[ نديم الصنعاني مع عادل العزي ]
تضاربت المعلومات بشأن إقدام قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات في العاصمة المؤقتة عدن، على قتل قائد القطاع السابع في كتائب أبي العباس نديم الصنعاني، بعد فراره مؤخراً من مدينة تعز إلى عدن.
مصادر في كتائب أبي العباس أكدت لـ"الموقع بوست" مقتل قائد القطاع السابع بالكتائب نديم الصنعاني بعد مداهمة قوات من الحزام الأمني في العاصمة المؤقتة عدن لشقته، لافته إلى أن الصنعاني قُتل مع أحد أصدقائه فيما لا زال عامر العزي، وأحمد العزي، أشقاء القيادي في الكتائب عادل العزي، بيد قوات الحزام.
واعترفت كتائب أبي العباس بشكل رسمي بمقتل القيادي البارز في صفوفها نديم الصنعاني، لكن دون توضيح أو إشارة إلى هوية الجهة الفاعلة.
وقالت الكتائب في منشور مقتضب على صفحتها في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك: "نهيب لجميع قادة وأفراد الكتائب أنه سيتم نشر تفاصيل وتداعيات مقتل القيادي نديم الصنعاني، حين الانتهاء من جمع الاستدلالات والتحقيقات الأولية، كما ننفي إصابة أو اعتقال القائد عادل العزي المتواجد في جبهة الكدحة، وندعو الجميع إلى عدم الانجرار للمهاترات ونشر التصريحات والتحلي بضبط النفس".
وتحدثت معلومات أخرى أن الحادثة جاءت على خلفية بلاغ كيدي، لافتة إلى تواصل عادل العزي نائب كتائب أبي العباس مع قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في عدن، وأن الأخيرين استدعوا يسران المقطري قائد قوات مكافحة الإرهاب في قوات الحزام الأمني، وإنه يجري التحقيق معه.
واتهم رضوان الحاشدي الناطق بلسان كتائب العباس في تعز حزب الإصلاح بالوقوف وراء بلاغ كيدي أدى لمقتل الصنعاني، لكن رئيس الدائرة الإعلامية في حزب الاصلاح أحمد عثمان نفى تلك الإتهامات، قائلا إن الإصلاح حزب سياسي لا يمارس هذه البلاغات، متسائلا: "من متى كان الحزام الأمني بعدن يتلقى بلاغات من الإصلاح؟".
من هو نديم الصنعاني؟
ويعد نديم الصنعاني أحد قادة كتائب أبي العباس، ومن أبرز المتورطين بعمليات الاغتيالات التي طالت المئات من جنود الجيش الوطني خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها اغتيال ركن إمداد اللواء 17 مشاة مروان الشميري جوار باب موسى في الـ5 من أبريل 2017 .
وتورط الصنعاني في عمليات إرهابية عدة في خلال عام 2014، أبرزها عملية اغتيال الأمين العام المساعد لحزب التجمع اليمني للإصلاح في تعز، بالإضافة إلى عملية اغتيال الضابط في الأحوال المدنية فكري البروي، وجاء ذلك بحسب تصريحات صحفية لمدير أمن تعز مطهر الشعيبي في أواخر عام 2014.
وتشير بعض المعلومات الى أن "صهره" الذي قتل قبل عامين خلال الاعتداء على نقطة للمقاومة الشعبية كان يعمل مع مليشيا الحوثي الانقلابية بإحدى نقاط صالة، وتم التنسيق مع المدعو" عماد الصنعاني" لإدخاله إلى تعز باسم المقاومة ليقوم بعدها برفقة شقيقة "عماد" وأخوه "نديم الصنعاني" بالاعتداء على تجمع للمقاومة بأحد نقاط التماس لتنتهي العمليه بمقتل عماد الصنعاني وصهره وفرار نديم، وإصابة عدد من رجال المقاومة الشعبية بإصابات خطيرة لا زال بعضهم يتلقى العلاج بالخارج منذ عامين.
اقرأ أيضا: لوموند: أمريكا تساعد القاعدة في اليمن عبر الإمارات وأبو العباس أبرز قياداتها
وظهر نديم الصنعاني في صورة له بجانب "عادل العزي" الرجل الثاني بكتائب أبي العباس بعد تسليم المؤسسات التي كانت وكرا للجماعات الخارجة عن القانون وخلايا الاغتيالات مرتدياً زي القوات الخاصة.
وفر الصنعاني مؤخراً إلى مدينة التربة برفقة عادل العزي وجماعة أبي العباس وهناك ظل يدير جماعات الاغتيالات وفرق تجنيد خارج إطار الجيش الوطني قبل أن يتم قتله اليوم في عدن من قبل الحزام الأمني الذي تديرة الإمارات.
