[ الهلال الاحمر الاماراتي باليمن اداة استخبارية ]
كشف تقرير سري، تم تسريبه مؤخرا، عن تورط الامارات، في عمليات مهددة للكيان القانوني للجمهورية اليمنية، ومكوناتها السياسية، ونسيجها الاجتماعي.
ونشرت قناة "بلقيس" الاثنين، تقريرا للهلال الأحمر الإماراتي، تضمن تفاصيل ما أنفقته الإمارات في اليمن خلال عامين من تدخلها ضمن مشاركتها في التحالف العربي الذي انطلق في 21 مارس 2015 ، بهدف إعادة الشرعية اليمنية بعد انقلاب جماعة الحوثي عليها في 21 سبتمبر 2014 .
وبحسب الوثائق التي تضمنها التقرير المكون من 36 صفحة، فإن إجمالي المصروفات تجاوزت أكثر من ملياري دولار أمريكي، توزّعت ما بين دفع رشاوى لمنظمات دولية من بينها منظمة العفو الدولية، وممارسة عمليات تجسس، ومحاولات اختراق لمنظمات حقوقية مناهضة لسياستها في اليمن، وعمليات تجنيد لصحفيين لتظليل الراي العام، بالإضافة إلى إنشاء قوات عسكرية، ومعتقلات، وأيضاً دفع مبالغ مالية طائلة لمسؤولين أمنيين وتجهيز مقرات أمنية.
كما كشف التقرير أيضا عن تخصيص أكثر من 4 ملايين درهم إماراتي لوسائل إعلام تعمل لصالح الإمارات، وكذلك المنظمات الدولية التي تصدر تقارير مناوئة لممارسات أبو ظبي في اليمن.
كما بيّنت الوثائق عن مساعي أبو ظبي لاستقطاب الشخصيات القبيلة، والاجتماعية، والسياسية، إضافة إلى إنشاء مواقع إلكترونية، واستقطاب صحفيين وكُتاب، لتحسين صورتها ،ومهاجمة مناهضي دورها في اليمن.
من بين تلك المصروفات، التي أنفقها الهلال الأحمر الإماراتي، دفع نصف مليون درهم إماراتي مقابل عملية اختراق لمنظمة سام الحقوقية، من قِبل الأشخاص المقرّبين منها، وكذلك دفع نصف مليون درهم إماراتي كذلك لمنظمة العفو الدولية كرشوة مقابل عدم تسليط الضوء على انتهاكات الإمارات في اليمن.
كما تم تخصيص نحو 132 مليون درهم إماراتي لشراء معدات وآليات أمنية، وكذلك تخصيص نحو 98 مليون درهم إماراتي كمصروفات خاصة للجوانب الأمنية، التي جرى توزيعها لصالح مدراء أمن عدد من المحافظات.
وجرى إنفاق ما يقرب من 15 مليون درهم إماراتي لإنشاء معسكرات جديدة فيما تم إنفاق 12 مليون درهم مقابل ترميم معسكرات سابقة وصرف أكثر من 18 مليون درهم إماراتي لصالح أقسام الشركة وتوزيعها على مسؤولين فيها.
أدوات استعمارية ناعمة
رئيس منظمة سام للحقوق والحريات أشار إلى الدور الاماراتي، في إنشاء، وتوظيف القوى الناعمة المؤثرة في العصر الحديث، واحتواء أو محاربة الاصوات والمنظمات، والمؤسسات الحقوقية، والبحثية والاعلامية في تحسين صورتها واعمالها في اليمن.
وفي تصريح لـ "الموقع بوست، قال الحميدي: سياسة الاحتواء الاماراتية للمنظمات، والمؤسسات الحقوقية والبحثية، والاعلامية، تعد من القوي الناعمة المؤثرة في العصر الحديث، وتسعي أي دولة إلي إنشاء ادواتها الناعمة من منظمات، ومؤسسات ، في المقابل تسعي إي دولة، إلي تحجيم، أو استيعاب، أو اختراق، أو تشوية الادوات الناعمة، التي تراها خطر عليها، ولا تتفق مع سياستها، وهذا أمر يحدث في اليمن.
