[ مختطفون بسجون الحوثي وصلوا مطار سيئون ]
بدأ اليوم تنفيذ صفقة تبادل الأسرى والمعتقلين بين الحكومة وجماعة الحوثي، وذلك بعد إعلان توصلهما أواخر الشهر الماضي لاتفاق بشأن ذلك في سويسرا.
يقضي الاتفاق الذي تم الإعلان عنه، بإطلاق سراح 1081 شخصا منهم 600 أسير حوثي، و400 معتقل ومختطف كانوا لدى الحوثيين، وبينهم كذلك 15 سعوديا، و4 سودانيين.
وأعلنت جماعة الحوثي، اليوم، وصول 350 أسيرا إلى مطار صنعاء الدولي، وأوضح رئيس لجنة الأسرى التابعة للحوثيين عبد القادر المرتضى في مؤتمر صحفي، أن ""غدا الجمعة سيصل 200 أسير من مطار عدن وسنفرج عن 150 أسيرًا من صنعاء".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت جماعة الحوثي إقلاع الطائرة التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر من مطار صنعاء الدولي على متنها مختطفون لدى الجماعة ضمن صفقة تبادل الأسرى باتجاه مطار أبها السعودي.
ووصل كذلك مختطفون ومعتقلون كانوا في معتقلات الحوثيين إلى مطار سيئون، استقبلهم الأهالي وبعض القيادات الأمنية والعسكرية. وكشف محامي الصحفيين المختطفين عبد المجيد صبرة، أن 5 صحفيين من ضمن العشرة الآخرين الذين لا زالوا في سجون الحوثيين، هم ضمن صفقة التبادل، علما بأن الخمسة سبق وأن قضت محكمة تابعة للجماعة الاكتفاء بمدة حبسهم.
تولت متابعة تنفيذ ذلك الملف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهي تساهم في ضمان إيصال الأسرى والمعتقلين إلى مناطقهم وتسهيل التوصل لاتفاقات بين الحوثيين والحكومة.
فرص السلام
وسبق أن فشلت الاتفاقات السابقة بشأن ملف الأسرى والمعتقلين، ولذلك يبدو تجاوب الحوثيين هذه المرة لافتا، ويثير التساؤلات حول ما إذا كان ذلك سيعمل على التقدم في ملف السلام المعطل منذ سنوات، خاصة أن عملية التبادل لا تشمل ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" أحد أبرز اللاعبين في الجنوب.
ولا يستبعد المحلل السياسي فؤاد مسعد أن تقود خطوة الإفراج عن الأسرى إلى اتفاقات بشأن إيقاف الحرب وإجراء تسوية سياسية.
وقال لـ"الموقع بوست" إن ذلك يظل ذلك قائما خاصة إذا صاحب ذلك ضغط دولي على الطرفين، لكنه أكد أن الاتفاق النهائي بشأن السلام الشامل يحتاج إلى جهود أكبر وضغوط مستمرة، وقبل ذلك إلى قبول بخيار وقف الحرب لدى الأطراف اليمنية المختلفة.
فشل كان مؤجلا
يخالف ذلك الرأي، الكاتب والباحث موسى عبد الله قاسم، الذي لا يعتقد أن الإفراج عن المختطفين والأسرى قد يؤدي إلى تفاهمات لوقف الحرب.
وبرر ذلك في معرض حديثه مع "الموقع بوست" بقوله إن عملية إطلاق الأسرى كانت مرتبطة باتفاق ستوكهولم على اعتبار أنه يمثل المرحلة الأولى لوقف الحرب كليّةً، والذي سيعقبه مفاوضات بين مختلف الأطراف تؤدي إلى الوقف النهائي للحرب والبدء بعملية سياسية تشاركية.
"لكن وكما هو واضح فإن اتفاق ستوكهولم فشل فشلاً ذريعاً من جانب الحكومة الشرعية وربحت المليشيات إبقاء ميناء الحديدة تحت سيطرتها، وقبل أيام فقط اندلعت مواجهات مع مليشيات الحوثي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى"، يوضح قاسم.
ومن ذلك المنطلق وفي تفسيره لسبب تعاون الحوثيين في تحقيق تقدم في هذا الملف الذي ماطلت فيه كثيرا، يؤكد قاسم أن إطلاق سراح المختطفين من قبل الجماعة واستعادة مقاتليها يصب أيضاً في مصلحتها، لأنها استعادت مقاتلين في الميدان، فيما المختطفون لديها أغلبهم مدنيون اختطفوا دون ذنب.
وتابع: "هذه العملية لا تعدو كونها مرحلة إثبات وجود للمبعوث الأممي، بعد فشله الذريع في إحراز أي تقدم في سبيل وقف الحرب وتطبيق القرارات الأممية".
واعتبر قاسم عملية إطلاق سراح المختطفين والإفراج عن الأسرى التابعين للحوثيين، بأنه ليس نجاحا، بقدر ما هو فشل مؤجل، فإطلاق سراح المعتقلين كان من المفترض أن يتم قبل أكثر من عام وبعد اتفاق ستوكهولم مباشرة، معتقدا أن هناك عوامل خارجية فرضت هذه العملية، لاسيما مع إطلاق سراح أمريكيين قبل يوم أمس كانا محتجزين لدى الجماعة.
وفي المجمل، يرى الباحث قاسم أن إحلال السلام لا يزال بعيداً جداً، لأنه مرهون بكسر المليشيات الانقلابية، وواقع اليمن اليوم يجعل ذلك الأمر صعباً ما دامت الشرعية منزوعة القرار، وهو ما يلقي بظلاله على واقع اليمن العسكري.
يذكر أن جماعة الحوثي أطلقت سراح مواطنين أمريكيين، كانا محتجزين لديها، ولم يتضح كيف تم التوصل إلى ذلك الاتفاق ومقابله، لكن واشنطن وجهت الشكر لسلطنة عمان والسعودية لجهودهما في ذلك الإطار.
وتتحدث الحكومة عن وجود أكثر من عشرة آلاف معتقل ومختطف ومخفي لدى الحوثيين، يتعرض الكثير منهم للتعذيب والذي تعرض بسببه أكثر من مئة شخص منهم للموت.