[ فيضان سد مأرب يثير الهلع والخوف في أوساط النازحين ]
يترقب الناس في مأرب بهلع وخوف وتوتر يطارد عقارب الساعة مصير سد مأرب التاريخي بعد أن شهد تدفقا زائدا للمياه، أدت إلى فيضانه من مناسحه الخلفية.
سيل جارف يتسع كل دقيقة يجرف الرمال الصحراوية والأشجار والبيوت والمركبات ودفن خيام النازحين تحت هديره.
عبد الله مبارك صويلح، أحد المتضررين من زيادة منسوب مياه سد مأرب والذي وقع منزله في منطقة أسفل جبل البلق المحاصرة من قبل مياه السد الفائضة والمتدفقة نحو جنوب مأرب.
يقول صويلح لـ"الموقع بوست" إنه ترك منزله ونجح بإجلاء أسرته نحو الضفاف الآمنة للسد في عشة أخرى إلى جار أحد أقاربه المهدد هو أيضا بطمر عششهم القريبة من منساح السد.
بينما تحدث محمد ناصر طعيمان مسؤول تجمع مخيمات النازحين في مخيم ذنة والروضة الواقعة على ضفاف مؤخرة سد مأرب أنه في الأسابيع الأخيرة زادت كميات سيول الأمطار المتدفقة إلى السد قادمة من الجبال الغربية للمحافظة والتي لا زالت تتدفق وزادت من منسوب مياه السد التي أدت صباح يوم العيد إلى فيضانه ونسوح المياه الزائدة في السد من منساحه الطبيعي بالاتجاه الجنوبي ثم تتحول إلى شرق المحافظة.
وأكد طعيمان أن ارتفاع منسوب المياه في السد أضر بالكثير من مخيمات النازحين يمين وشمال سد مأرب، وأدى إلى جرف مساكنهم المبنية من عشش القصب والخيام المتنقلة وأغرقت مياه السد 10 آبار لمياه الشرب التي يعتمد عليها السكان الأصليون والنازحون الوافدون.
بالإضافة إلى ذلك، حسب طعيمان، فإن المياه الزائدة المتدفقة شقت طريقها بقسوة جارفة المنازل الأخرى في جنوب السد، وأدت إلى حصار مئات النازحين القاطنين في شمال ممر المنساح دون ماء ولا مؤن ولا طريق يمرون عليها ولا زالوا حتى اليوم.
وناشد طعيمان الجهات المسؤولة والمنظمات الإغاثية للعمل على فك الطريق لإخراج النازحين المحاصرين في أسفل جبل البلق وكذا العمل على إعادة التيار الكهربائي للمنطقة التي طمرتها وأغرقتها مياه السد الفائضة.
وأشار طعيمان إلى أن مياه الشرب انقطعت تماما عن الساكنين والنازحين في منطقة ذنة والروضة، مما أدى إلى دفع المواطنين إلى الشرب من مياه السد التي هي غير صالحة للشرب.
وأضاف طعيمان أن المواطنين يدفعون 25 ألف ريال قيمة "صهريج المياه" ولم يحصلوا عليه بسبب انقطاع الطريق ورخاوة الطريق الصحراوية الأخرى وباتت المنطقة عديمة مياه الشرب.
فالمياه المتدفقة من الجانب الخلفي للسد وصلت إلى مقربة من صافر وتسببت بهلع وخوف لدى عامة السكان، مما أدى إلى مغادرة بعض العائلات من منازلها تخوفا من وصول المياه الجارفة من السد نحوها.
وغمرت مياه السد الورضه وذنه والصوابين في جنوب مدينة مأرب وهي مناطق محاذية للسد حيث وصل منسوب المياه إلى منازل المواطنين ومخيمات النازحين.
كما جرفت مياه السد مساحات واسعة من الأراضي التي غمرتها السيول وباتت مئات الأسر محاصرة لمدة ثلاثة أيام متواصلة لتشق بعد ذلك طريق فرعي من نقطة الفلج لإيصال بعض المساعدات.
وبلغت حتى اليوم عدد الأسر المتضررة، حسب إحصائية ذكرها مكتب الوحدة التنفيذية للنازحين في تقرير حديث له بمأرب، أن 1340 أسرة طالها الضرر توزعت بين مخيمات ومبانٍ وعشش القصب، كما شمل التدمير آبار مياه للشرب وخدمات الكهرباء ومزارع، بينما المساعدات الإغاثية غابت عن حادثة السد حتى اليوم على الأقل رغم المأساة والمناشدات المستمرة.
ولا زال تدفق فيضان سد مأرب مستمر منذ 4 أيام ويشق طرقاته نحو المناطق السكنية والصحراوية أسفل وادي عبيدة باتجاه شرقي المحافظة.
وفي وقت سابق، وجه محافظ مأرب سلطان العرادة بتشكيل لجان طوارئ لمواجهة أضرار السيول التي فاضت من سد مأرب.
وشدد العرادة خلال ترؤسه اجتماعا استثنائيا للجنة الطوارئ بالمحافظة، على متابعة سير حركة السيول، وتنبيه المواطنين وإغاثة المتضررين.
كما تسببت السيول بانقطاع حركة السير في الطريق الرابط بين مدينة المكلا وضواحيها الغربية.