[ كورنا في مأرب.. جهود فردية لتوعية المجتمع من كورونا ]
تشهد محافظة مأرب تحركا مجتمعيا طوعيا ورسميا نشطا لمواجهة فيروس كورونا لتوعية المواطنين والنازحين بطرق الوقاية وأعراض الفيروس وترتيب محاجر صحية، لكنها تحركات بدائية بسيطة لا ترقى إلى مواجهة الفيروس المستجد في محافظة مليئة بمئات الآلاف من النازحين.
وتجمع صباح اليوم عشرات المتطوعين والمتطوعات لتوعية المجتمع ومراقبة المولات التجارية والمطاعم والدعوة إلى أخذ الاحتياطات الصحية في عدد من المديريات بإشراف لجنة الطوارئ ومكتب الصحة ومكتب التجارة والصناعة بالمحافظة.
وقال مدير مكتب الصحة بمأرب عبد العزيز الشدادي إن لجنة الطوارئ المشكلة مسبقا تقصت في سبع حالات كان يشتبه بها في عدد من مستشفيات المحافظة، لكن بعد الفحوصات اتضح بأنها أمراض أخرى ولا يوجد حالات حتى الآن مصابة أو مشتبه بها بالمحافظة.
جهود فردية ضئيلة
وأضاف الشدادي في حديثه لـ"الموقع بوست" أن مكتب الصحة حدد جامعة إقليم سبأ كمحجر صحي سيتم تجهيزه بـ10 أسرة عناية، وما يقارب 100 سرير رقود مزودة بالأكسجين كاستعداد عاجل للحجر الصحي، وتجهيزها بأجهزة تنفس صناعي ونحو 10 أسرة طوارئ بشكل أولي لاستقبال حالات الاشتباه أو المصابة بالوباء المستجد إن وجدت خلال الأيام القادمة.
وتحدث الشدادي عن تحديد مكتب الصحة على كل مستشفى عدد معين عليه توفيرها من أجهزة وأسرة، وستكون 10 أسرة طارئة بشكل أولي داخل الجامعة.
وحول مخيمات النازحين التي تحتضنها المحافظة وعددها 30 مخيما، أكد الشدادي أن مكتب الصحة يقوم مع شركاء العمل الإنساني في الجوانب الصحية في مخيمات النازحين على تحديد مخيمات وكرفانات داخل كل مخيم للحجر الصحي لعزل الحالات المشتبهة والمصابة إن وجدت مستقبلا.
وأوضح الشدادي أن قدرات المحافظة محدودة في جوانب الأجهزة الصحية حيث قام مكتب الصحة بمطالبة وزارة الصحة بسرعة إمداد المحافظة بما يلزم لمواجهة كورونا.
وأكد الشدادي في تصريحه أنه لم تصل حتى الآن إلى المحافظة لا من الجهات الحكومية ولا منظمات أي أجهزة أو معدات صحية ووقائية لمنع انتشار وفحص حالات ونقل عينات فيروس الكورونا.
وأوضح أن الصعوبات والعوائق التي تواجهها المحافظة كثيرة منها النازحون المتواجدون بأعدادهم الهائلة وكذا المهاجرون الأفارقة، بالإضافة إلى حالات الإصابات في جبهات القتال، وهذا شكل عائقا أمام توفير أجهزة تنفس صناعي حيث لا يوجد حتى الآن أجهزة مخصصة لحالات الكورونا، وجهود إضافية من قبل الطواقم الطبية وذلك دون أي تدخل ملموس من قبل الصحة العالمية أو الصليب الأحمر حتى الآن.
حجر على السجناء
وبخصوص السجون في المحافظة، أكد الشدادي أنه ومن خلال لجنة الطوارئ بالمحافظة تم إقرار الحجر على الحالات الجديدة الداخلة إلى السجون ووضعها في مكان آخر مخصص لها لعدم اختلاطهم ونقل العدوى إلى السجناء السابقين.
وقال مدير مكتب الصحة بمأرب إن هناك فرقا طبية موجهة بالنزول لتوعية السجناء وقوات الأمن والجيش المختصة في السجون لإيجاد الجو الصحي الملائم داخل الإصلاحيات لتفادي الإصابات، وكذا إيجاد طرق صحية متكاملة خاصة بالإصلاحيات.
وأشار إلى أن وزارة الصحة خصصت 10 ملايين ريال يمني لكل محافظة حسب تواصل مكتب الصحة بالوزارة مطالبا برفع المبلغ لمحافظة مأرب، لافتا إلى أن 200 مليون لا تكفي.
وتحدث الشدادي عن وصول جهازي فحص حرارة فقط وهذا -حسب الشدادي- "كمية مخجلة جدا أن محافظة بحجم مأرب تعطى جهازان للفحص من قبل وزارة الصحة، ولكننا نتلقى وعودا بإيصال تجهيزات أخرى للمحافظة لم تصل حتى اليوم".
تجاهل من قبل الصحة العالمية
وبعد أن حصلت سلطات الحوثيين على الدعم الكامل في مكافحة انتشار فيروس كورونا في صنعاء، قال الشدادي إن "محافظة مأرب التي فتحت أبوابها لمكاتب الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي لم يقدمون شيئا في هذا الجانب وتلك السرعة التي تعاملت معها في صنعاء"، ووجه اللوم لمنظمة الصحة العالمية لتغافلها وتجاهلها التام وتحيزها ضد مأرب دون معرفة السبب، حد قوله.
وقال إن "تجاهل الصحة العالمية لمأرب ليس وليد اليوم بل منذ 5 سنوات، ونحن نطالب منظمة الصحة العالمية بالعمل بجد في مأرب من أجل النازحين والمهاجرين ومن أجل الإنسان لكن دون جدوى".
وتابع الشدادي أن تدخلات الصحة العالمية في مأرب باتت تدخلات روتينية تعمل بها في أيام السلم للأسف الشديد وكأنه لا يجري في مأرب حرب ولا نزوح وذلك رغم الوعود الوردية من قبل المعنيين، ولكنها كما يقال "أسمع جعجعة ولا أرى طحينا".
توعية المجتمع
وأردف الشدادي قائلا إن "مكتب الصحة يعول كثيرا على الوعي المجتمعي أولا، لأنه -وفق تعبيره- قد فشلت دول العالم أمام كورونا ولكن الوعي المجتمعي هو الأهم في هذا الأمر في الحد من انتشار العدوى".
واستطرد "لو انتقلت العدوى داخل المحافظة وفي الظل الضغوط الكبيرة والازدحام السكاني ستكون كارثة كبيرة جدا ولن يستطيع أحد السيطرة على الفيروس حينها".
واستدرك الشدادي بالقول إن مكتب الصحة قام بتدريب فرق صحية وفنية ومتطوعين بحوالي 77 فريقا طبيا موزعا على مربعات في عموم المحافظة وذلك للحد من تحرك المصابين بأمراض الجهاز التنفسي، وذلك تفاديا لانتشار كورونا دون علم المصاب.
وختم مدير مكتب الصحة بمأرب حديثه بالقول إن اليمن إذا نجت خلال الأسبوعين القادمين من كورونا فإنها ستصبح حالة استثنائية في العالم.
ودشنت لجنة الطوارئ في عموم المحافظة، صباح اليوم الخميس، حملة إلى جميع المولات ومحال التجارة والمطاعم والفنادق للمراقبة والإشراف على التعميمات التي وجهتها الجنة حول تعقيم المجالس وطرق الوقاية الاحترازية والحفاظ على سلامة الناس.