[ ترقب في حضرموت لوصول تمرد المجلس الانتقالي وسط تلويح بالرفض ]
يترقب أبناء محافظة حضرموت (شرقي اليمن) وصول تمرد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا إلى محافظتهم عقب الأعمال العسكرية التي فتحها أمس الخميس بمحافظة شبوة.
وتعتبر حضرموت وشبوة والمهرة المحافظات الجنوبية التي ما تزال تحت شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته.
وخلال اليومين الماضين برزت مكونات اجتماعية وسياسية وقبلية تطالب باستقلالية حضرموت، فيما اعتبر البعض منها تقدم مسلحي المجلس الانتقالي نحو حدود إقليم حضرموت خطا أحمر، في إشارة لتصعيد ما يسمى قوات النخبة الشبوانية التابعة للانتقالي في شبوة.
وتنطلق مخاوف أبناء حضرموت من هيمنة المتمردين على المحافظة وثرواتها الاقتصادية، التي يقول سكانها إنهم لم يلمسوا شيئا من تلك الثروات على أرض الواقع منذ ضم حضرموت للمحافظات الجنوبية بعد استقلال الجنوب، وكذا عقب الوحدة اليمنية.
تحذير من أي تجاوز
وفي هذا السياق طالب مكتب مؤتمر حضرموت الجامع جميع القوى الداخلية والخارجية المؤثرة في الشأن اليمني أن تعي وتدرك جيداً أن تمثيل حضرموت وقضيتها بأي تفاهمات أو مشاورات سيساهم بشكل إيجابي في الاستقرار الدائم، محذرا في حال أيَّ تجاوز لها، فإن حضرموت لديها كل خيارات الضغط لمواجهة آثار ذلك التجاوز.
وأكد رؤساء ونواب اللجان التخصصية بمكتب مؤتمر حضرموت الجامع خلال اجتماع المنعقد أمس الخميس بمدينة سيئون على ضرورة توحيد موقف كل المحافظة من قبل القوى السياسية والمكونات المؤثرة لمجتمعها والنأي بها عن الصراع الدائر.
ودعا المجتمعون قيادات المؤتمر الجامع والأحزاب ومكونات المجتمع المدني بحضرموت لعقد لقاءات تشاورية مع قيادة السلطة المحلية بالمحافظة والوادي للخروج بموقف موحد لكل حضرموت تجاه الأحداث الجارية لتجنيب المحافظة أي صراع أو تصادم ويحفظ حقوقها المشروعة وسلامة مواطنيها.
و"مؤتمر حضرموت الجامع"، هو بمثابة الإطار الجامع لحضرموت والمعبر عن مطالبها ومواقفها، وكان قد انعقد بمشاركة الآلاف في أبريل من العام 2017.
خط أحمر
بدوره قال الشيخ عبدالله بن محسن الكثيري إن حضرموت ترفض رفضا قاطعا المجلس الانتقالي الذي وصفه بـ"المتمرد"، معتبرا اقترابه من حدود الإقليم الحضرمي خطاً أحمراً.
وأضاف في بيان له "لن يسمح لكائن من كان إعادة ماضي اغتصبت فيه أرضنا وطمست هويتنا وتم تحييد تاريخنا ونهب ثرواته".
واعتبر ما جرى في عدن منذ أسابيع ليس إلا تكراراً للهمجية القبلية التي ألفوا عليها.
وقال إن من حق شعبنا في حضرموت المطالبة بالحرية والاستقلال ونيل استقلاله وتقرير مصيره كسائر شعوب الأرض لينعم بهويته وثروته وتاريخه كما تنعمون أنتم في بلدانكم.
ودعا الشيخ الكثيري جميع أبناء حضرموت حاضرة وبادية للتصدي لما وصفها بالفئة الضالة التي تدفع إلى المهالك كما يفعلون بأنفسهم وشعبهم.
وناشد الشيخ الكثيري القيادة السعودية بالنظر فيما يحدث ويقترب من حدودهم الحضرمية قبل وقوع الكارثة.
وفي وقت سابق من العام 2017 وخلال زيارة قيادة المجلس الانتقالي لمحافظة حضرموت رفضت السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ اللواء الركن فرج البحسني المشاركة في أي فعالية للمجلس ولم يصدر عنها أي بيان أو تصريح يرحب بزيارة قيادات "الانتقالي".
وقال المحافظ البحسني إن حضرموت لن تكون مسرحاً لتجارب فاشلة أجريت عليها في السابق"، في إشارة إلى "فشل دولة الجنوب السابقة قبل عام 1990 في حضرموت إذ تم ضمها عنوة إلى محميات الجنوب العربي سابقاً في عام 1967".
كما فشل "المجلس الانتقالي" خلال زيارته للمحافظة في كسب تأييد المكونات القبلية المؤثرة وفي مقدمتها "حلف حضرموت" القبلي، بقيادة وكيل المحافظة الشيخ عمرو بن حبريش العليي، الذي استبق الزيارة بحديثٍ قال فيه إن "المكوّنات السياسية والاجتماعية بحضرموت لن تسمح بإثارة الفتن وتمزيق النسيج الاجتماعي وزعزعة الأمن وجرّ المحافظة إلى مربع الفوضى والصراعات".
و في يونيو الماضي، شهدت مدينة المكلا مسيرات نظمها فصيل منشق عن المجلس الانتقالي الجنوبي رفعت لافتات منددة بقيادة الانتقالي في حضرموت. كما اتهمت المسيرة قيادة المجلس الانتقالي بالفساد والمحسوبية والإساءة لحضرموت.
وأحرق المتظاهرون صور القيادة المحلية للمجلس الانتقالي، مطالبين بمحاسبتهم على ما يرتكبونه من فساد ومحسوبية وعبث بالمحافظة، وفق تعبيرهم.