ويتهم عادل العزي بتزعم خلايا الاغتيالات بتعز، كما يعد أحد المتهمين الرئيسيين مع نديم الصنعاني في عملية إعدام خمسة من جنود الجيش الوطني، في شهر مايو/ايار 2018م، كما يتهم لواء العصبة عادل العزي، بإغتيال قائده العميد رضوان العديني، الذي قتل نهاية مايو أيضاً.
وتحظى كتائب أبي العباس بدعم خاص من دولة الإمارات العربية المتحدة خصوصا بالمدرعات والأطقم العسكرية، يفوق الدعم الذي تلقاه الجيش الوطني بكافة ألويته العسكرية.
وكات تقرير لفريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الدولية في اليمن أكد دعم الإمارات جماعات مسلحة على علاقة جيدة بتنظيم القاعدة، وترفض الانضواء في الجيش اليمني، منها أبو العباس الذي يقود كتائب في تعز، وقوات الحزام الأمني بقيادة الوزير المقال هاني بن بريك، التي ترعاها وتمولها الإمارات.
دفن أخطر ملف أمني
وأثارت عملية مقتل نديم الصنعاني، القيادي في كتائب أبي العباس، على أيدي قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات في العاصمة المؤقتة عدن، تساؤلات حول الأسباب التي دفعت الحزام الأمني لاستهدافه تحديداً، فيما يرى ناشطون وإعلاميون أنه تم تصفية الصنعاني من قبل القوى التي استخدمته لممارسة أعمال الاغتيال والخطف والاعتقال، إضافة إلى أن تصفيته تعني طَي ملف أسود ودفن أخطر ملف أمني في تعز.
وفي هذا السياق قال الإعلامي يوسف الأحمدي إن "الإمارات بدأت بإحراق ملفاتها السوداء وجرائمها بحق أبناء تعز، وأول عمل لها هو تصفية أحد أدواتها وهو نديم الصنعاني".
وأضاف الاحمدي: "بقتل الصنعاني الذي يعد الصندوق الأسود لعمليات الاغتيالات بتعز، يتم دفن كنز ثمين".
اقرأ أيضا: من هو القيادي السلفي أبو العباس؟ (فيديو خاص)
من جانبه علق الناشط الإعلامي عماد البناء على الحادثة قائلاً: "انتهت مهمة نديم الصنعاني فقامت الإمارات بتصفيته ومحاولة تصفية عادل العزي".
وأردف البناء: "هذا شغل الإمارات، وما زال البعض ممن يعملوا لصالحها لم يدركوا".
تصفيات داخلية
من جهته وصف المحامي والناشط الحقوقي ياسر المليكي حادثة مقتل الصنعاني بجريمة التصفية من قبل قوات الحزام الأمني، مضيفاً أن "الصنعاني واحد من المتهمين بجرائم الاغتيالات لأفراد الجيش والمقرب من عادل العزي".
وبحسب المليكي فإن مقتل الصنعاني جريمة ارتكبتها القوات الأمنية بعدن، لافتاً إلى أن مكان الرجل هو التحقيق ومن ثم القضاء ليفصل بأمره وليس التخلص منه بتلك الطريقة.
عبداللطيف الشرعبي هو الآخر قال: "تصفية نديم الصنعاني في عدن يعني الإمارات تكرم كل من خدمها بطريقة التخلص منه".
وأردف الشرعبي "أعتقد أن طريقة قتله هكذا تعتبر أشرف من قتلها لعملائها من أبناء عدن عن طريق الخمر المسموم قبل أيام، وفي قادم الأيام سنرى ابتكارات في التخلص من الخدم للإمارات".
اقرأ أيضا: أركان حرب الكتيبة الخامسة في كتائب العباس: أبو العباس رجل تنظيمات غير مشروعة (حوار)
وقال: "الإمارات مستوعبة أن هناك جدية دولية لدى منظمات كبرى في فتح ملفات الانتهاكات الدولية التي قامت بها ومن أهمها الملف اليمني".
التخلص من الأدوات
الكاتب والمحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني قال إن موجة اغتيالات تطال أدوات وقفازات كانت خلال الثلاث السنوات الماضية عناوين بارزة للقتل والفوضى والعبث والتنكيل بخصوم أبوظبي وقد انتهى دورها الآن وصارت عبئا ثقيلا يجب التخلص منه.
وأكد أن مظاهر هذا الإدراك الإماراتي الجديد يتجسد على شكل متغيرات كثيرة ومنها هذه الاغتيالات، كما حصل لقيادات في الميليشيات التابعة للإمارات في عدن وأبين حيث تم توريط حزامها الأمني في حرب مفتوحة مع كبرى قبائل أبين.