[ أفراد من القوات الحكومية في مقر المجلس الانتقالي في شبوة بعد دحر قوات النخبة ]
بعد أن تمكنت قوات الجيش اليمني من إحكام السيطرة الكاملة على شبوة والتقدم الكبير في أبين، بدأت الأنظار تتجه صوب حضرموت، وتزايد التساؤلات حول ما إذا كان ما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي" سيتجه نحوها.
وأصدر محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني توجيها لجميع الوحدات العسكرية والأمنية برفع جاهزيتها القتالية.
تضمن ذلك التوجيه، وقف جميع الرخص والإجازات والتفتيش على الأسلحة والذخيرة والآليات وتحضير كافة الأفراد والاستعداد لأي طارئ.
وكانت اللجنة الأمنية بحضرموت الوادي والصحراء، أعلنت اعتزامها التصدي لكل من يحمل السلاح في وجه الدولة.
وأطلق في وقت سابق عبد الله الكثيري، أحد وجاهات حضرموت، تحذيرات للانتقالي من الاقتراب من المحافظة، التي للسعودية فيها نفوذ كبير.
إمكانية توسع الانتقالي
حول إمكانية توسع الانتقالي في حضرموت، يؤكد المحلل السياسي ياسين التميمي أن ذلك المجلس تلقى ضربة مؤلمة في شبوة تهدد وجوده في العاصمة المؤقتة عدن، ولم يعد قادرا على التوسع بعد أن فقد المنطقة التي كان يتمتع فيها بنفوذ عسكري كبير.
وأوضح لـ"الموقع بوست" أن الانتقالي لا توجد له حاضنة اجتماعية في حضرموت، وهناك معسكر ينتمي معظم أفراده إلى الضالع، لافتا إلى تواجد المجلس في الساحل، لكن دون أن يحظى بأي قبول اجتماعي.
وأضاف التميمي "وادي حضرموت يخضع بالكامل لسيطرة الجيش الوطني، وميلشيات الانتقالي اليوم في مرحلة انكفاء عسكري، وإن حاولت بياناته أن تظهر عكس ذلك".
وما يعزز وجهة نظر التميمي التي تستبعد تمدد الانتقالي إلى حضرموت، قال إن وجود الإمارات الداعم الأساسي للمجلس بات على المحك بعد التصادم المعلن مع السلطة الشرعية، والذي حولها إلى طرف معادي، بعد أن كانت تنفذ مشروع تمكين الانفصاليين تحت مظلة السلطة الشرعية.
شبوة قلبت الموازين
بينما تطرق الكاتب الصحفي أمجد خشافة إلى طبيعة تواجد الانتقالي في حضرموت، وأفاد بأن المجلس كمكون سياسي متواجد في حضرموت، وهو صاحب التأثير الكبير على بقية فصائل الحراك، إضافة إلى أنه لا يحتاج لدخولها عسكرياً لأنه يتواجد فيها عبر قوات النخبة الحضرمية في أجزاء كبيرة من المحافظة.
وأشار في معرض حديثه لـ"الموقع بوست" إلى وجود تفاهمات بينه والمملكة العربية السعودية بجعل حضرموت بعيدة عن صراع الانتقالي مع قوات الشرعية التي تتواجد في المنطقة العسكرية الأولى، وهي ذاتها في المهرة.
وتوقع خشافة أن يتجه الانتقالي للعمل المسلح نحو الاشتباك مع المنطقة العسكرية الأولى، في حال تمكن من السيطرة على عتق عاصمة شبوة، مؤكدا أن تراجعه منها ومن بلحاف وعزان، عزز من استبعاد توجههم نحو حضرموت.
لكن الكاتب الصحفي خشافة رأى في ختام حديثه، أن المملكة قد لا تمانع من قرار الانتقالي في تقرير المصير أو الانفصال، مؤكدا أن من المبكر استحضار ذلك وإعلان الانفصال، في ظرف ما تزال جبهات الحرب مفتوحة مع الحوثيين.
تأثير سقوط الانتقالي في شبوة
وقد أدت هزيمة الانتقالي في شبوة بعد مواجهة الجيش الوطني لهم، إلى تعزيز ثقة المواطنين بالحكومة، كما فضح مشاريع الإمارات التي تسعى لتقسيم البلاد من جهة ثانية، كما أكد ذلك الإعلامي عبد الرقيب الأبارة لـ"الموقع بوست" في وقت سابق.
وقد اعتبر ذلك الانتصار الناشط محمد الأحمدي في تصريح سابق لـ"الموقع بوست"، بأنه نقطة مفصلية في مسألة تثبيت الحكومة في مناطق الجنوب، وتأكيدا على تماسك النسيج الاجتماعي في شبوة، وإدارك أبناء المحافظة لخطر مشروع التقسيم.
وأدت سيطرة الحكومة على شبوة إلى إضعاف الانتقالي في عدن وأبين، ففي الأخيرة استطاع الجيش أن يتقدم فيها بشكل كبير، بعد تراجع المجلس.
يُذكر أن مليشيات ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات، أرسلت معدات عسكرية ثقيلة إلى الضالع، بعد قيامها في وقت سابق بنقل مجموعة من الدبابات وعربات BMB، لجبل الُعر بمنطقة يافع، بعد أن استحوذت عليها من معسكرات ألوية الحماية الرئاسية بعدن.