البذور مثل البطاطس والطماطم والسمسم والقمح وغيرها.
عدم توفر الأسمدة المناسبة هي مشكلة أخرى يقول العزعزي وأن توفر بعضها يواجه المزارع مشكلة ارتفاع اسعارها الذي يعجز عن توفيرها بمبالغ كبيرة , وكذا يواجه المزارع في مأرب خلال سنوات الحرب مشكلة تصدير المنتجات الزراعية الى المحافظات الاخرى مثل صنعاء واب وغيرها وذلك بسبب تقطعات الطرق اولا ثم بسبب بعد المسافات للطرق البديلة ووعورتها وتأثير ذلك على المنتج الزراعي الذي بدوره يقلل من قيمة المنتج اثناء البيع .