[ الحامدي وصل السعودية مؤخرا ]
أثار إعلان نائب وزير التربية والتعليم في حكومة الحوثيين بصنعاء عبدالله الحامدي ووصوله العاصمة السعودية الرياض موجة سخرية واسعة لدى اليمنيين على شبكات التواصل الاجتماعي، عقب تمكنه من الإفلات من جماعة الحوثي التي عمل معها نائبا لوزير التربية والتعليم، وهو المنصب الذي ظل فيه منذ سنوات.
وظهر الحامدي، وهو قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، وعضو لجنته الدائمة، في مقابلات صحفية بثتها قناتي الحدث والعربية، وقال "إن الحوثيين يسعون إلى تغيير الهوية اليمنية خصوصا عبر التربية والتعليم من خلال سيطرتهم على كافة الإدارات التربوية والتعليمية في المحافظات الخاضعة لهم".
جماعة الحوثي وصفت نائب وزير التربية في حكومتها بصنعاء عبدالله الحامدي بالخائن بعد هروبه من صنعاء وظهوره من على تلفزيون الحدث التابع للسعودية.
وهاجم بيان صادر عن مدير الشئون القانونية بوزارة التربية والتعليم بصنعاء عبدالوهاب الخيل ظهور الحامدي في وسائل الإعلام السعودية، وتأييده لما يصفوه بالعدوان.
وتطرق البيان لكيفية خروج الحامدي من اليمن، وقال بأنه استغل ثقة عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة، بعد تقدمه بطلب للإذن له بالسفر إلى الخارج لغرض علاج عينيه التي تعاني من مياه زرقاء في الشبكية، وحصوله على الأموال كمساعدة من قبل الحوثيين.
انتهازية
وفي السياق علق الصحفي والناشط الحقوقي محمد الأحمدي، قائلا: "يقاتل مع الحوثي أربع سنوات ويوم وخمس ساعات وأربعين دقيقة حتى تنفد الذخيرة ويستنفد كل قوته ومقدراته وإمكانياته في خدمة الإمامة، ثم يطير إلى موقعه المحجوز في الشرعية وتستقبله الحكومة السعودية بالأحضان والأموال ويطلع في قناة العربية من أجل يقول لنا إن الحوثي مش مليح".
وأضاف الأحمدي: "ليس هذا فحسب، لكن سرعان ما ينصب نفسه قاضيا يوزع الاتهامات والأحكام الجاهزة بحق الرجال الأبطال الموجودين في كل الميادين، منذ أربع سنوات يبذلون النفس والنفيس والذين ما وجدوا كلمة شكر، ولا هم ينتظرون كلمة شكر أصلا".
تقلب مستمر
الكاتب الصحفي عامر الدميني، تحدث عن فساد الحامدي وتنقله في مؤسسات الدولة من عهد صالح حتى فترة الحوثي وقال "كان الحامدي يعمل في الصحة واسألوا مستشفيات وصيدليات أمانة العاصمة عنه، وكان مديرا للمستشفى الجمهوري بصنعاء وارجعوا لتقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لتعرفوا كيف أدار المستشفى".
وأضاف: "بقدرة قادر نقله علي عبدالله صالح من الصحة إلى التربية والتعليم، وتعين نائبا للوزير، وظل في نفس المكان في عهد الحوثي، وكان قبلها ناصريا". مشيرا إلى ان الحامدي ترك الناصري وذهب للمؤتمر، ووقعت حينها "شرشحة طويلة عريضة عليه وارجعوا لصحف الثوري والوحدوي".
وتابع: "ثم ترك صالح وبقى مع الحوثيين واشتغل بطيبة نفس معهم، من إقالة الموظفين في التربية وفصلهم إلى تغيير المناهج والتسبيح بحمد السيد، ثم ترك الحوثي وهرب للرياض وانضم للشرعية وجوقة المؤتمر بالطبع".
وقال الدميني ساخرا "اليوم ظهر وطنيا غيورا يبكي على التربية والتعليم"، مضيفا: "هكذا هي سياسة القفز من فوق المركب التي يجيدها البعض في كل محطة وفي كل منعطف".
