[ ولي عهد السعودية بن سلمان وسلطان عمان طارق بن هيثم ]
أثارت زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين والإمارات توقعات العديد من المتابعين للشأن اليمني بعلاقة هذه الزيارة بالملف اليمني، وضرورة الوصول إلى سلام دائم في اليمن بعد إنهاء الحرب.
قادة دول الخليج أكدوا خلال لقائهم ولي العهد السعودي على ضرورة حل الأزمة اليمنية وفق المبادرة الخليجية التي يرون فيها المخرج المناسب لوقف الحرب وإنهاء الأزمة اليمنية برمتها.
بينما قالت صحيفة رأي اليوم" اللندنية": أن "الجولة التي يقوم بها حالياً الأمير محمد بن سلمان وتشمل زيارة خمس عواصم خليجيّة، والهدف المعلن منها هو توثيق العلاقات، ومحاولة ترميم الخِلافات والبيت الخليجي، والإعداد للقمة الخليجية التي ستُعقَد في النصف الثاني من هذا الشهر في الرياض، أما الهدف غير المُعلن فهو طلب النجدة من معظمها لوقف الانهيار العسكري السعودي على الجبهة اليمنية".
ولم تبد الجريدة تفاؤلا بهذه الزيارة حيث قالت: " الأيام والأسابيع القليلة المقبلة قد تحمل في طياتها مفاجآت غير سارة للسلطات السعودية، حتى لو وصلت النجدة الأمريكية والقطرية والإماراتية، فدخول اليمن سهل، ولكن الخروج منه أصعب بكثير".
الحوثي يرفض السلام
ويرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمد جميح أن التحركات السعودية في دول الخليج تخص البيت الخليجي، لكنها أيضاً ستناقش من ضمن القضايا المهمة القضية اليمنية.
وقال للموقع بوست " الإشكال بالرغبة في السلام من عدمها لدى الطرف السعودي ليست المشكلة، المشكلة في التعنت الحوثي، وكل المبادرات الدولية والعربية لوقف الحرب واجهها الحوثي بالرفض بما في ذلك مبادرة الرياض الأخيرة لفتح الموانئ والمطارات".
وأشار جميح إلى أن الإيرانيين يستخدمون الملف اليمني كإحدى أهم الوسائل التي يضغطون بها على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، لتحقيق بعض النقاط لصالحهم فيما يتعلق بملف إيران النووي ومفاوضات فينا.
ويعتقد أن نهاية الحرب ليست قريبة، مضيفاً " الحوثيون لا زالوا يعولون على الحل العسكري، ولا يبدو كذلك أن هناك إرادة سياسية للحسم".
دعم المبادرة الخليجية
عادت المبادرة الخليجية من جديد كمرجعية لحل الأزمة اليمنية، بعد زيارة ولي عهد السعودية لدول الخليج.
ويستبعد الكاتب والناشط الحقوقي عادل الحسني توافق دول الخليج على حل واحد بشأن الأزمة اليمنية.
ويقول للموقع بوست" هناك تباينات في الرؤى الخليجية بشأن حل أزمة اليمن، وكل دولة من دول الخليج على علاقة بطرف من أطراف الأزمة اليمنية".
ويؤكد الحسني أن الرؤى الخليجية ليست متطابقة بشأن حل الأزمة اليمنية، لذلك لم يتبلور الحل لهذه اللحظة.
وعن التحركات الخليجية الأخيرة يرى الحسني أنها تعد تكرار لتحركات مشابهه قد حدثت من قبل ولم تسفر عن أية نتائج.
بينما يرى الدكتور محمد جميح أن مرجعيات الحل في اليمن هي ثلاث، المبادرة الخليجية، والحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن.
ويقول " الذين يطرحون أن الزمن تجاوز هذه المرجعيات لا يعطون تحديدا أين تجاوز الزمن هذه المرجعيات التي تحمل في جوهرها تأسيس دولة تحتكر السلاح وتحتكر السلطة، وتكون دولة للجميع، وهذه مضامين هذه المرجعيات".
ويضيف " إلى الآن لم نجد جهد سياسي خليجي ملموس بعد المصالحة، لكن ربما تكون هناك نتائج بعد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدول الخليج، واعتقد سيتم استغلال خطوط تواصل سلطنة عمان مع الحوثيين لصالح هذا الجهد السياسي".
دعم الخيار العسكري
يرى بعض اليمنيين والخليجيين أن الخيار العسكري هو الخيار الأفضل لوقف جرائم مليشيا الحوثي، وإنهاء الحرب، واستعادة الدولة، وأن خيار السلام لا يمكن أن يمنع مليشيا الحوثي من ارتكاب مزيد من الجرائم.
ويقول المحلل السياسي اليمني محمد جميح" الحرب ستستمر إلى أن يتيقن الحوثيون بأنهم لن يستطيعوا فرض الحل العسكري، ولن يتيقنوا من ذلك إلا إذا تم تسليح الجيش اليمني تسليحاً مناسباً يردع الحوثيين ويجعلهم يتراجعون عن الخيار العسكري إلى خيار المفاوضات".
ويستطرد قائلاً " عندما تتأمل الجيش الوطني الذي يمثل جيش الدولة المعترف بها دولياً يقاتل بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بينما المليشيات تمتلك الطائرات والمسيرات والصواريخ البالستية والصواريخ الحرارية والمدرعات والدبابات، هذا يؤكد لنا أننا أمام وضع نشاز، مليشيا تقاتل بأسلحة نوعية، وجيش دولة معترف بسلطتها الشرعية يقاتل بأسلحة خفيفة ومتوسطة".
ويشير إلى أن العمانيين لم يستطيعوا إقناع الحوثيين بالمبادرة الأخيرة للرياض التي تخص فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء، مما يعني تمسك مليشيا الحوثي بخيار الحرب حتى هزيمتها.