[ قوات سعودية في مطار عدن ]
مع ظهور الخلاف بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتطوره إلى مرحلة المواجهات المسلحة، كما حدث في منشأة بلحاف النفطية بمحافظة شبوة، فإن المستور في العلاقة بين أبو ظبي والرياض يكون قد انكشف بشكل تام.
وعلى ضوء ذلك فإن المتوقع تصاعد الصراع بين أدوات أبو ظبي والرياض في المحافظات الجنوبية.
كما أن تصاعد الصراع وحدة الخلاف سيلقي بظلاله على الحرب بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، خصوصا في ظل التحشيد والتصعيد المسلح في محافظة أبين من قبل الجانبين وفشل لجان الوساطة وجهود الرياض في التهدئة بين الجانبين.
فما السيناريوهات المتوقعة لمستقبل العلاقة بين أبو ظبي والرياض وانعكاساتها على الصراع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا في جنوب اليمن؟
ابتزاز
يرى سياسيون استطلع رأيهم "الموقع بوست" أن التصعيد من قبل أبو ظبي وأدواتها ممثلا بالمجلس الانتقالي والذي أخذ مسارات متعددة، كان أبرزها زيارة الزبيدي لروسيا ورفع "الانتقالي" رسالة إلى الأمم المتحدة بدلا عن الرياض، بكون عدن على وشك حرب جديدة والتصعيد المسلح في محافظات سقطرى وعدن وأبين تهدف من خلاله أبو ظبي لابتزاز الرياض لإرغامها على القبول بعدة ملفات واقتسام المصالح معها في اليمن.
تسوية ومقايضة
ووفقا للسياسيين فإن التصعيد المسلح من قبل الإمارات وأدواتها في جنوب اليمن وبلوغه إلى حد المواجهات المسلحة بين قوات سعودية وإماراتية ما هو إلا ورقة بهدف الضغط على الرياض والحكومة الشرعية بالقبول بمقايضة تقضي بتسليم الرياض والشرعية عدن مقابل تسليم الإمارات وأدواتها أرخبيل سقطرى.
وفي هذا السياق يؤكد المحلل السياسي اليمني خالد الشودري أن الإمارات بالفعل تقايض السعودية بسقطرى مقابل عدن.
وقال الشودري -في تغريدات على تويتر- إن إعلام الإمارات بدا متراخيا حيال الوضع في عدن على غير العادة في حين صعد في سقطرى، مدللا بما نشرته جريدة العرب الإماراتية منتصف أبريل الجاري تحت عنوان "الاحتكاك في سقطرى اختبار لما ستؤول إليه الأمور في عدن"، وعلق على ذلك بالقول "هنا مربط الفرس، فأبوظبي تقايض السعودية وسقطرى مقابل عدن".
وأشار الشودري إلى أن الإمارات حاولت إجبار الرئيس هادي على توقيع عقد لتأجير جزيرة سقطرى لمدة 99 عاما بسيادة منقوصة مثل نموذج هونج كونج الصينية، وقال إن الرئيس هادي رفض ذلك في عام 2016 وأطاح بنائبه ورئيس حكومته خالد بحاح الذي كان على وشك التوقيع على عقد التأجير حينها بضغط إماراتي.
اشتعال الحرب
مع مؤشرات فشل التمرد والانقلاب المسلح المدعوم إماراتيا ضد السلطة المحلية في أرخبيل سقطرى فإن شبح الحرب بين القوات الحكومية ومليشيات "الانتقالي" المدعوم إماراتيا يظل السيناريو الأكثر ترجيحا.
وفي مقابل دعم الرياض للقوات الحكومية فإن دعم الإمارات لمليشيات "الانتقالي" سيتجدد برغم إعلان أبو ظبي مغادرتها لليمن فلن تتخلى عن مصالحها وحلفائها في جنوب اليمن بسهولة.
وعلى ضوء ذلك فإن اليمن مقبلة على جولة حرب جديدة طرفاها القوات الحكومية ومليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، وهي الحرب التي على ضوئها عدة مؤشرات، وإن بدت مؤشراتها محسومة لصالح القوات الحكومية فإن التدخلات الخارجية واستمرار دعم الإمارات للانقلاب المسلح في عدن والمليشيات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي يجعل من الصعوبة بمكان ترجيح أيا من السيناريوهات المتوقعة.
يشار إلى أن أي جولة حرب جديدة تصعب من مهمة إسقاط الانقلاب الحوثي واستعادة الشرعية وتزيد من معاناة المواطنين.