شاقي لدى الحوثي
الإعلامي محمد الضبياني، قال "يحدث أن تحتفي بعض المواقع والقنوات الصفراء بانشقاق قيادي حوثي يدعى عبدالله الحامدي، شارك بإخلاص في تدمير بنية التعليم في اليمن وسلم مليشيا الحوثي وزارة التعليم ووثائقها، وعمل على تجريف منظومة التعليم والمناهج وإحلال السلاليين الحوثيين بدلا عن الكفاءات الوطنية والتربوية".
أما الصحفي همدان العليي، فسخر من تداول وسائل الإعلام خبر انشقاق مسؤول حوثي وقال "عناوين المواقع الإخبارية اليوم تتحدث عن "انشقاق مسؤول حوثي كبير، أشوف وإنه عبدالله الحامدي".
وأضاف: "يا جماعة هذا شاقي عند الحوثيين، لا مسؤول كبير ولا قيادي عظيم، يكفي تضليل وكذب على الناس" مشيرا إلى أن الحامدي شخص عادي، عمل لصالح الحوثيين بكل جد واجتهاد، وعندما استغنت الجماعة عن خدماته سافر السعودية.
ازدراء
فيما الناشط رياض الدبعي، قال "الازدراء والعقاب المجتمعي مهم في هذه المرحلة لأشخاص مثل عبدالله الحامدى"، لافتا إلى أنه شخص خدم الانقلاب أربع سنوات بكل قوته وخبرته"، وأضاف: "مطلوب من الشرعية أن ترُكن هؤلاء الأشخاص على جنب، حتى يشعروا بالندم ولو قليلاً".
وقال الصحفي أحمد البكاري "عبدالله الحامدي نائب وزير التربية خدم الانقلابيين منذ أربع سنوات، فكر الآن ينشق وراح الرياض عند هادي". مضيفا "وهادي طبعا لن يقصر معه بيمنحه منصب وزير التعليم العالي، أو حتى بيستحدث له أي منصب رفيع، كمنصب نائب رئيس الوزراء لشؤون التعليم، كغيره".
وتابع: "مكافأة من خدم المليشيا بكل إخلاص، أمر ضروري عند هادي".
عمل مع المليشيا
أما الناشط الحقوقي محمد المقرمي فهاجم الحامدي، وقال إنه كان مسؤؤلا عن حصار مدينة تعز لصالح جماعة الحوثي، ومسؤولا عن توزيع الإغاثة عبر برنامج الغذاء العالمي، ومنع دخول 200 شاحنة غذائية لمدينة تعز عندما كان في صف الحوثيين، ورفع بالعديد من التقارير للمنظمات الدولية والأمم المتحدة عن الوضع في تعز، كما وصف الحصار عليها بالأكذوبة.
وأضاف المقرمي: إن نسيت لك الشرعية كل مآزرتك للمليشيات، وإن غفر لك السياسيون ثق بأننا لن ننسى بأنك تاجرت بتعز في لحظة زمنية فارقة.
الصحفي المقرب من الحوثيين صلاح الدكاك فعلق على الحامدي "قد فعلها كثيرون قبلك، وأنت لم تكن أعلى شأنا من عبدالحليم خدام ورياض حجاب وهادي قبل أن تنزلق هارباً إلى مستنقع الارتزاق الصريح، كما أن الوطن لم يخسر بنقصانك سوى بقعة طهرت منها رماله".
إلى ذلك نشر ناشطون مقربون من جماعة الحوثي أحكاما قضائية سابقة قالوا إنها صدرت بحق الحامدي، ومنها حكم قضائي في فساد بوزارة الصحة، ووثيقة أخرى تطالب بتسديد الأموال التي عليه لوزارة الأوقاف في صنعاء.
وكان ناشطون على موقع فيسبوك أعادوا نشر الكثير من منشورات الحامدي إبان عمله مع الحوثيين، والتي اتهم فيها من ساندوا التحالف العربي بالاسترزاق والعمالة، مذكرين بموقفه الراهن بعد وصوله الرياض.
كما أعاد ناشطون نشر التوجيهات والخطابات التي وجه بها الحامدي لصالح جماعة الحوثي، والتي بموجبها تم فصل الكثير من العاملين في التربية من وظائفهم.