[ دلالات انعقاد البرلمان في سيئون ]
عقد البرلمان اليمني أول جلساته في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت اليوم السبت، رغم كل الصعوبات والعراقيل التي واجهتها ترتيبات الانعقاد، والتي وصلت ذروتها إلى حد محاولات الاستهداف عبر الطائرات المسيرة.
ويأتي انعقاد أول جلسة للبرلمان بعد توقف دام لأكثر من أربع سنوات منذ انقلاب الحوثيين على سلطة الرئيس هادي.
وأبرزت عملية الانعقاد الكثير من الدلالات وتأثيرها في المشهدين السياسي والعسكري في إطار الحرب المستمرة بين جماعة الحوثي والسلطة الشرعية في اليمن
تآكل المشروع الحوثي
الرئيس عبدربه منصور هادي قال إن أهم دلالة من دلالات انعقاد مجلس النواب، هي توحد كافة اليمنيين بكل أحزابهم واتجاهاتهم وأطيافهم على قاعدة الشرعية والثوابت الوطنية وفي مواجهة هذا المشروع الذي وصفه بالمدمر.
وأوضح الرئيس هادي في كلمته خلال افتتاح دورة الانعقاد الغير اعتيادية للمجلس أن "انعقاد المجلس يشير بوضوح إلى أن هذا المشروع الحوثي المدمر يتآكل يوماً بعد آخر، وأن عنصريتهم قد عزلتهم عن جموع الشعب وتياراته، ولم يعد معهم أحد إلا من كان تحت الإكراه".
خطوة مهمة
يقول المحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني إن انعقاد مجلس النواب في هذه المرحلة يمثل خطوة مهمة على طريق استعادة الدولة واستكمال التحرير وإنهاء الانقلاب.
وأشار الهدياني في حديثه لـ"الموقع بوست" إلى أن وجود المؤسسة التشريعية يعني استكمال بناء الدولة، فوجود ما وصفه بالتجمع السياسي في حضرموت بدعم إقليمي ودولي، يمثل ورقة سياسية مهمة تعيد الألق لمشروع الشرعية.
وأكد الهدياني أنه بانعقاد مجلس النواب المتوقف عن الاجتماع والعمل منذ الانقلاب، تستطيع الشرعية أن تقول للداخل والخارج إنها دولة بكامل المؤسسات، رئاسة وحكومة ومؤسسات تشريعية، تمثل الشعب اليمني، وبالمقابل -بحسب الهدياني- تضع الانقلابيين والمليشيات في دائرة ضيقة تجردهم من أي ثقل شعبي، فهم شيء طارئ أتى بقوه السلاح وليس لهم أي حاضنة شعبية، على حد قوله.
حضور الشرعية
الكاتب والناشط السياسي همدان الحقب من جانبه يرى أن انعقاد البرلمان يحمل دلالات كثيرة أهمها أن الشرعية أصبحت قادرة على تحريك أوراق كان من الصعب تحريكها من قبل.
وأوضح الحقب في سياق حديثه لـ"الموقع بوست" أن انعقاد جلسة البرلمان يعد دليلا على أن الشرعية عمقت قابليتها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، هذا فضلا عن أن انعقاده يمتن حضور الشرعية، ويعطي رسالة للداخل والخارج أن أي تشكلات خارجة عن الشرعية لا يمكن أن تساعد على استقرار اليمن ولا تدفع باتجاه نهاية الانقلاب.
تحول كبير
الإعلامي اليمني نجيب اليافعي اعتبر انعقاد البرلمان في أول جلسة له بمدينة سيئون منذ انقلاب الحوثيين يشير من الناحية التاريخية إلى تحول كبير في المدن التي عادت لها الحياة، وأخذت مكانها الطبيعي بعد تجاهل وإهمال منذ حكم الحزب الاشتراكي في الجنوب قبل الوحدة وكذلك حكم حزب المؤتمر الشعبي بانفراد في اليمن بعد الوحدة.
وأضاف اليافعي في حديث خاص لـ"الموقع بوست": "في الوقت الراهن السعودية تدفع بقوة باتجاه الحصول على شرعية لخططها الرامية على سبيل المثال للحصول على موافقة بمد أنبوب للنفط عبر محافظة المهرة للوصول على بحر العرب".
وعن إعادة سلطان البركاني لرئاسة البرلمان قال اليافعي إنه يأتي ضمن سياق محاولات السعودية ومعها أبوظبي لإعادة ترميم حزب المؤتمر وتقديمه من جديد ليكون الفاعل في المشهد.
ووصف اليافعي ذلك بالتصرفات السيئة التي تأتي في سياق الثورة المضادة لوأد الربيع اليمني، وإخراج القوى الوطنية من المشهد.