[ أطفال جرى طلائهم باللون الأخضر الذي يعممه الحوثيون عند احتفالهم بالمولد النبوي ]
أثار احتفال جماعة الحوثي بذكرى المولد النبوي في المحافظات الخاضعة لسيطرتها موجة غضب في أوساط اليمنيين على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويحتفل الحوثيون ببذخ في ذكرى المولد النبوي في ظل الوضع المعيشي الذي يعاني منه اليمنيون جراء انقلاب الجماعة على الدولة ونهبها الخزينة العامة للدولة.
ويأتي احتفال الحوثيين وسط تزايد تحذيرات الأمم المتحدة من المجاعة في اليمن، وأن 20 مليون من سكان البلاد معرضون للمجاعة.
ويعاني اليمن منذ نحو أربع سنوات حربا بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي من جهة، والحوثيين الذين يسيطرون على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014 من جهة أخرى.
وخلفت الحرب المستمرة أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان البلاد بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
الصحفي مصطفى الجبزي قال "لو تصرخوا حتى قبة السماء في إدانة الإنفاق السفيه الحوثي على احتفالات دينية بينما الناس بلا رواتب فلن ينظر لها الغرب إلا باعتبارها شأنا فلكلوريا وتظاهرة ثقافية فريدة من نوعها وقد تصبح مادة لتحقيقات ووثائقيات تلفزيونية".
ولم يكن هذا النوع من الاحتفال قائما من قبل في اليمن، وعاد للواجهة مع الانبعاث الحوثي وإسقاط الجماعة للشرعية في اليمن.
وتقوم جماعة الحوثي بإلزام طلاب المدارس بالحضور للاحتفال، كما خصصت أموالا طائلة بهذه المناسبة التي تعمل على إحيائها سنويا بشكل واسع، على مستوى الحكومة التي تديرها.
الكاتب الصحفي غمدان اليوسفي تساءل بالقول: "الحين النبي الذي يحتفلوا بعيد ميلاده هو النبي محمد الذي نعرفه وإلا واحد ثان؟".
أما الصحفي عدنان الراجحي ففال "الذي جده الرسول يحتفل ويتبرع ويصلح كعك ويرنج بيته بأخضر، أما أنا مواطن يمني حاف ولا حتى جدي الرسول".
الصحفية والناشطة فاطمة الأغبري علقت بالقول ساخرة: "بهذلوا بنا يا رسول الله، انتهكوا وطننا يا رسول الله، شردوا أبناء الوطن يا رسول الله، سفكوا الدماء يا رسول الله".
وألقى زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي كلمة دعا فيها المواطنين إلى الخروج غدا للاحتفال، ويستخدم الحوثيون بهذه المناسبة اللون الأخضر كتعبير عن الاحتفاء، وتملئ الشوارع برايات تحمل هذا اللون، وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورا لأطفال جرى تلوين وجوههم بهذا اللون في مناطق سيطرة الحوثيين.
وفي مقطوعة شعرية انتقد الباحث في الآثار عبدالله محسن تلك الرايات وتلوين الأطفال، ويقول فيها:
ابكي علينا يا رسول الله!
عرايا يا رسول الله
لا ملابس لنا
إلا طلاء ذكرى مولدك الكريم
جوعى يا نبي الله
لا طعام لنا
إلا ما تبقى من موائد المترفين
المتاجرين باسمك في كل زمان ومكان
أما الأديب والصحفي فتحي أبوالنصر فاكتفى بالتعليق عليها بالقول "من القطرنة إلى الخضرنة"، وهي إشارة لما عرف بالقطرنة التي اشتهرت إبان فترة حكم الآئمة، حين وجه أحد الأئمة الشعب بطلاء أجسادهم بمادة القطران.
وزير الإعلام في الحكومة الشرعية معمر الإرياني قال "المليشيا الحوثية تستغل مناسبة المولد النبوي لإيصال رسائل سياسية وعدائية وتحشد الناس بالترغيب والترهيب مستغلة جوع الناس وعوزهم، وتنفق أموال الشعب على فعالياتها الدخيلة على المجتمع عبر ترتيبها لإقامة اكثر من700 فعالية طائفية خصصت لها اكثر من65 مليار ريال".
أما الصحفي محمد سعيد الشرعبي قال "تحول المولد النبوي إلى عيدا سياسيا خاصا بجماعة الحوثي، وتتزايد سخرية اليمنيين من إصرار الجماعة على الانتساب إلى خاتم الأنبياء محمد رغم انحدار أسرهم إلى بقايا الفرس".
من جهته قال الكاتب الصحفي عامر الدميني "يحتفل المسيحيون بمولد عيسى ويرغمون العالم على احترام هذا اليوم الذي يحولونه ليوم سعيد في ذهنية الكبار والصغار، خال من العداء والكيد والتوحش والتسلط والعنجهية وحب الذات".
واضاف الدميني: "في اليمن جماعة حولت المولد النبوي إلى يوم للاستعراض والطائفية والنزق وكأن النبي ملكية خاصية لها وماركة مسجلة باسمها".
المحلل السياسي فيصل علي قال "في ذكرى مولده عليه الصلاة وحده وسلم علينا معرفة أن القبول بعودة الهاشمية السياسية لحكم اليمن بدعوى قرابة النبي لهؤلاء السفلة دليل على عدم فهم الإسلام الذي حرر الإنسان من الكهان والاصنام".
وأضاف علي: "هؤلاء سدنة الأصنام والقبور لا صلة لدينهم بدين محمد، ولا صلة لهم بفكره ورسالته الجامعة، وما جمعهم للأموال باسم مولده من فقراء الشعب إلا دليل على أنهم قطاع طرق وعصابات إرهابية".
وتابع: "النبي أولى بالاتباع، لم يحتفل بمولد ولا جمع التبرعات لتعليق الخرق الخضر"، في إشارة للرايات التي يرفعها الحوثيون بهذه المناسبة في الشوراع.
ويرى علي أن من المعيب في ذكرى النبي أن يدرج شخصه الكريم وهو رحمة الله للعالمين في الخلافات السياسية ذات الطابع النفعي، وأردف: "لو كان محمد مقدساً عند هذه الفرق والأحزاب والمذاهب لما استخدم اسمه وذكره فيما يفرق بين المسلمين.. تستطيعون الخلاف دون المساس بقدسية الرسول".