[ إحدى الإصابات بكورونا في صنعاء - رويترز ]
عاش اليمنيون عاما جديدا آخر مليئا بالمعاناة، ولكن هذه المرة بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي جاء في الوقت الذي تشهد فيه البلاد حربا أوشكت على دخول عامها السابع.
وزاد من تفاقم الأمر تزامن تفشيه مع وجود أوبئة أخرى، أبرزها كان المكرفس، فضلا عن عدم توفر الفحوصات والاستعدادات الكافية لمواجهة الفيروس، إضافة إلى عدم قدرة المواطنين على شراء الأدوية المطلوبة لعلاجه، مما اضطرهم إلى استخدام مواد طبيعية.
في بداية ظهور المرض في دول مختلفة، وعقب إعلان أول إصابة بالفيروس في العاشر من أبريل/نيسان الفائت، أنكره البعض، في حين شعر آخرون بالذعر خاصة كبار السن والذين لديهم أمراض مزمنة خوفا على حياتهم، ولتدهور الوضع الصحي في البلاد، لكن ذلك لم يستمر كثيرا، ولم يكن كافيا لالتزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية اللازمة، حتى تلك التي فرضتها السلطات، وذلك بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه ملايين اليمنيين.
كما تضرر الكثير من اليمنيين خارج البلاد بسبب فترة الحظر التي كان يتم إعلانها، وتراجعت التحويلات من الخارج بنسبة 80%، وهي التي تُشكل رافدا مهما لاقتصاد البلاد.
معدل الوفيات لم يكن واضحا بسبب عدم توفر الفحوصات وكذلك لرفض الكثيرين الذهاب إلى المستشفيات، لكن بعض المسؤولين الأمميين رجحوا أن تكون وصلت إلى 20%، في بلد يحتاج فيه 19.7 مليون يمني للرعاية الصحية.
بدأت الحكومة منذ وقت مبكر بالتشجيع على دعم القطاع الصحي في البلاد لمواجهة الفيروس في مناطق سيطرتها، ورصدت وزارة الصحة والسكان حتى نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول 4014 إصابة بكورونا، و611 وفاة، 2099 حالة نشطة، و1394 حالة تعاف. وتم تسجيل أكثر الإصابات في حضرموت التي بلغ عددها 973 توفي منهم 316، أما أقل محافظة فكانت أبين التي رُصد فيها 29 حالة إصابة منها 6 وفيات.
بينما رفضت جماعة الحوثي الإفصاح عن أي أرقام بحجة عدم نشر الذعر بين المواطنين، برغم أن ذلك أثر سلبيا وأدى إلى وجود وفيات كثيرة لعدم قيام الناس بأي احتياطات، وفق تأكيد أطباء.
في حين لم يتم تشديد الرقابة كثيرا على المسافرين القادمين من خارج البلاد سواء في الرحلات البرية أو الجوية، وعانى بعضهم كذلك من الإجراءات الاحترازية وبقائهم في محاجر غير مناسبة ومكتظة.
وكانت فترة انتشار كورونا فرصة للمجتمع الدولي لتشجيع الأطراف المختلفة في اليمن لإيقاف إطلاق النار وهو ما فشل فيه، لكن تم إطلاق سراح بعض السجناء في عدة محافظات خوفا من تفشي الفيروس في أوساطهم.
في المقابل تزايد العنف بشكل لافت ضد النساء والأطفال، الأمر الذي دعا كثيرا من المنظمات للتحرك والتحذير من خطورة ما يجري.
حجم خطر كورونا
تُبدي الجهات المعنية في اليمن من وقت لآخر، مخاوفها من تعرض البلاد لموجة ثانية، رغم أنه لم يتم تطبيق فترات حظر شاملة في البلاد.
وتحدثت مؤخرا بعض الدول عن ظهور سلالات جديدة من كورونا هي أسرع انتشارا، أثارت مخاوف البعض خاصة بعد وفاة 1.83 مليون شخص حول العالم، وإصابة 84.1 مليونا بالفيروس.
ويستبعد غلام ضبعان، الحاصل على دكتوراه في علم الميكروبات الطبية والمناعة، والمقيم في كندا، أن يُشكل كورونا خوفا على الأقل لدى المواطنين أنفسهم، فقد وصل المرض -كما يقول- إلى مرحلة مناعة القطيع، فضلا عن أن العامل النفسي تقريبا قد تلاشى عند شريحة كبيرة من اليمنيين.
لكن ذلك، كما يؤكد ضبعان لـ"الموقع بوست"، لا يعني انعدام حالات كورونا، مشيرا إلى أنها لا زالت موجودة، لكن بشكل أقل، ومختلطة مع حالات الإنفلونزا ونزلات البرد الموسمية.
ويعتقد ضبعان أن انتشار كورونا في اليمن بدأ مع بدايات مارس/آذار الفائت، برغم عدم إعلان ذلك رسميا، مشيرا إلى حديثه عن ذلك في مقالة علمية نشرت مؤخرا في إحدى المجلات المتخصصة بهذا المرض.
وأضاف: "لقد لعبت مناعة القطيع في اليمن في صنع السلام مع كوفيد-19، وهو ما تنبأت به خلال متابعتي للمرض طوال الفترة الماضية".
وفاة يمنيين بارزين
وحتى اليوم، بلغت حصيلة الأطباء الذين ماتوا بسبب كورونا 67، كما سبق أن نعت جامعة عدن 27 أكاديميا من منتسبيها.
