[ تعيين محافظ للمهرة يثير الجدل بين أوساط اليمنيين ]
بعد أكثر من عامين على قرار تعيينه محافظا للمهرة، أصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي قرارا جمهوريا بإقالة راجح با كريت من منصبه وتعيينه عضوا في مجلس الشورى.
قرار الرئيس هادي جاء بعد أسبوع من اقتحام عربات ومدرعات سعودية منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان شرقي المهرة، والاشتباك بالأسلحة المتوسطة مع القبائل الرافضة لتواجد قوات السعودية.
القرار واجه ردود مختلفة من القوى السياسية خصوصا الحراك الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات والقبائل المهرية المعتصمة.
ترحيب باكريت
رحب راجح باكريت بقرار إقالته من عمله كمحافظ للمهرة، وتعيين محمد علي ياسر بدلا منه، وقال في حسابه على تويتر "أهنئ وأبارك لأخي محمد علي ياسر نيله الثقة وتعيينه محافظا لمحافظة المهرة".
وعبر عن شكره للتحالف وخص بالذكر الفريق الركن فهد بن تركي قائد القوات المشتركة، والسفير محمد آل جابر على دعمهم للمهرة خلال فترة توليه إدارة شؤونها.
توجس الانتقالي
المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات اعتبر قرار إقالة باكريت "خرقا كبيرا" لاتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية بينه والحكومة الشرعية، واصفا القرار بأنه قرار "إخواني".
وقال بن بريك إن قرار إقالة باكريت بعيدا عن كونه خرق جديد لاتفاق الرياض يضاف لكل الخروقات السابقة المعرقلة للمضي في تنفيذ الاتفاق، هو دليل قوي جدا يكشف المتضرر من تحرك التحالف للسيطرة على منفذ شحن والحدود التي يتم من خلالها التهريب، حد زعمه.
وأضاف أن الإقالة "خطوة غبية سريعة يرتكبها الإخونج"، متوعدا الحكومة الشرعية بأن قرار إقالة باكريت "ستعجل بحلحلة الأمور".
نسف اتفاق الرياض
القيادي بالمجلس الانتقالي فضل الجعدي اعتبر القرار نسف لاتفاق الرياض وبقرار رئاسي، موضحا في صفحته على تويتر أن "الكرة الآن في ملعب الشقيقة الكبرى، فخروقات الشرعية للاتفاق وصلت إلى الحد الذي يستدعي موقف واضح ومسؤول".
ترحيب
من جانبها، رحبت لجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة بقرار إقالة باكريت وأكدت أنه قرار صائب، معبرة عن تفاؤلها بالمحافظ الجديد محمد علي ياسر.
وقال نائب رئيس لجنة الاعتصام الشيخ "عبود هبود قمصيت" إن قرار تعيين "محمد علي ياسر محافظا للمحافظة خطوة في الطريق الصحيح"، موضحا أن المحافظ شخصية مقبولة في المحافظة ورجل دولة يحظى باحترام لدى معظم المكونات القبلية والسياسية.
وتمنى قمصيت في تصريحات صحفية أن يكون قرار إقالة "باكريت" تفكيرا من المملكة العربية السعودية للعودة إلى الطرق القانونية والصحيحة.
استمرار الاعتصام
وأكد قمصيت أن هدف المعتصمين ليس تغيير محافظ وإقالته بشكل أو بآخر، ويسعون إلى إخراج الاحتلال السعودي من المحافظة بشكل عام، ولن يتنازلوا عن هذا الهدف مهما كانت المساومات، في إشارة إلى استمرار اعتصامهم.
هجوم اماراتي
الخبير والمحلل العسكري الإماراتي خلفان الكعبي سارع بشن هجوم على الشرعية، خصوصا الرئيس عبد ربه منصور هادي، كردة فعل على قرار تغيير محافظ المهرة.
وقال الكعبي في حسابه على تويتر إن الشرعية اليمنية مستعده لتوقيع الاتفاقيات دون تنفيذها، اتفاق الرياض كمثال، موضحا أنها لم تلتزم بالتنفيذ.
وأشار إلى أن "الرئيس هادي منتهيه ولايته منذ العام 2014، ولولا الظروف الحالية لعزله الشمال والجنوب والشرق والغرب والجزر"، وقال "المثل يقول شو حد على المر الأمر منه".
المحافظ في سطور
وعين الرئيس عبد ربه منصور هادي محمد علي ياسر محافظا لمحافظة المهرة، وهو من مواليد 1964 في قرية جادب مديرية حوف محافظة المهرة، وينتمي إلى أسرة آل ياسر، وهم من قبيلة بيت رعفيت المهرية.
كانت دراسته الأولى في قريته جادب، إحدى القرى التابعة لمديرية حوف الخضراء، وأكمل تعليمه (شهادة الثانوية العامة فقط) في عدن عاصمة جنوب اليمن حينها.
التحق محمد علي ياسر بالخدمة العسكرية في عام 1983، وخدم في سلاح المدرعات، وظل في خدمته إبان الوحدة اليمنية عام 1990، وبعد الوحدة كان من مؤسسي فرع المؤتمر الشعبي في محافظة المهرة حيث انتخب رئيسا له حتى عام 1995.
في عام 1997، انتخب محمد علي بن ياسر عضوا لمجلس النواب، ثم أعيد انتخابه مرة أخرى عام 2003 ممثلا للدائرة 158 محافظة المهرة، ولا يزال مستمرا في عضوية المجلس إلى الآن.