[ الجيش الوطني في الحديدة ]
توالت ردود فعل اليمنيين المتباينة على قرار توقف الحرب في الحديدة (غربي اليمن) بين مؤيد ومعارض في أوساط اليمنيين، على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقالت وكالة رويترز اليوم الخميس، نقلا عن مصادرها إن التحالف بقيادة السعودية أمر بوقف الحملة العسكرية التي تستهدف الحوثيين الموالين لإيران في مدينة الحديدة الساحلية اليمنية.
ويأتي القرار وسط دعوات حلفاء غربيين، ومن بينهم الولايات المتحدة، لوقف إطلاق النار قبل استئناف جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات والتي دفعت اليمن إلى شفا المجاعة.
وأثار قرار وقف الحرب استياءً واسعا بين اليمنيين، حيث اعتبروا ذلك مخططا من قبل التحالف الذي تقوده السعودية في إطالة أمد الحرب وتدمير البنية التحتية، وفسح المجال للحوثيين لإعادة ترتيب صفوفهم.
قرار خاطئ
وفي السياق اعتبر السياسي اليمني سفير اليمن لدى بريطانيا الدكتور سعيد نعمان "كل دعوة تهدئة تصدر عن المجتمع الدولي ويستجيب لها التحالف والشرعية يسجلها الحوثيون انتصاراً لأنها غالباً ما تكون عامل إنقاذ لهم".
وقال ياسين: "لا يقوم الحوثيون ببلع ألسنتهم كما يفعل أولئك الذين يتمتعون بقدر من الحياء حينما يواجهون نفس الموقف، بل يرفرفون بطيش الطائر المبلول، وينثرون ما علق به من قاذورات في كل اتجاه".
وقال الدبلوماسي اليمني: "متى سندرك أن استعادة الدولة تحتاج إلى اجتياز الهوة التي تفصل بين السلام الحقيقي وطيش السفهاء الذين يوظفون دعوات السلام لاستعادة النفس ومواصلة الحشد لتدمير البلاد".
وختم ياسين منشوره قائلا: "التراجع عن استعادة الحديدة ، إذا صح، هو قرار خاطئ بكل المقاييس ولن يسهم في تحقيق السلام وإنما في استمرار الحرب ومواصلة التدمير والمعاناة الإنسانية".
مخطط تكتيكي
خلافا لذلك اعتبر وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح، إعلان توقف الحرب في الحديدة مخطط تكتيكي.
وقال فتح: "كل مراحل تحرير الحديدة، تتوقف ثم تنطلق أكثر قوة وتخطيطا"، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى "توقفت بالقرب من زبيد، والثانية بعد المطار، والثالثة بالقرب من الميناء، الرابعة ستكون النهائية.
وأضاف: "تلك هي الحروب، وخططها ومراحل تنفيذها"، مؤكدا أن السلام هو أقرب الحلول، لكن لمن يريد ذلك، وفق تعبيره.
إنقاذ للحوثي
ويتفق الصحفي عبدالله دوبله مع ما ذهب إليه نعمان، حيث اعتبر وقف الحرب في الحديدة هو إطالة للحرب وإنقاذ للحوثي الذي بات في وضع المنهزم.
وقال دوبله "كل الذي منحه الغرب المنافق هو إعطاء الحوثيين مزيدا من الوقت لتفخيخ أكبر قدر من المباني في الحديدة"، مضيفا "لكنها ستتحرر".
إطالة الحرب
الصحفي بسيم جناني أيضا قال إن "تسليم الحديدة ومينائها وانسحاب الحوثي منها حل جيد وبرأيي هو أفضل من أن يتم إخراجه منها بقوة السلاح"، مشيرا إلى أن الحرب ستطال مزيدا من المرافق والأحياء السكنية، فالحوثي يقاتل بلا شرف ولا أخلاق، وفق تعبيره.
وأضاف "المهم هو أن يغادر الحوثي المحافظة وميناءها وأي تنازل حول ذلك هو انتصار للحوثي".
فيما الصحفي وضاح الجليل اكتفى بالقول "لن تحدث تسوية سياسية طالما وجماعة الحوثي موالية لإيران تنظيماً وعقيدة، ولن يتحقق السلام وهذه الجماعة تمتلك السلاح وتمارس الاستعلاء وترفض السياسة".
موقف الحوثي
بعكس ذلك زعم القيادي الحوثي، نائب وزير الخارجية في حكومة الانقلاب بصنعاء، حسين العزي، أن جماعتهم لا زالت هي الأقوى والمسيطرة على المعركة في الحديدة.
وقال العزي: "بكل الحسابات نحن اليوم أقوى بمئات المرات من أي وقت مضى، وبكل معطيات ومتغيرات وتطورات الواقع محليا وإقليميا ودوليا".
وأضاف: "نستطيع القول بأن أي استمرار في الحرب سيكون في صالحنا ولن يكون في صالح الخصوم بالمطلق"، وقال: "ومع ذلك سنجنح للسلم إذا جنحوا، (لسنا انتهازيين)"، وفق تعبيره.
استياء
اما الإعلامي فيصل الشبيبي فقال إن "الحوثيين يتوسلون الهدنة في مدينة الحديدة، ويعلنون رسمياً شن هجوم في التحيتا" مضيفا: "عصابة ليس لها عهد ولا ميثاق، ولم تلتزم بأي اتفاق، منذ أن عرفها اليمنيون في 2004".
الصحفي أحمد عايض قال "استياء كبير وواسع لقيادات الجيش الوطني وألوية العمالقة خاصة بسبب إعلان التوقف المفاجئ للعمليات العسكرية بمحافظة الحديدة".
وحذر عايض من إطالة التوقف الذي يصب كل لحظة في صالح الحوثيين، الذين باشروا من اليوم بزراعة المناطق التي تقهقروا إليها بالألغام.
فـخ
الناشط شفيع محسن قال إن اليمن وقعت في فخ التحالف السعودي الإماراتي، مشيرا إلى أن هذه الهدنة هي لحشد كل طرف من الأطراف المتصارعة لمقاتليه الشجعان للزج بهم في مهلكة هذه الحرب الملعونة.
وأضاف "رجال اليمن وبنيتها التحتية ونسيجها الاجتماعي يتم التآمر عليها وضربها في مقتل"، متابعا بالقول "لقد وقعنا في الفخ للأسف الشديد".