[ قيادات الهبة الحضرمية الثانية ]
مرت خمسة أيام على فض اعتصام المكلا واعتقال قيادة الهبة الحضرمية الثانية وعلى رأس المعتقلين الشيخ صالح بن حريز المري وعشرات الصحفيين والمحامين والناشطين والمشاركين في الهبة.
وهاجم مساء السبت الماضي المئات من جنود النخبة الحضرمية تساندهم المصفحات والمدرعات العسكرية اعتصام الهبة الحضرمية في المكلا، وحاصروا المشاركين قبل اعتقالهم واقتيادهم للسجون.
وكانت قيادة الهبة برئاسة الشيخ صالح بن حريز قد نظمت عصر السبت الماضي وقبل ساعات من فض الاعتصام مهرجان جماهيري للمطالبة بتحسين الخدمات، ومكافحة الفساد، ووقف انهيار الوضع الاقتصادي، وإيجاد فرص عمل لخريجي الجامعات بالمحافظة.
وعبر المجلس الأعلى للحراك الثوري عن إدانته لفض الاعتصام واعتقال قيادة الهبة الحضرمية الذين يطالبون بحقوق المحافظة بشكل سلمي كفله الدستور.
من جانبها طالبت مرجعية حلف حضرموت السلطة المحلية في المكلا بسرعة الإفراج عن كافة المعتقلين والسماح بحق التظاهر والتعبير السلمي.
كما أدانت منظمة سام للحقوق والحريات ومقرها سويسرا اعتقال الشيخ صالح بن حريز وكافة المشاركين في اعتصام المكلا.
ودعت المنظمة السلطات في حضرموت لإطلاق سراح المعتقلين واحترام حرية التعبير السلمي.
توجيهات إماراتية
ويرى المحلل السياسي عمر بن هلابي أن "ما أقدم عليه محافظ حضرموت من اعتقال قيادة الهبة الحضرمية وفض الاعتصام في المكلا جاء بتوجيهات إماراتية بعد أن سحب الشيخ صالح بن حريز المري البساط من تحت الجميع خاصة كتلة الانتقالي".
ويقول لـ "الموقع بوست " هدف الإمارات من اعتقال الشيخ صالح بن حريز وقيادة الهبة هو إبراز صوت الموالون لها وعلى رأسهم حسن الجابري بعد أن بدأت الجماهير تلتف حول الشيخ المري".
ويعتقد أن دولة الإمارات تسعى لتسيير الهبة كما تريد لتحقيق أهداف عدة منها ملشنة حضرموت، واستفزاز المنطقة الأولى وإشعال فتنة لإخراج قوات الشرعية من الوادي.
ويشير بن هلابي إلى أن" المحافظ البحسني مسلوب القرار وبالتالي يقوم بتتفيذ ما يُملى عليه من دولة الإمارات، إضافة إلى خشيته من أن تكشف الهبة الحضرمية فساده في المحافظة، لذلك كانت هذه الدوافع الأساسية لاعتقال الشيخ صالح بن حريز".
ويضيف " المحافظ البحسني يحظى بدعم لوبي فساد داخل الشرعية مقابل منحهم نسبة معينة من دخل المحافظة".
مصير الهبة
وفي هذا السياق يقول الناشط السياسي محمد بن علي جابر لـ "الموقع بوست" ما أقدمت عليه سلطة فرج البحسني من اعتقال قيادة الهبة الحضرمية يوضح حجم خوف المحافظ من الهبة خاصة مع الاعتصام المفتوح الذي دعا له الشيخ صالح بن حريز في المكلا، ويبدو أن المحافظ يخشى من وصول المعتصمين لبوابة قصره ومحاصرته".
ولا يستبعد بن علي جابر استمرار الهبة الحضرمية بعد تصعيد السلطات شريطة إلتفاف الجميع حول قيادة الهبة ودعمها بشكل مستمر.
ويتفق عمر بن هلابي مع بن علي جابر من أن استمرار الهبة مشروط بدعم جميع شرائح المجتمع والمكونات والناشطين والصحفيين لها في حضرموت.
ويقول بن هلابي " مستقبل الهبة يعتمد على نشطاء الحراك السلمي ونشطاء المجتمع المدني والصحفيين والناشطين الذين يعارضون مشروع التدمير الذي تقوده الإمارات عبر المجلس الانتقالي، إذا كان هناك إصرار من قبلهم على استمرار الهبة ستستمر".
ويستطرد قائلاً " من المهم على الحضارم دعم الشيخ صالح بن حريز للاستمرار في الهبة والعودة للاعتصام وسيخرج كل الأهالي خلفه، والمحافظ يعلم ذلك ولهذا يصر على أن يوقعوا على تعهد بإيقاف الهبة وعدم الاستمرار في فعالياتهم".
مصير المعتقلين
ويقول الناشط السياسي سالم بن جذنان النهدي لـ "الموقع بوست" اعتقال قيادة الهبة عمل جبان ولا يقوم به إلا مهزوز نفسيا، ورأينا المجلس الانتقالي يقوم بأعمال انقلابية ولم يتم التصدي له بينما تقمع مظاهرات سلمية".
ويعتقد أن" البحسني وجد مطالب المعتصمين تمس لوبي الفساد في الشرعية الداعم له، لذلك وجه باعتقال قيادة الهبة لوأدها ومنع الجماهير من الانخراط فيها".
وعن مصير المعتقلين يقول النهدي" حاولت السلطات الضغط على الشيخ صالح بن حريز المري داخل السجن من أجل تعهده بعدم استمرار الهبة لكنه رفض ذلك، وعرضت السلطات عليه إطلاق سراحه مع المعتقلين مقابل خروجه من اليمن أو مغادرة المكلا وعدم قيادة المظاهرات فرفض عرضهم وأصر على مواصلة النضال".
من جانبه أوضح محمد بن علي جابر أن السلطات أفرجت عن مجموعة من المعتقلين، ويتوقع الإفراج في قادم الأيام عن البقية لأن اعتقالهم تعسفي وغير قانوني، وهناك ردود أفعال قوية تستنكر هذا الفعل حد قوله.
أما عمر بن هلابي فيقول" لا اعتقد أن القوات الإماراتية ستفعل بهم شيئاً خاصة وأن الشيخ صالح بن حريز أصبح رمز حضرمي، وأحد الواجهات القبلية المهمة في المحافظة، وأي مساس به أو بأي من المعتقلين سيثير مشاعر الجماهير".
وانطلقت الهبة الحضرمية الثانية بعد انهيار العملة وتدهور الوضع المعيشي في البلاد، وترفع شعارات تطالب بحقوق حضرموت المهضومة كما يقول المنخرطون في الهبة.
وفي الآونة الأخيرة شنت وسائل إعلام تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً هجوماً على قيادة الهبة لرفضهم إشعال صراع في وادي حضرموت.