[ نشطت الإمارات في الملف اليمني مؤخرا بشكل كبير ]
تحولت العاصمة الإماراتية "أبوظبي" إلى وجهة مفضلة لدى القيادات اليمنية في الحكومة والأحزاب، وشهدت زيارات متكررة، بما يشير إلى أن الأمارات باتت مضطلعة بالملف اليمني في ظل انشغال المملكة العربية السعودية بقضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي وتداعياته المستمرة.
ووصل وزير الخارجية اليمني خالد اليماني إلى أبوظبي والتقى نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد، وذلك بعد أيام من وصول قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح للإمارات ولقائها بولي العهد أبوظبي محمد بن زايد، في أول لقاء يجمع الطرفين.
ويقيم في الإمارات نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح منذ سنوات، وسعت الإمارات إلى إحياء حزب المؤتمر الشعبي العام، بعد مقتل "صالح"، وإعادة إنتاج الحزب من خلال نجله، الذي استقبل مؤخرا بقية أشقائه بعد خروجهم من اليمن إثر وساطة عمانية مع الحوثيين.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" إن لقاء وزير الخارجية في الحكومة الشرعية خالد اليماني مع نظيره الإماراتي في العاصمة الإماراتية "أبوظبي" ناقش جهود استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، والجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للتوصل إلى حل سياسي يضمن تسليم المليشيات للأسلحة وانسحابها من المدن ومؤسسات الدولة.
أما حزب الإصلاح فقد أكد رئيس هيئته العليا أن اللقاء الذي جمعه بولي عهد أبوظبي بحث التطورات ومستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية وتبادلا وجهات النظر بشأن عدد من القضايا.
تأتي هذه التطورات في ظل انشغال المملكة العربية السعودية بقضية الصحفي جمال خاشقجي وتداعيتها، والتي استحوذت على جهودها الدبلوماسية والإعلامية والسياسية، بينما ظهر بوضوح النشاط الإماراتي في الملف اليمني، وانفتاح أبوظبي على حزب الإصلاح الذي ظلت تبادله العداء والاستعداء حتى وقت قريب.
اقرأ أيضا: لماذا فتح ولي عهد أبوظبي أبوابه لحزب الإصلاح ؟ (تحليل)
وتراجع الإعلام الإماراتي عن حدته الهجومية تجاه حزب الإصلاح بعد حملات إعلامية متواصلة كالت التهم للحزب، واعتبرته حليفا للحوثيين، وعائقا أمام نجاح التحالف في اليمن.
وسبق هذا التقارب إعلان نائب رئيس الدائرة الإعلامية في حزب الإصلاح عدنان العديني البراءة من قطر، واتهامها بدعم جماعة الحوثي وتأزيم الوضع في اليمن، والعمل ضد المصالح الخليجية، وهي ذاتها التهم التي كانت توجه لحزب الإصلاح من الجانب الإماراتي.
بالنسبة للإمارات فهي تعيش حالة من النشوة بعد اضطلاعها بهذا الدور، ووصف مستشار محمد بن زايد عبدالله عبدالخالق في تغريدة له أبوظبي أنها عاصمة القرارات المصيرية، وهو الوصف الذي كان يطلق على العاصمة السعودية "الرياض" باعتبارها الدولة الأكبر في مجلس التعاون الخليجي، وعٌرفت باحتضانها للعديد من الفرقاء، ورعاية الكثير من الاتفاقات السياسية.
اقرأ أيضا: زيارة قيادة الإصلاح للإمارات.. ترحيب وحذر وانتقادات
وظلت الرياض ممسكة بالملف اليمني، وتقود تحالفا عسكريا في اليمن، وتستضيف الحكومة اليمنية، وتلعب دورا بازرا ومؤثرا، فيما ظلت الإمارات تلعب دورا ثانويا في هذا الملف، رغم حضورها الواضح على الصعيد الميداني في اليمن.
وبانفتاح الإمارات على حزب الإصلاح والحكومة اليمنية تكون الإمارات قد أكملت حلقات التواصل مع مختلف الأطراف اليمنية، بعد احتضانها لتيار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، والقيادات الجنوبية التقليدية، وعائلة صالح، بالإضافة للقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام، التي وجدت من الإمارات ملاذا أخيرا لها.
ويأتي هذا الحراك الإماراتي في ظل دعوات لوقف الحرب في اليمن، والانخراط في طاولة المفاوضات السياسية، وهو ما يشير إلى وجود تحركات تستبق مسار التفاوض السياسي، وتهيئ لتطورات قادمة.
فهل سمحت الرياض لأبوظبي بلعب هذا الدور حتى تنتهي من أزمة خاشقجي، أم أن الإمارات تواصل تحقيق المكاسب وتعزيز حضورها في الوقت الذي تخسر فيه الرياض سمعتها الدولية ونفوذها الإقليمي أيضا؟