[ عوض الوزير يظهر في اجتماع نصاب إلى جوار رئيس الانتقالي بشبوة علي الجبواني ]
رغم الخذلان التي تتعرض له محافظة شبوة من قبل الشرعية، نجحت المحافظة في إفشال مخطط الإمارات التي دخلت اليمن تحت عنوان " إعادة ودعم الشرعية"، حيث صمدت شبوة في وجه المؤامرات التي تستهدف محافظ المحافظة محمد صالح بن عديو، وتستهدف أمن وسلامة المجتمع في المحافظة.
لجأت الإمارات مؤخرًا لتصعيد هجومها على محافظ شبوة بعد أن أمهلها شهرين للخروج من ميناء بلحاف الذي تسيطر عليه منذ سنوات، وتسليمه إلى السلطة المحلية.
الإمارات استخدمت في شبوة كل الوسائل والأدوات لإسقاط بن عديو والقيادات الأمنية والعسكرية، بهدف تسليم المحافظة للمليشيات العسكرية التي أنشأتها والتي تريد من خلالها ضمان مصالحها في شبوة.
لكن صمود المحافظ محمد صالح بن عديو وقيادات السلطة المحلية في شبوة، والدعم الشعبي والقبلي الكبير للمحافظ أفشل مخطط الإمارات، وأسقط مؤامراتها التي ظلت تحيكها على الدوام.
فشل المؤامرة الإماراتية
بعد أن فشلت في كل مؤامراتها السابقة أرسلت أبوظبي القيادي المؤتمر عوض الوزير العولقي إلى شبوة لحشد القبائل لمواجهة السلطة المحلية والخروج عليها، لكن شيوخ قبائل شبوة رفضوا الانخراط في المؤامرة مما أفشل مخططات الإمارات.
وحول ذلك يقول عضو مجلس الشورى الشيخ علي حسين البجيري إن اللقاء الذي دعا له عوض بن الوزير أمس الثلاثاء، فشل بشكل ذريع، إذ لم تشارك فيه كل قبائل شبوة، وقاطعته العديد من الشخصيات البارزة أمثال الشيخ صالح بن فريد العولقي، واللواء أحمد مساعد حسين وكثير من الشخصيات المهمة في المحافظة.
في حديثه لـ "الموقع بوست" يضيف البجيري أن "90 بالمئة ممن حضر لقاء نصاب، ينتمون للعوالق وحضورهم يأتي دعما لابن الوزير كعولقي، لكنهم لا يمثلون أبناء شبوة".
وأشار إلى أن امتناع الكثير من شيوخ القبائل عن الحضور يعني أن اللقاء لم يحقق أهدافه.
وأكد عضو مجلس الشورى أن "خروج الإمارات من بلحاف هو أمر وارد بين لحظة وأخرى، والشعب في شبوة لن يمهلهم كثيرا، والجيش والشعب اليمني كله يقف إلى جانب أبناء شبوة، ولن يقفا مكتوفا الأيدي أمام تعنت الإمارات".
محاولة لملشنة المحافظة
من جانبه قال الناشط السياسي والقيادي السابق في المقاومة الجنوبية عادل الحسني لـ "الموقع بوست" إن عودة عوض الوزير إلى شبوة يرتبط بمشروع الإمارات الذي يهدف إلى إعادة المؤتمر الشعبي العام لشبوة من أجل إسقاط محافظ شبوة محمد صالح بن عديو وملشنة المحافظة.
ويرى الحسني أن "عوض الوزير سيفشل لأنه يفتقد للقوة والقدرة على مواجهة المحافظ، وغالبية قبائل شبوة تساند بن عديو ليس من المنظور الحزبي ولكن نظير نجاحه في شبوة وحفاظه على الأمن".
ويمثل محمد صالح بن عديو مرجعية قبائل حمير في شبوة ويحظى بعلاقة واسعة في الوسط القبلي كشخصية قبلية لها ثقلها في المحافظة.
وعن إصرار الإمارات على البقاء في شبوة رغم الرفض الشعبي والرسمي، قال القيادي في المقاومة الجنوبية إن هذا الإصرار له اعتبارات كثيرة، أولها أن شبوة محافظة نفطية وغازية، وكذلك لأنها محافظة ساحلية، إضافة لنشاط حزب الإصلاح الكبير فيها والذي ترى فيه الإمارات العدو اللدود لها.
