أثار توجيه محافظ حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني لتجار المحافظة سخرية واسعة بين أوساط الناشطين والإعلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي.

ودعا المحافظ البحسني في التوجيه الذي حصل "الموقع بوست" على نسخة منه للتبرع لدعم الكهرباء خلال شهر رمضان على حسابات البنك المركزي والأهلي وإحدى شركات الصرافة.

وتأتي دعوة المحافظ البحسني بعد تردي خدمة الكهرباء بساحل حضرموت وزيادة ساعات الانطفاء للتيار مع شدة الصيف الذي تعيشه مناطق ساحل حضرموت، بينما وادي حضرموت ينعم بتيار مستمر خلال ساعات النهار وانقطاع لثلاث ساعات خلال فترة المساء تتوزع أحيانا خلال يومين.

وبحسب مصادر محلية، فقد صدرت الحكومة قبل أيام شحنة من النفط الخام من القطاعات النفطية بحضرموت تقدر بحوالي ثلاثة ملايين برميل.

وفي السياق تساءل الصحفي عبد الرحمن بن عطية عن القرار في منشور له على الفيسبوك ساخرا: "ها بشروا؟ حد تبرع أو ما حد تبرع؟ شيء عوين وصل لدعم الكهرباء؟".

من جانبه الناشط سعيد النهدي قال: "جبتك يا عبد المعين تعين لقيتك يا عبد المعين عايز من يعينك"، مشيرا إلى أن كاريزما وديناميكية القيادة تحتاج مسؤولا خبيرا في التعامل مع الواقع.

وأضاف النهدي: "لو بحثنا في الفساد غالباً ما نجد أن أغلب هوامير التجارة والمقاولات يقفون خلف غالبيتها هي ثقافة عفاشية بالمناسبة".

واعتبر النهدي القرار بالكارثة إن صح إصداره من المحافظ البحسني.

واردف: "من أشار على المحافظ بمثل هذا الخطاب فهو لم يراعِ خطابات البحسني السابقة ولم يراعِ ردة فعل المواطن ولم يراعِ أبجديات الواقع السياسي والإعلامي".

وتساءل النهدي: "أين نسبة حضرموت من النفط؟"، وقال "إن صرفتها الحكومة مشكلة وإن لم تصرفها مشكلة أيضاً"، لافتا إلى أن الخدمات هي بمثابة قنبلة موقوتة ستنفجر وسيستغلها من يستغلها ولن ينفع البكاء على الحليب المسكوب حينها.

ودعا النهدي المحافظ إلى خطوات حقيقية قال إنها "ستجعل المواطن يقف معه إن خطاها وأولها إقالة المستشارين من حولك مع ترك أربعة فقط سياسي وعسكري واقتصادي وإعلامي".

الناشط الحقوقي سامي فرج بدوره قال إن "كهرباء المكلا لم تجد لها محروقات لاستمرار تشغيلها والمحافظ يشحت ويطلب العون من التجار".

واستغرب فرج في منشور له على الفيسبوك من نصيب المحافظة من تصدير الحكومة قبل أيام نحو ثلاثة ملايين برميل من نفط حضرموت عبر ميناء الضبة، داعيا الحضارم إلى "رفع أصواتهم بأغنية الشاعر محفوظ باحشوان التي غناها في سبعينيات القرن الماضي والتي تبدء بالأبيات التالية: شربة ماء يا حبايب شربة ماء.. كبدي تحترق من كثر الظماء".

رئيس نقابة الصحفيين بحضرموت سالم علي الشاحت تقدم بالتهنئة لكل فاعل خير، داعيا أئمة المساجد إلى الإعلان يوم الجمعة عن حملة لجمع التبرعات لمصلحة دعم الكهرباء تجاوبا وتوافقاّ مع دعوة محافظ محافظة حضرموت (الفقيرة) بالنفط.

وأضاف ساخرا "من قدم شيئا بيمينه التقاه يوم القيامة".

الصحفي محمد اليزيدي، اعتبر تخلي الحكومة عن القيام بواجبها بتوفير المحروقات لكهرباء حضرموت، يضاف إليه تخلي الأشقاء في التحالف الإماراتيين والسعوديين وتنكرهم لوعودهم الكثيرة السابقة بدعم قطاع الكهرباء بالمحافظة وراء دفع بالسلطة المحلية لفتح باب التبرعات العامة لدعم قطاع الكهرباء في المحافظة ومواجهة متطلباتها وهي المتطلبات التي قالت السلطات المحلية في أوقات سابقة إنها لن تستطيع مواجهتها منفردة.

وذهب الصحفي عبد الله مؤمن إلى أن الموارد التي تمتلكها حضرموت بحدودها الدنيا في الظرف الحالي، تكفي لجعل المحافظة نموذجا في تقديم خدمات جيدة للمواطن تفوق المحافظات المجاورة بكلها، مشترطا ذلك في حال وجدت إدارة جيدة ستستغني المحافظة عن مد يدها لإيجاد دعم من هنا وهناك.

وأبدى مؤمن استغرابه من أرقام كبيرة قال إن المحافظة تمتلكها، لخصها في قيمة نسبة 20% من إيرادات النفط المصدر، وأرقام بالملايين من الضرائب، إضافة إلى موانئ وجمارك ومنافذ إستراتيجية، إلى جانب وعود خيالية للأشقاء.

وأشار إلى أن كل هذه الفرص لا تمكلها أي محافظة أخرى في وضع البلاد الحالي، متسائلا عن مصير هذه الإيرادات والموارد رغم أنها في حدود المتاحة حالياً، وفق تعبيره.

ولفت الصحفي مؤمن إلى أن هناك هدرا خياليا في موارد المحافظة وسوء إدارة أنتج هذا الوضع الهش.