[ قوات سعودية في محافظة المهرة ]
تتجه المملكة العربية ومعها الإمارات العربية المتحدة، نحو ملشنة محافظة المهرة الهادئة والمستقرة الواقعة شرقي اليمن.
وتتمثل تحركات السعودية والإمارات في إنشاء قوة عسكرية موازية للقوات الحكومية، على غرار قوات الحزام الأمني والنخبة في عدن وبقية المحافظات الجنوبية.
جاء ذلك بعد أشهر من التوتر الذي ساد المهرة بسبب استحداث نقاط أمنية تابعة للرياض، وتعطيل بعض المرافق الحكومية، فضلا عن إقصاء بعض القيادات المحلية التي شاركت بالاعتصامات بالمحافظة.
وكان وكيل محافظة المهرة لشؤون الشباب بدر كلشات، حذر من خطورة ملشنة المحافظة عبر ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، وذلك بتكوين قوات أحزمة أمنية ونخبة مهرية.
وذكر في منشور له بصفحته على فيسبوك أن انتقالي المهرة يسعى من خلال الإعلان عن فتح باب التسجيل للالتحاق بالمعسكرات، وما يسميه نخبة مهرية، ويعمل على التغرير على الشباب المهري ورفع شعارات رنانة للشباب وينسق مع عناصر متطرفة وأخرى متشددة، تم نقلها من مناطق أخرى.
ودعا في وقت سابق الشيخ علي سالم الحزيزي أحد وجاهات المهرة، المجلس الانتقالي الجنوبي لوقف استخدام أبناء الجنوب بشكل عام والمهرة بشكل خاص كأدوات تعمل لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة وأجندتها في اليمن، مجددا موقف أبناء المهرة الرافض لأي مليشيا داخل المحافظة.
تبادل أدوار
ويرى الكاتب الصحفي شاكر أحمد خالد أن أحداث المهرة كشفت عن حالة التواطؤ بين السعودية والإمارات، خاصة مع محاولات الأولى التواجد في المهرة بشكل مباشر عبر قواتها العسكرية، وتبادل الأدوار بينهما، لافتا إلى ما كان يشاع حول أن الرياض غير راضية بتحركات أبوظبي في المحافظات الجنوبية.
واستدرك لـ"الموقع بوست": "لكن هذا التواجد قوبل بمقاومة قبلية ومجتمعية واسعة، أجبر الرياض على الدخول في اتفاقيات للانسحاب، ثم محاولات العودة واستحداث بعض النقاط، ولا تزال الأحداث تراوح بين الصد والرد".
وأفاد خالد بأن هناك حالة يقظة ورفض كبيرة من أبناء المهرة للتواجد السعودي المباشر، مما جعل المملكة تتجه نحو تشكيل قوات محلية مدعومة من قِبلها وبعضها لا تنتمي بأكملها لمحافظة المهرة، كما فعلت الإمارات سابقا.
ووفقا لخالد فإن مثل تلك القوات يكون لديها استعداد لتنفيذ أية أجندة يريدها المدرب والممول، حتى وإن كانت أعمال وحشية مثل تلك التي كشفتها التقارير الدولية لقوات النخب والحزام اﻷمني المدعومة من الإمارات.
وتوقع عدم نجاح ذلك التوجه السعودي، بسبب إدراك الناشطين المسبق والفاعلين الاجتماعيين ورموز القبائل في المحافظة للأجندة السعودية والإماراتية.
وأضاف: "تدرك كذلك سلطنة عمان مطامع السعودية والإمارات في المهرة الحدودية معها، وستعمل ارتباطاتها مع عناصر قبلية في المحافظة، على إعاقة المساعي نحو ملشنة المحافظة".
انتقادات للتحالف
وهناك مخاوف من أن تقوض تلك القوات الشرعية، كونها ستكون خارج نطاق الجيش، وستعمل على فتح باب الصراعات المسلحة.
السلطان الشيخ عبد الله بن عفرار نجل آخر السلاطين الذين حكموا المهرة، والذي له حضور واسع وثقل كبيرين في محافظتي أرخبيل سقطرى والمهرة، قال إن أبناء المحافظة ليسوا ضد التحالف العربي، لكنهم يرفضون بعض ممارساته ومآخذ على طريقة عسكرته لسقطرى والمهرة.
وأوضح في حوار سابق أجراه معه "الموقع بوست" أن هناك وجودا عسكريا غير مبرر، وعملية عسكرة للمحافظة، وتوظيف عسكري بطريقة قبلية بعيدة عن الجانب الحكومي أو السلطة المحلية.
وكشف عن وجود حملات تجنيد لعناصر محلية تشرف عليها السعودية وتدعمها، لافتا إلى استمرار المحاولات لتجنيد بعض أبناء القبائل في إطار تلك القوات.
وأشار إلى وجود مجندين من خارج المحافظة يطلق عليهم "المقنعون"، يتبعون محافظ المهرة راجح باكريت المقرب من السعودية.
وهناك مساعٍ من قِبل السعودية لمد أنابيب النفط من صحراء الربع الخالي إلى بحر العرب، للالتفاف حول مضيق هرمز الذي تشرف عليه سلطنة عمان وإيران.