[ دعوات الحوثيين لوقف التصعيد ضد السعودية ]
أطلق الحوثيون مؤخرا مبادرة موجهة إلى المملكة العربية السعودية تهدف إلى إيقاف شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة عليها، وهو الأمر الذي أثار كثيرا من علامات الاستفهام حول تعاطي الرياض معها.
رحبت السعودية في البداية بتلك المبادرة، وقال وزير الدول للشؤون الخارجية عادل الجبير إنهم يحكمون على الأطراف بناء على أفعالها لا أقوالها.
ثم أكدت الرياض أن هجمات الحوثي لم تتوقف، وحدث تصعيد لافت كذلك في الحدود السعودية اليمنية بدأه الحوثيون.
أعقب تلك المبادرة خطوات قامت بها السعودية، جعلت البعض يعتقد أنها خضعت للحوثيين عقب الهجوم على أرامكو الذي تبنته الجماعة، برغم وجود تأكيدات كثيرة بأنهم ليسوا من نفذ الهجوم، بينها وقف حظر استيراد الرمان من صعدة.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن مسؤولين مطلعين أن السعودية وافقت على وقف جزئي لإطلاق النار في اليمن، تلاها اليوم تصريحات الناطق باسم الجماعة محمد عبدالسلام أكد فيها أن استمرار ما أسماه العدوان والحصار لن يمثل أي استقرار بين البلدين.
مبادرة إيرانية
في هذا الصعيد، يعتقد المحلل السياسي فؤاد مسعد أن السعودية لا تنظر إلى حادثة استهداف أرامكو إلا بوصفها عملا إيرانيا ليس له صلة بالحوثيين، ولا إعلانهم عن تنفيذ ذلك الهجوم.
واستطرد لـ"الموقع بوست" لذلك انتقلت السعودية إلى إيران في تعاطيها مع الحادثة، وهو ما ظهر حتى في مواقف الدول الكبرى، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية.
وبحسب مسعد فقد ولدت تلك المبادرة ميتة ولم تلقَ الصدى الذي كانت إيران تتوقعه، ويعود سبب ذلك إلى أنها من وجه الحوثيين نحو إطلاقها.
وأضاف "أغلب ما تم الاتفاق عليه مع الحوثي لم يجد طريقه إلى التنفيذ، بينما هذه المبادرة وردود الفعل المتوقعة لا زالت بعيدة عن أي اتفاق".
إمكانية إعلان هدنة
بدوره يرى الإعلامي عبد الله دوبلة أن المبادرة الحوثية تأتي ليؤكدوا أنهم وراء استهداف منشأة أرامكو السعودية.
وفي حال قبول السعودية بها -أكد لـ"الموقع بوست"- سيكون ذلك بمثابة اعتراف ضمني بأن الحوثي وراء تلك العملية.
ولفت دوبلة إلى حديث صحيفة أمريكية عن استجابة السعودية لتلك المبادرة، مستدركا "لكن حتى الآن لم تعلن السعودية بشكل رسمي دخولها في هدنة".
واستبعد إعلان الرياض عن هدنة، وإن حدثت فستكون سرية.
وهو لا يعتقد أن تجد تلك الهدنة طريقا لتنفيذها في اليمن مع استمرار التصعيد، خاصة مع إعلان الحوثيين عمليات عسكرية واسعة في الحدود السعودية باتجاه نجران.
وكانت المبادرة قد تضمنت وقف الهجوم على السعودية، والدعوة لمصالحة وطنية لا تستثني أي طرف.