[ اندلعت مظاهر الاحتجاج في أكثر من محافظة ]
لا تزال الاحتجاجات الشعبية في المحافظات الجنوبية التي رافقتها أعمال شغب، واندلعت على خلفية انهيار العملة الوطنية، وما تبعها من تداعيات أضرت بالحالة المعيشية للمواطنين، مستمرة وتتسع رقعتها بعد دخول المجلس الانتقالي الجنوبي - المدعوم إمارتيا- على الخط ودعوته لتظاهرات في معظم المدن الجنوبية.
ولوحظ أن الاحتجاجات في بدايتها بدت عليها صفة العفوية، إذ خرج مواطنون غاضبون من تدهور الأوضاع المعيشية، وتدهور قيمة العملة الوطنية التي انعكست بدورها على ارتفاع جنوني في الأسعار إلى الشوارع للاحتجاج.
ولاحقا كان واضحا اتجاهها نحو دول التحالف العربي والشرعية، وخصوصا الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية اللتين هتف المحتجون برحيلهما، ومزق آخرون صور قادتها.
وبعد أيام من احتجاجات شعبية في بعض المدن الجنوبية، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي انضمامه إلى حركة الاحتجاج، ودعا لتظاهرات في معظم المحافظات الجنوبية احتجاجا على عدم إشراكه في مفاوضات جنيف، ولم ينس تأييده للمطالب الاحتجاجية للمواطنين المتمثلة في المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، وزاد عليها مطالبه القديمة المتمثلة بإسقاط الحكومة الشرعية.
ركوب موجة
الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبدالرقيب الهدياني قال إن الأحداث الجارية في المحافظات الجنوبية المحررة ناتجة عن حالة سخط شعبي مبرر من قبل المواطنين نتيجة الأوضاع الصعبة وانهيار قيمة العملة.
وأوضح الهدياني في حديث خاص للموقع بوست أن هناك أيضا تصعيدا مسيسا، مشيرا إلى وجود جهات سياسية، تحاول أن تركب هذه الاحتجاجات، وتوجه رسائلها الخاصة بها وتطويع الشارع لتحقيق مكاسب معينة.
وعن الجهات التي تحاول ركب الاحتجاجات قال الهدياني إن الإمارات العربية المتحدة، لديها اجندة تريد من خلالها الضغط على الحكومة، وإن المجلس الانتقالي الذي قال إنه أداة الإمارات، وأعلن تأييده وتبنيه لهذه الفعاليات، يحاول أن يركب تلك الموجة ويطوعها لصالحه، مضيفا: لديه هو مشكلات ومطالب، منها أنه لم يحقق أي نجاحات سياسية تذكر، وذكر منها الذهاب إلى جنيف أو العودة إلى الحكومة عبر مساعيه لإسقاطها والدخول فيها كشريك، وبالتالي - بحسب الهدياني - فالانتقالي اليوم يستخدم هذه الورقة كنوع من الشغب حتى ُيلتفت إليه.
وعبر الهدياني عن اعتقاده بانه ينبغي أن يلخص المشهد الموجود في المحافظات الجنوبية المحررة، باعتبار ما يحصل هو نتاج طبيعي وحصاد لتعامل التحالف والإمارات تحديدا وتغاضي المملكة العربية السعودية على ممارساتها، التي قال إنها عملت على تقويض الدولة، وإسقاط المؤسسات الحكومية، والاعتماد على المليشيات التي صنعتها الإمارات، و تدير المحافظات المحررة عبرها.
واختتم الهدياني حديثه للموقع بوست بالقول إن ما يحدث هو نتيجة طبيعية كون المليشيات لا يمكن أن تحقق الأمن والاستقرار، ولا يمكن أن تحفظ للتحالف نفسه تضحياته وجهوده، مدللا على ذلك بما تشهده المدن الجنوبية، وهي تحرق صور قادة التحالف، و تهتف ضدها.
وبين أن هذه خطيئة كبرى، ما كان يجب أن تحصل لو أن دول التحالف، تتعامل مع مؤسسات الدولة، ومع الحكومة الشرعية تعامل شراكة، ولولا ذلك لما وصلنا إلى هذا الحال، على حد قوله.
استهداف للشرعية
الباحث والمحلل السياسي نبيل البكيري بدوره عبر عن اعتقاده بأن جزءا من هذه التحركات، بغض النظر عن الأوضاع الاقتصادية والأمنية، التي قال إنها جزء من هذه الدوافع، موضحا أن نسبة كبيرة جدا من الدوافع سياسية، وقال إنها واضحة جدا.
وأضاف في حديث خاص للموقع بوست أنها مدفوعة من قبل أطراف في التحالف العربي، مبينا أنها تستهدف الشرعية بدوافع سياسية لإذابة ما بقى من صورة للشرعية من الوجود، في المناطق الجنوبية، وذلك من خلال تحريك أدواتها في المحافظات الجنوبية، من المجلس الانتقالي والأحزمة الأمنية.
واختتم البكيري حديثه للموقع بوست بالإشارة إلى أن خطورة مثل هذا الاشتغال أنه لا يستند إلى وقائع يمكن السيطرة عليها، وبالتالي - بحسب البكيري- قد يبدو في البداية القدرة على السيطرة عليها لكن في النهاية لا يمكن السيطرة عليها فهي احتجاجات شعبية عامة ومنفلتة.