وأضاف: المال والنفوذ الاماراتي يعملان علي إنشاء أدوات ناعمة، من مواقع وقنوات وصحف ومؤسسات ومنظمات للترويج لها، وتحسين صورتها، في المقابل تسعي إلى اسكات الاصوات التي تراها تكشف ممارساتها، ونقلها للعالم.
وعن ما كشفته الوثائق المسربة عن صرف الامارات مبلغ نصف مليون درهم اماراتي (ما بين العام 2016 و 2018 )؛ لاختراق منظمة سام قال الحميدي (الذي يشغل منصب رئيس منظمة سام للحقوق والحريات): طبيعي ما قامت به دولة الامارات عن تخصيص مبلغ كهذا لاختراق المنظمة، كونها (أي سام) أكثر المنظمات نشاطا، وكشفا للانتهاكات الاماراتية، وتعد أول منظمة كشفت السجون السرية التابعة للإمارات في اليمن سواء في عدن او غيرها وذلك في مايو 2017ـ حسب وصفه.
استثمار الميلشيات
من جانبه يقول الباحث والمحلل السياسي ياسين التميمي: إن دور وأعمال الإمارات في اليمن، لا يحتاج إلى وثائق للتثبت من تورطها (أي الامارات) في عمليات مهددة لكيان اليمنية، فالنتائج على الأرض خير شاهد عن دورها، وسياستها التدميرية المليشاوية.
وفي تصريح لـ "الموقع بوست" أضاف التميمي: الوثائق المسربة بينت الاستثمار الاماراتي في الميلشيات، وقد لمس الجميع أثر هذا الاستثمار من خلال عمليات التمرد المسلح، التي أفضت إلى طرد السلطة الشرعية وفرض تسوية سياسية معها أوصلت هذه الميلشيات إلى الحكومة وأخيرا إلى مجلس القيادة الرئاسي ـ حسب تعبيره.
وأوضح: المبالغ التي أشارت إليها الوثائق "واقعية"، ويدعمها النتائج على الارض، حيث شهدت سنوات الحرب الماضية انتهاكات سافرة لحقوق الانسان، عبر عمليات تغييب، وتعذيب، وقتل في أكثر من 15 معتقلا سريا، وغير سري في جنوب البلاد، وساحلها الغربي، بالإضافة الى المعتقلات الخارجية.
وتابع التميمي: لا تزال هذه الميلشيات تهدد مستقبل الدولة اليمنية رغم التطورات السياسية التي فرضت على الشرعية بذريعة توحيد صف الشرعية.
الهلال الاستخباراتي
وأظهرت الوثائق المسربة، تنفيذ الامارات مخططات من شأنها تعزيز وجودها، وتنفيذ هذه الأجندة العسكرية والاستخباراتية في عدد من المحافظات، تحت ذريعة العمل الإنساني، عبر الهلال الاحمر الاماراتي، وذلك من خلال إنشاء، معسكرات، وسجون خاضعة لها، ودعم تشكيلاتها المسلحة، وتزويدها بالمعدات العسكرية.
التميمي بدوره أتهم الهلال الاحمر الاماراتي ـ وفقا للوثائق ـ بتورطه بعمليات أمنية، واستخبارية تخدم مشروعها وسياستها الاستعمارية، المهددة لكيان الدولة اليمنية، وهذا ما خبره اليمنيون والفلسطينيون الذين صدمهم الدور التخريبي لهذه المنظمة التي تتوسل ادوارا انسانية واغاثية ـ حسب وصفه.
القيادي في المقاومة الجنوبية عادل الحسني بدوره علق عما تم تداوله من وثائق تكشف تورط الهلال الاحمر الاماراتي في تنفيذ عمليات استخباراتية واستعمارية.
وفي تصريح لـ "الموقع بوست" أفاد الحسني أن ما نشر من وثائق، بما تحمله ادوار، وممارسات، ومصروفات مالية هي حقيقية، وتكشف عن تورط الهلال الاحمر الاماراتي في ممارسة مهام، وأدوار خارجه عن مهامه، واصفا الهلال الاحمر الإماراتي في اليمن بأنه يمثل الغطاء الرسمي لجهاز المخابرات الإماراتية.