[ سقوط الجوف.. ما خطورة ذلك على السعودية؟ ]
برغم أن كل المؤشرات على الأرض كانت تدلل على انحراف التحالف العربي عن أهدافه المعلنة في التدخل العسكري لإعادة الشرعية في اليمن، وبرغم كل التحذيرات والنداءات التي أطلقها مسؤولون حكوميون بإيقاف العبث الذي تمارسه الإمارات العربية المتحدة في المناطق المحررة وعلاقتها المتأزمة مع الشرعية، فإن المملكة العربية السعودية لم تعر ذلك اهتماما، وواصلت دعمها لكل سياسات أبو ظبي الخاطئة في اليمن المتمثلة بدعم وتشكيل مليشيات مسلحة تقوض الدولة ولم تحرك ساكنا إزاء كل ذلك.
وبدورها، كانت الرئاسة والحكومة اليمنية تؤكد ثقتها وتعويلها على الدور السعودي بعد أن وصلت علاقة الشرعية مع الإمارات إلى نقطة اللاعودة، وكان منطلق كل ذلك نظرا لما يمثله الانقلابيون الحوثيون من خطر على الأمن القومي للمملكة.
يؤكد مراقبون أن القرار السعودي بات مختطفا من قبل لوبي لا يريد للرياض خيرا ويعمل على تقوية جماعة الحوثي وإضعاف المملكة، وهذا هو التفسير الوحيد لحالة الانقياد التي باتت أبو ظبي من خلالها تحكم قبضتها على القرار السعودي رغم اقتراب الخطر الحوثي إليها تتجه لاتخاذ سياسات خاطئة أقلها دعم أبو ظبي في استكمال تقويضها واستهدافها للشرعية في اليمن.
هل تصحو الرياض؟
ومع اقتراب الخطر نحو المملكة في سيطرة جماعة الحوثي على محافظة الجوف التي تتصل مع المملكة بحدود برية تصل لأكثر من ألف كيلومتر تبرز التساؤلات والتي أبرزها: هل ستصحو الرياض وتعود لخوض حرب حقيقية مع الحوثيين وتبدأ أول خطوات ذلك بتصحيح علاقتها بالشرعية والجيش الوطني الذي بات في مرمى نيران الاستهداف من الحوثيين وبعض دول التحالف العربي؟ أم أن احتدام الخطر لن يؤثر في سياسات الرياض وستمضي في الاتجاه الخاطئ؟ وهل ما يجري يأتي في ذات مخطط الرياض لتحقيق أهداف خفية؟
باستقراء وتتبع كل الأحداث منذ بدء عاصفة الحزم لإعادة الشرعية في اليمن، فإن الملاحظ انحراف التحالف العربي عن أهدافه منذ السنة الثانية وهي السنة التي بدأ فيها تحكم أبو ظبي في دفة التحالف العربي واضحا.
ومذ ذلك الحين وحتى اليوم، بعد مرور خمس سنوات، فإن التحالف يدير الحرب في اليمن وفقا لأهدافه لا الأهداف التي جاء تدخله من أجلها.
في المحافظات المحررة عمل التحالف على تشكيل مليشيات مسلحة لا تخضع للحكومة ولا وزارتي الدفاع والداخلية، وعمل جاهدا على تقويض سلطات الشرعية التي وجدت نفسها بعد مرور خمس سنوات محصورة في محافظات الجوف ومأرب وشبوة تحاصرها مليشيات التحالف والحوثيين من كل الاتجاهات.
ما يحدث يأتي وفقا لأهداف مرسومة من قبل التحالف لأهداف خفية قد تكون إعادة تشكيل الخارطة اليمنية.
ووفقا لذلك فإن سقوط الجوف ووصول الخطر إلى حدود المملكة لن يؤثر في سير الحرب، كما لن يؤثر في سياسات الرياض التي لن تصحو حتى يقع فأس إيران في رأس الأسرة الحاكمة، وحينها قد لا تتمكن الرياض من استعادة زمام المبادرة.
تهديد
الناشط محسن الكثيري يرى أن سقوط الجوف بيد الحوثيين لا يعني تهديدا لمأرب فحسب، بل تهديدا للمملكة العربية السعودية الشقيقة.
وأوضح الكثيري -في منشور له على فيسبوك اطلع عليه محرر "الموقع بوست"- أن محافظة الجوف تعد محافظة حدودية مع المملكة بأكثر من ألف كيلومتر ولذلك -وفقا للكثيري- فإن سيطرة الحوثيين على الجوف يعد تهديدا للجميع ومن الواجب سرعة استعادة السيطرة عليها.
سقوط للسعودية
من جانبه السياسي والوزير اليمني الأسبق خالد الرويشان قال إن "عاصفة الحزم هي من أسقطت حزم الجوف".
وأضاف "لم تسقط حزم الجوف فقط، بل سقطت السعودية معها"، متابعا بالقول "تأمّل الخريطة يا أغبى سياسي على وجه الأرض"، في إشارة منه إلى السلطات السعودية وما تمثله محافظة الجوف الإستراتيجية من خطورة على المملكة إن سيطر عليها الحوثيون.