وقال الحسني إن "امتناع غالبية شيوخ قبائل شبوة عن المشاركة في اللقاء الذي دعا له عوض الوزير يأتي بعد علمهم بتكليف الإمارات لابن الوزير لإسقاط شبوة في الفوضى رغم النجاحات الكبيرة التي حققها المحافظ بن عديو.
ووصف تقارب حزب المؤتمر والانتقالي في شبوة بأنه يأتي في سياق رغبة دولة الإمارات لهذا التقارب كونها الممول للطرفين.
وأكد الحسني أن "تحالف الانتقالي والمؤتمر لن يستمر طويلاً وسيتلاشى، لأن المؤتمر يؤمن بالوحدة والانتقالي يؤمن بالانفصال لكن أهداف الإمارات جمعتهم مع بعض".
تصرفات طائشة
أصيل فدعق، مستشار محافظ شبوة وصف بيان لقاء نصاب بالعمل الطائش وغير المسؤول وأنه يخدم أعداء المحافظة ولا يصب في صالح وحدة صف أبناء شبوة.
وقال فدعق في حديثه لـ"الموقع بوست" لم نتوقع أن يصدر ذلك البيان المليء بخيبات الأمل والتناقضات والمزايدات، وتحمل بنوده نوع من أنواع التصرفات الطائشة غير المسؤولة تجاه شبوة.
وأضاف "مؤسف أن يصدر ذلك البيان عن شخصية اجتماعية وقبلية تحمل صفة مستشار رئيس الجمهورية، مما يدل أنه يفتقر للنضج السياسي والعقلاني بادعائه اجراءات لتحسين وضع شبوة التي تواجه مؤامرات طائفية ومنها مناطقية تشطيرية في حين يطالب برحيل السلطة خلال أسبوع".
وتساءل فدعق قائلا: كيف لهذا البيان أن يصف حال شبوة بالمأساوي بالغ الخطورة ويصوره لنا كأنه حال عدن التي تحكمها الإمارات عبر أدواتها الرخيصة بالقمع لمن اختلف معهم واعتقاله في سجونهم السرية التي لا توجد في شبوة، حتى أوصلت عدن من مكانة ريادية إلى قرية تفتقد لأبسط الحقوق للمواطن من الخدمات العامة، وتعاني من عدم استقرار أمني في ظل كتائب وفصائل عسكرية مقارنة بشبوة التي تتمتع بجهاز أمني وعسكري واحد موحد؟
وعبر مستشار المحافظ عن استغرابه من وصف بيان نصاب قوات الجيش والأمن في شبوة بالمليشيات، بينما لم يذكر البيان المليشيات التي تتخذ من ميناء بلحاف مقراً لها ونقطة انطلاق لزعزعة أمن واستقرار المحافظة، وتجاهل التواجد العسكري الإماراتي في ميناء بلحاف الأمر الذي انعكس سلباً على حياة المواطنين.
وقال فدعق "أنحرف مسار الزيارة المفاجأة بعد سبعة أعوام، حيث أعلن فور وصوله عن توحيد الصف والكلمة تحت عنوان ( شبوة أولاً ) ثم تغيرت الأمور حتى أصبحت واضحة جداً عن الهدف الرئيسي لوحدة الصف الذي اختلف نهجه في ليلة وضحاها عن ما أعلن عنه قبيل الاجتماع وعن ما بعده، وفي هذا التوقيت خصوصاً وشبوة منذ عامين تواجه مشروع طائفي حوثي، ومشروع تشطيري انتقالي".
وكان عضو مجلس النواب اليمني والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام عوض بن الوزير العولقي قد وصل إلى شبوة قبل نحو أسبوع بعد غياب دام سنوات في الإمارات.
أطراف يمنية عدة تتهم دولة الإمارات بالوقوف وراء عودة ابن الوزير في هذا الوقت تحديداً لخلط الأوراق والعمل على إسقاط السلطة الشرعية في شبوة كما فعلت في عدن وسقطرى.