وأدى فيروس كورونا لحدوث وفيات كثيرة، لكن لم يتم التأكد من أسبابها، خاصة في اليمن، لعدم توفر الفحوصات التي تكشف ذلك. وهنا أبرز الذين توفوا به خلال العام 2020:
وزير الإعلام اليمني الأسبق حسن اللوزي إثر إصابته بكورونا في القاهرة.
الفنان اليمني حسن علوان المعروف بـ"الشيخ طفاح" الذي توفي متأثرا بإصابته بكورونا في إب.
المؤرخ اليمني والكاتب الصحفي علي بن عبد الله الواسعي، الذي توفي في تركيا.
الشاعر والأديب اليمني حسن عبد الله الشرفي الذي توفي في العاصمة صنعاء بعد إصابته بفيروس كورونا.
عضو مجلس النواب اليمني والأمين العام المساعد لحزب الإصلاح بأمانة العاصمة الدكتور صالح السنباني، في العاصمة السودانية الخرطوم.
المستشار الإعلامي للمجلس السياسي الأعلى للحوثيين أحمد محمد علي الحبيشي.
الإعلامية المعروفة نجيبة حداد، التي توفيت متأثرة بإصابتها بكوفيد-19 بمصر.
أبرز أحداث كورونا خلال 2020
2 فبراير: طلاب اليمن المبتعثون للدراسة في الصين يناشدون الحكومة سرعة إنقاذهم من وباء كورونا.
1 مارس: الحوثيون ينفون ظهور أي حالات إصابة بفيروس كورونا في المحافظات التابعة لسيطرتهم.
7 مارس: الحكومة اليمنية تتخذ عددا من الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا.
9 مارس: السلطات السعودية تغلق منفذ الوديعة أمام المسافرين اليمنيين، ضمن إجراءات احترازية لمنع تفشي فيروس كورونا.
14 مارس: الحوثيون يوقفون الدراسة ويغلقون مطار صنعاء، كإجراء احترازي من كورونا.
15 مارس: تعليق الدراسة في مناطق سيطرة الحكومة كإجراء احترازي من كورونا.
15 مارس: اليمن يعلق كل الرحلات الجوية لمدة أسبوعين بسبب كورونا.
16 مارس: وصول أولى رحلات اليمنية من القاهرة إلى مطار عدن الدولي.
19 مارس: جماعة الحوثي توقف جميع الرحلات الداخلية من مناطق سيطرتها إلى مناطق سيطرة الحكومة كإجراء احترازي من كورونا.
21 مارس: زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي ينفي وصول وباء كورونا إلى اليمن.
23 مارس: وصول أول شحنة إمدادات طبية لمواجهة فيروس كورونا إلى مطار عدن.
3 أبريل: محمد عبد القدوس الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين يستقيل بعد تسرعه ونقله خبرا مغلوطا عن كورونا.
7 مايو: تكليف الدكتورة إشراق ربيع السباعي بمهام المتحدث الرسمي باسم اللجنة الوطنية العليا للطوارئ.
8 أبريل: التحالف يعلن وقفا شاملا لإطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين لمواجهة تبعات تفشي فيروس كورونا.
9 أبريل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث يعلن تقديمه مبادرة شاملة لإنهاء الحرب بهدف تعزيز جهود مواجهة فيروس كورونا.
10 أبريل: الإعلان عن تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في اليمن.
1 مايو: رئيس لجنة الطوارئ بمحافظة تعز وكيل المحافظة، عبد القوي المخلافي، يعلن تقديم استقالته.
11 مايو: الحكومة تعلن عدن موبوءة بعد تسجيل أعلى حصيلة إصابة ووفيات بوباء كورونا وأمراض أخرى.
17 مايو: الناطقة الرسمية باسم لجنة الطوارئ لمواجهة كورونا، إشراق السباعي، تتعرض لاعتداء في العاصمة المؤقتة عدن من قبل مجهولين.
23 مايو: الحكومة توافق على مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفث، بشأن بوقف إطلاق النار والتفرغ لمواجهة وباء كورونا، والتي رفضها الحوثيون.
27 مايو: تأكيد إصابة معتقلين بالسجن المركزي بصنعاء بكورونا.
28 مايو: الخطوط الجوية اليمنية تجلي أول دفعة للعالقين اليمنيين من الأردن.
5 يونيو: إيقاف مندوب القنصلية العامة بجدة في المنفذ الحدودي خالد حزام عن ممارسة عمله، لتحميله المغتربين مبالغ كبيرة مقابل إجراء فحوصات كورونا.
11 يونيو: جماعة الحوثي تنهي العام الدراسي 2019 ـ 2020، للمرحلتين الأساسية والثانوية.
27 يوليو: الحكومة تعلن إجلاء 17 ألف يمني كانوا عالقين في الخارج.
3 سبتمبر: بدء العام الدراسي في مناطق سيطرة الحكومة.
4 سبتمبر: استئناف الأنشطة الرياضية في اليمن بعد توقفها بسبب جائحة كورونا.
17 أكتوبر: بدء العام الدراسي في مناطق سيطرة الحوثيين.
20 نوفمبر: السعودية تستأنف العمل في سفارتها لدى اليمن بعد توقفها إثر جائحة كورونا.
ومع انتهاء العام 2020 وبداية آخر، تستمر الأمراض والأوبئة المختلفة بمحاصرة اليمنيين، والتي تزداد سوءا مع التدهور الاقتصادي الحاصل الذي جعل آلاف المواطنين عاجزين عن شراء حتى الأدوية.
وحتى اليوم، لا تزال أعداد المصابين ترتفع وحتى الوفيات، لكن دون أن يتخذ اليمنيون أي إجراءات، أو ارتداء القناع الطبي اللازم (الكمامات).