[ الحاخام اليهودي يحي يوسف ]
اثارت قضية اختطاف الحاخام اليمني اليهودي يحيى يوسف يعيش آخر حاخامات الطائفة اليهودية الذي رفض السفر الى إسرائيل موجة غضب واسعة في اوساط السياسيين والناشطين اليمنيين.
وبحسب مصادر مطلعة ان مليشيا الحوثي داهمت مقر اقامة الحاخام يحيى يوسف في المدينة السياحية بالعاصمة صنعاء واقتادته مع اثنين أخرين من ابناء الطائفة الى سجن الامن القومي بتهمة تهريبه المخطوطة التاريخية للتوراة .
وكان الحاخام يحيى يوسف قد رفض السفر الى اسرائيل، حيث غادرت قبل شهر الدفعة الاخيرة من اليهود اليمنيين التي تضم 19 شخصا مطار صنعاء الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي .
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية "أن تل أبيب دفعت مبالغ مالية لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران لكي يتسنى إخراج 17 يهوديا يمنيا من العاصمة صنعاء، وأن العملية تمت بمساعدة من الأردن وبتنسيق من الوكالة اليهودية للهجرة".
وبدأت هجرة اليهود من اليمن عقب قيام الدولة العبرية مباشرة حيث أبرمت الوكالة اليهودية وبالتعاون مع الحكومة البريطانية التي كانت تحكم مستعمرة عدن صفقة مع الإمام يحيى حميد الدين الذي كان يحكم شمال اليمن، وتم بموجبها ترحيل نحو خمسة وأربعين ألفا من اليهود اليمنيين الى إسرائيل عبر عملية شهيرة سميت بساط الريح.
ويعتبر الحاخام يحي يوسف احد ابرز الوجوه اليهودية في اليمن، وهو عضوا في اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام، ومنذ عملية احتجازه لم يصدر عن حزب المؤتمر أي موقف تجاه ما تمارسه مليشيا الحوثي ضده.
صناعة غريم
وفي السياق قال الكاتب الصحفي عبدالعزيز المجيدي في صفحته على موقع "فيسبوك"، ان الحوثيين يحاولون صناعة "غريم" يتهمونه " بتهريب" واحدة من أقدم مخطوطات التوراة، اليمنية، الى إسرائيل، لتغطية الفضيحة التي تكشف علاقة تحالف الإنقلاب بإسرائيل.
واوضح المجيدي " يحيى يوسف يعيش، يدفع ثمن رفضه أن يكون جزءا من صفقة الترحيل الى تل أبيب، الفضيحة التي لن تستطيع الميليشيا تغطيتها حتى لوقتلت الرجل.
واردف المجيدي "لوكان يحيى مرضياً عنه من إسرائيل ، لما تجرأ هؤلاء القطعان على الإقتراب منه فكيف باعتقاله وتوجيه تهمة مختلقة وأصبحت مفضوحة، مهما تصنعوا الدهشة حيال خروج المخطوطة..!
وخاطب المجيدي الحوثيين بالقول "لكن ما ينساه هؤلاء أن المخطوطة وصلت الى تل أبيب رفقة 19 فردا من آخر العائلات اليهودية التي تم ترحيلها بعد مفاوضات ملحة مع إسرائيل إستمرت لأكثر من عام ، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، وقبض ثمنها نقداً، والآن يريدون المكسب السياسي من الصفقة".
وتابع " لم يسأل أحد منهم نفسه: لماذا سيقوم الحاخام بتهريب المخطوطة، بينما تتاح له فرصة "العمر" للنفاذ بجلده، رفقة أسرته وأبناء عمه الى تل أبيب بصورة نهائية، بدلاً من " تهريب " المخطوطة ليبقى صيداً لقطعان الميليشيا، بإفتراض صحة التهمة الغبية ".
واشار إلى أن الحوثيين إستلموا نقود الصفقة ويبحثون عن المخطوطة، في روح اليمني يحي يوسف يعيش الذي رفض أن يترك بلده الأم، لمصلحة أسطورة، صهيونية، تساندها عصابات من قطعان الميليشيا..
وختم المجيدي منشوره قائلا "يحيى يوسف يعيش، هو اليمني الحقيقي، مقابل عصابة من قطعان ميليشيا وشذاذ أفاق، امتهنوا تجارة الحرب، وموجودون على الدوام لخدمة هذا الثنائي : أمريكا وإسرائيل.. مهما تعال صوت القطيع في سيرك الصرخة ".
حركة إرهاب
من جهته قال الكاتب الصحفي حسين الوادعي " ان الحوثيين هجروا اليهود اليمنيين من صعده، حيث ارعبوهم في عمران، واعتقلوهم في صنعاء.. مضيفا ثم اجبروا اولادهم وبناتهم على ترديد الصرخة و "اللعنة على اليهود".
وأكد الوادعي في منشور له بصفحته على موقع "فيسبوك "على أن الحركة الحوثية ليست حركة عنف بل حركة ارهاب.
تغطية على صفقة
بدوره يعتقد الكاتب الصحفي نبيل البكيري في تصريح خاص لـ(الموقع) أن موضوع اختطاف الحاخام اليهودي ليس فقط الا تغطية على الصفقة التي تمت بين الحوثيين والحكومة الاسرائيلية .
وقال البكيري ربما أن اختطاف المليشيات للحاخام يعود لعدم ايفاء اسرائيل بصفقة السلاح ولكن لم تتم وبتالي اضطر الحوثيين اعتقال الحاخام حتى تتم الصفقة وبقاء الحاخام في صنعاء بمثابة ضمانة بايصال السلاح.
بحث عن غريم
من جانبه قال المحلل السياسي سمير الصلاحي في تصريح خاص لـ(الموقع) " بعد فضيحة مليشيا الحوثي بخروج الصور من مكتب نتنياهو وبالمخطوطات اليمنية الاثرية سارعت لحماية صورتها عند البسطاء بالقبض على الحاخام يعيش وتلبيسه التهمة لحفظ ماء الوجه .
واضاف المتابع الحصيف للشأن اليمني وللحركة الحوثية منذ نشأتها يعلم انها استخدمت التقية السياسية برفع شعارات معادية لليهود لكسب ود المواطن اليمني المتدين بعاطفته .
واشار ان كل تحركات الحوثيين تناقض شعاراتهم تماما حيث تستخدم الشعارات لتخدير المجتمع لتحقيق مكاسبها السياسية تماما حد قوله - كما تعمل ايران في عدائها الاعلامي لاسرائيل وفي التعاون معها من تحت الطاولة لتقاسم النفوذ في المنطقة.