[ تصاعدت مطالب منظمات دولية بوقف الحرب في اليمن ]
دخلت الحرب في اليمن عامها الخامس، ولم يحقق التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية أهدافه المعلنة، في ظل استمرار تدهور الأوضاع المختلفة التي تفاقم معاناة المواطنين.
وقدم مركز تونس لحرية الصحافة أمس السبت (30 مارس/آذار) مذكرة إلى القمة العربية التي تشارك بها اليمن، وقعت عليها 456 منظمة وجمعية من عشر دول عربية تطالب بوقف الحرب في اليمن، وإنقاذ الوضع الإنساني في البلاد.
يطالب الإعلان برفع ما أسموه بالحصار عن اليمن وعن مطار صنعاء، والسماح بدخول مساعدات إنسانية بشكل عاجل ودون قيود، إضافة إلى تنفيذ اتفاق ستوكهولم بالإفراج عن أسرى الحرب والكشف عن المفقودين ووقف بيع أسلحة لجميع الأطراف، وتكوين لجنة تحقيق دولية في جرائم الحرب في البلاد.
ومن وقت لآخر تطالب بعض الدول بإيقاف الحرب في اليمن، في المقابل يقوم الحوثيون بالاستفادة من الملف الإنساني للخروج بمكاسب سياسية.
تعيش اليمن في ظل الحرب أوضاعا إنسانية صعبة، فقد ارتفعت نسبة الفقر والبطالة إلى أكثر من 83%، بينما يشهد القطاع الصحي تدهورا واضحا مع ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الكوليرا.
تعقيدات ومستقبل غامض
وهناك انتقادات واسعة لتقصير المنظمات والجهات الحكومية في الجانب الحقوقي، وهو ما يعتبره الإعلامي عبد الكريم الخياطي مشكلة لأن المنظمات الدولية والإعلام غالبا لا يعرفون تعقيدات الوضع اليمني.
وبحسب الخياطي الذي تحدث لـ"الموقع بوست" فإن الحوثيين في الفترة الأخيرة استغلوا اختلاف أهداف أطراف تحالف دعم الشرعية وبخاصة الإمارات، التي من ناحيتها توقفت عن الحرب مع الحوثيين منذ شهور.
أما بالنسبة للسعودية فهي تركز -كما يقول- على معارك الحدود فقط، وتستخدم مجندين يمنيين غير نظاميين في معظم تلك الجبهات.
وأوضح أن الحوثيين استغلوا ذلك الوضع وانسياق السعودية وراء مخطط الإمارات بتقسيم جنوب البلاد، لافتا إلى انشغال مجموعات في الشرعية مدعومة من الإمارات بالضغط على الجيش الوطني والأمن بتعز.
وذكر أن الحوثيين استفادوا من كل ذلك وتمددوا في مناطق في الضالع بشكل مريب، خاصة أنها في مناطق على الحدود الشطرية السابقة، وتحركت كذلك تلك الجماعة لضرب خصوم لها من القبائل في حجة في حجور ومستبأ دون أن يتدخل التحالف فيما الجيش كان مقيدا، على حد تعبيره.
وخلص إلى أن الحرب واقعيا متوقفة ضد الحوثي وهو فقط من يتحرك، ولعل تحالف السعودية والإمارات بدأ يرتب لإيقاف الحرب في الحدود والجنوب، وترك فرصة لتوسع الحرب الأهلية في الشمال.
أما بالنسبة للشرعية، فهي ترى أن إيقاف الحرب بهذا الواقع العسكري هو ترسيخ لسيطرة الحوثي على معظم مناطق الشمال، التي لطالما اعتبرتها أهم ما يريده الحوثيون في حكم اليمن، مستبعدا أن تنشأ قوة عسكرية أو حتى سياسية جديدة في الوقت الراهن وفي المستقبل القريب، بعد أن تم تشكيل قوات خارجية مرغوبة.
وحول ما إذا كان الحسم العسكري ممكنا، قال الخياطي إن من المعلوم أن أي حرب أهلية لا تنتهي بانتصار كامل لأي طرف، ولا بد من حلول توافقية بالنهاية.
الحاجة لضمانات
وأفرز طول أمد الحرب وضعا مختلفا، فقد تشكلت العديد من القوى الجديدة، وتغيرت كذلك خارطة التحالفات، ولم يتم تنفيذ المرجعيات الثلاث المعروفة وأبرزها قرار 2216.
وفي سياق ذلك، يؤكد الصحفي عبد الله السامعي أن لا أحدا يريد استمرار الحرب، لكن إيقافها يتطلب ضمانات بعدم اندلاعها مجددا في المستقبل القريب، خاصة مع استمرار رفض الحوثيين التحول إلى حزب سياسي، وإصرارهم على فرض أفكارهم التي تلغي الديموقراطية وتجعل الحكم في يد سلالة واحدة دون غيرها.
وفي حديثه مع "الموقع بوست" يعتقد السامعي أن أنسب طريقة لوقف الحرب، هي إجبار الحوثيين على الاستسلام والتخلي عن تلك الأفكار.
ورأى أن دعم بعض دول التحالف جماعات خارج إطار الشرعية، يعيق بالفعل حسم المعركة مع الحوثيين، ويجعل تلك المليشيات تبدو قوية في الوقت الحالي، مؤكدا أن توقف دعم الجماعات المسلحة التي لا تنتمي للجيش، وتوحد الجميع لمواجهة تلك الجماعة سيجعل هزيمتهم سريعة.
ورفضت جماعة حتى اليوم تنفيذ الاتفاقات التي كان يتم التوصل لها خلال المشاورات السابقة، في الوقت ذاته هناك مساعٍ خارجية للضغط باتجاه إيقاف تصدير السلاح للتحالف العربي.