[ عودة المزروعي لسقطرى تمهيد لانقلاب إماراتي في الجزيرة ]
لجأت الإمارات العربية المتحدة إلى التصعيد في محافظة أرخبيل سقطرى، بعد تنفيذ مليشياتها انقلابا على الحكومة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن.
مؤخرا اتهم محافظ سقطرى رمزي محروس، المندوب الإماراتي خلفان المزروعي والمسؤول عن مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، باقتحام مؤسسة الكهرباء في الجزيرة، بمعية عدد من عناصر الانتقالي وسيطرتهم على مولدات ومحولات كهربائية وسحبها من المحطة.
واعتبر محروس الاعتداء على مؤسسات الدولة، بأنه سلوك مستهجن ومرفوض يجب التوقف عنه.
أعقبها تأكيدات من المؤسسة العامة للكهرباء بسقطرى، أفادت بأن مليشيات تابعة للانتقالي، اقتحمت مقر المؤسسة وقامت بنهب مولدات الكهرباء الموجودة في مخازن المؤسسة.
وتزامنت تلك الأحداث في ظل توتر كبير تعيشه محافظات الجنوب، التي ما تزال تشهد تحشيدا من قِبل الحكومة والانتقالي الذي نفذ تمردا على الشرعية في عدن.
تصعيد سابق
تركزت أنظار الإمارات بشدة على جزيرة سقطرى منذ بداية دخول التحالف اليمن عام 2015، وبدأت بتشكيل مليشيات تابعة لها في الجزيرة.
قامت الإمارات بتجنيد العشرات من أبناء الجزيرة، وذلك بنقلهم إلى أبوظبي بغرض تدريبهم، بينهم 260 مجندا خلال شهر يوليو/تموز هذا العام، و40 آخرين خلال أغسطس/آب الماضي.
وتحدث سابقا موقع "عربي 21" عن بدء الإمارات خطة اختراق الوحدات الأمنية والعسكرية، وتفكيكها عبر حملة استقطاب واسعة للجنود الحكوميين ونقلهم جوا إلى أراضيها، سعيا منها لتفريغ تلك الوحدات من الولاء للحكومة اليمنية الشرعية.
ومنتصف الشهر الجاري، شهدت مديرية قلنسية بمحافظة سقطرى فوضى وتوترا عسكريا عقب تصعيد قوات موالية لدولة الإمارات، إذ قامت بمنع وصول شاحنة سعودية تحمل مادة الديزل لمحطة كهرباء قلنسية التي أنشأتها الرياض وما زالت تحت التجربة.
قابله إرسال اللواء الأول مشاة قوة عسكرية إلى المديرية تحسبا لأي مواجهات محتملة مع مليشيات المجلس الانتقالي.
وفي الخامس والعشرين من الشهر الماضي، أعلن قائد القوات الخاصة بسقطرى حسين اليافعي، تمرده على الحكومة وذلك برفع علم الانفصال على مبنى معسكر القوات الخاصة، وذلك بتوجيهات من قيادة المجلس.
وجميع تلك المؤشرات أثارت المخاوف من إمكانية سعي أبوظبي للسيطرة على الجزيرة بالقوة، وإعادة سيناريو إسقاط عدن.
طموح يصطدم بالواقع
ويعتقد الكاتب الصحفي رياض الأحمدي أن التصعيد الإماراتي في سقطرى امتداد لما شهدته عدن ومحيطها أبين وشبوة في الشهرين الأخيرين.
ولفت في تصريحه لـ"الموقع بوست" إلى توسع الإمارات في تلك المحافظات من أجل فرض واقع جديد، تكون الكلمة فيه لحلفائها وأذرعها.
ولكن الانتكاسة في شبوة ربما تدفع الإمارات لمحاولة تكثيف تحركاتها في سقطرى، التي لا يخفى على أحد أطماع أبوظبي فيها، وهو موثق في خلافات الحكومة مع الإماراتيين منذ 2018، وفق الأحمدي.
وتوقع أن تسرع الإمارات من تحركاتها في سقطرى؛ استباقا لأي تطورات أو مواقف حكومية، لكنه أكد بأنه "مهما سعت لفرض واقع هناك، ستجد نفسها بالنهاية أمام رفض يمني يجبرها على الخروج اليوم أو غدا".
مسابقة الزمن
يتفق مع ذلك الطرح الإعلامي عبد الرقيب الأبارة، الذي أفاد بأن الإمارات تسابق الزمن من أجل إكمال سيطرتها على سقطرى بعد عدن، قبل أن تتحرك الحكومة الشرعية بشكل جدي.
وأردف لـ"الموقع بوست" بأن الإمارات قلقة من أي تحرك سريع قد يفشل خططها، ولذلك تشكل مسألة سقطرى سياحيا وعدن اقتصاديا أولوية قصوى بالنسبة لها.
وتحدث عن وجود رفض شعبي واسع للإمارات داخل الجزيرة، متوقعا أن "تحصد الخذلان"، وفق تعبيره.
وأكد الأبارة في ختام حديثه أن السيطرة على سقطرى تشكل ورقة مهمة، يمكن التفاوض من خلالها لكسب أي شيء في حوارات قادمة.
وتحاول الإمارات إنشاء قاعدة عسكرية في سقطرى، ستكون مطلة على مضيقي باب المندب وهرمز. وتشكل الجزيرة نقطة التقاء بين المحيط الهندي وبحر العرب، ما جعلها أبرز الأماكن التي أثارت لعاب أبوظبي التي ترغب في إيجاد طرق بديلة لتصدير نفطها.