[ إجراءات احترازية في تعز لمواجهة كورونا ]
يعيش سكان مدينة تعز، المحاصرة من قبل جماعة الحوثي، حالة من الخوف والرعب، من خطر انتشار فيروس كورونا، وسط استعدادات وتجهيزات لمواجهة الفيروس.
وأقرت لجنة الطوارئ لمواجهة وباء كورونا بمحافظة تعز، اليوم الأربعاء، إجراءات جديدة لمواجهة فيروس كورونا.
وتضمنت الإجراءات الجديدة، نقل وإقامة نقاط الفحص الطبية إلى مداخل المحافظة في هيجة العبد والأقروض وجبل حبشي، وآلية تنظيم تنقل المواطنين من وإلى المحافظة والقادمين من خارج الدولة.
كما أقرت إعادة توزيع الأسواق وفرزات السيارات وإغلاق صالات الأعراس والاحتفالات والنوادي والحدائق، وتعيين ناطق رسمي للجنة الطوارئ وتنفيذ القرارات الخاصة.
جهود محلية
وشدد محافظ المحافظة نبيل شمسان على ضرورة تسخير كافة الإمكانيات والقدرات المتاحة وتضافر وتكامل الجهود الرسمية والشعبية وبالتنسيق مع لجنة الطوارئ لمواجهة الوباء والتنسيق مع مكتب الصحة العامة لما فيه توحيد كافة الجهود لخدمة المحافظة.
وأكد شمسان على توفير الفحوصات المخبرية للحالات المشتبه بإصابتها وتجهيز مراكز للحجر والعزل الصحي والاستعانة بالمباني العامة وحشد كل الجهود والقدرات لمواجهة الوباء، مؤكدا على تخصيص نسبة من إيرادات المحافظة لمواجهة الفيروس.
من جهته استعرض وكيل محافظة تعز الدكتور عبد القوي المخلافي مجمل ما تم إنجازه في الاجتماعات السابقة من قرارات وإجراءات وما تم تنفيذه منها، مؤكدا على ضرورة ترجمة القرارات على أرض الواقع.
مخاوف وضغوط نفسية
رغم الاحترازات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، إلا أن المواطن يبقى في تعز واقع تحت تأثير الضغط النفسي المتزايد وبشكل ملحوظ بفعل انتشار السريع لهذا الفيروس.
وتقول المواطنة إلهام الفقيه لـ"الموقع بوست" إنه في ظل انتشار فيروس كورونا أصبح خوفنا كبيرا على أنفسنا وأطفالنا، وعلى أبناء تعز بشكل عام الذين يعيشون في محافظة محاصرة منذ عدة سنوات، ومن لم يمت بالقصف والحرب سيموت من هذا الوباء الفتاك.
وأضافت: "نحن في تعز نفتقر لأبسط الأشياء، إذا كانت دول عظمى لم تستطع السيطرة على فيروس كورونا، كيف نحن في مدينة محاصرة، وحرب، سننجو من هذا الفيروس، في ظل افتقار الإمكانيات".
وأشارت إلى أن تعز تعيش وضعا وبائيا مؤسفا حيث النفايات تغرق شوارع مدينة تعز، بالإضافة إلى أن الشوارع طافحة بالمجاري، مؤكدة بأن السلطة المحلية رغم تصريحاتها الرنانة عبر وسائل الإعلام، إلا أنها على أرض الواقع لم تقدم للمواطن أي شيء.
عجز في الخدمات الصحية
ومن جانبه المواطن عمار الصبري قال لـ"الموقع بوست" إن السلطات المحلية والصحية عجزت سابقا من مواجهة وباء الكوليرا وحمى الضنك وعدد من الأوبئة، فكيف ستستطيع أن تقدم خدماتها الآن وستواجه جائحة كورونا.
ومع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، ارتفعت أسعار المستلزمات الطبية كالكمامات بنسبة 90% وانعدمت من أغلب الصيدليات.
تجارة وتكسب
في حين قال المواطن أحمد عبد الرزاق لـ"الموقع بوست" إن أسعار الكمامات والمنظفات ارتفعت وأصبحت أسعارها تصل إلى أكثر من عشرة أضعاف من ثمنها الأصلي.
وتابع أن العاملين داخل الصيدليات عللوا رفع أسعار تلك المستلزمات الطبية بسبب احتكار التجار لأنها لا تورد من وزارة الصحة والمخازن التابعة لها بشكل مباشر إلى صيدليات وبيعها للجمهور.
وأضاف "التجار أصبحوا يتاجرون بأرواح الناس ويتلاعبون بحياتهم، ولا يراعون ما يهدد حياتنا وأرواح أطفالنا وعائلاتنا من خطر فيروس كورونا".
وباشرت عدد من الفرق الطبية، الاثنين الماضي، بفحص جميع القادمين إلى مدينة تعز، ضمن الاحترازات من فيروس "كورونا" الجديد المنتشر، ونقل الحالات المشتبه بها إلى مراكز الحجر الصحي.
وانتشرت الفرق الطبية في نقطة الهنجرة، مدخل مدينة تعز، الغربي، بدعم رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية بتعز الشيخ حمود سعيد المخلافي، وإشراف مكتب الصحة بمحافظة تعز.
وأكد مدير مكتب الصحة في محافظة تعز الدكتور عبد الرحيم السامعي في وقت سابق، افتقار المحافظة لجهاز فحص الكورونا والمحاليل اللازمة.
وحول وجود إصابات بالمحافظة، قال السامعي، في تصريح لقناة بلقيس: "لا أستطيع تأكيد أو نفي وجود أي حالة إصابة في المدينة، بسبب عدم وجود الأجهزة الطبية".