[ تسعى مليشيات الحوثي للدخول في مفاوضات مع السعودية ]
تسعى جماعة الحوثي للدخول في مفاوضات قادمة مع المملكة العربية السعودية، ومتجاوزة بذلك الحكومة الممثل الشرعي الوحيد لليمن.
وقالت الحكومة التابعة للحوثيين في صنعاء (غير معترف بها دوليا)، إن المعادلة الحقيقية لأي مفاوضات قادمة ينبغي أن تكون بين طرف صنعاء في إشارة لجماعتهم، وبين السعودية والإمارات والأطراف التي تتبعهم.
وذكرت أن الحل الشامل في اليمن مرتبط بالحل الإقليمي، معتبرة أن هذا يمثل عامل مهم لتحقيق السلام والأمن في البلاد.
ارتباط القرار الحوثي بإيران
في تفسيره لذلك التوجه، رأى الصحفي كمال حيدرة أن ذلك يشير بوضوح إلى ارتباط قرار المليشيات الحوثية بقرار إيران التي تدعمهم، وهو كذلك إيحاء أن بوسعهم تقديم بعض التنازلات للرياض.
وتوقع في تصريحه لـ"الموقع بوست" ألا تكون السعودية متحمسة لتلك الدعوة، التي هي ليست بالجديدة، وكان يطرحها مرارا الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح منذ بداية التدخل العربي.
وأضاف "تدرك السعودية أنه ليس بوسعها المضي قدما في خيار كهذا، إذ إن أقصى ما يمكن أن تحققه منه هو التهدئة على الحدود، وهذا أمر أعتقد أنها قد تجاوزته مع دخول قوات يمنية لأطراف صعدة وانتشارها كقوات فصل بين الجانبين على الحدود".
واستطرد حيدرة "المجتمع الدولي وعلى الرغم من أنه يطرح في كثير من الأحيان صيغ سيئة لحل الأزمة اليمنية، إلا أنه لا يراها كحرب بين الحوثيين والسعودية، بل يراها كمشكلة يمنية أولا، وبالتالي سيدعم حلا يمنيا بشكل أساسي".
وتابع "إذا ما كان هناك من داعٍ لحوار بين السعودية وجماعة الحوثي، فإن المجتمع الدولي قد يدعم هذا كمسار منفصل لتدعيم الحل الشامل، وفقا للمقترحات المطروحة التي تتعامل مع السلطة الشرعية ومليشيا الحوثي كطرفين متساويين في الشرعية بحكم الأمر الواقع".
ضغط حوثي
وتهاجم جماعة الحوثي المملكة العربية السعودية بالصواريخ بشكل متقطع، كما تخوض معارك عنيفة على الحدود بين البلدين.
تكثف تلك الجماعة الهجمات ضد المملكة قُبيل جولات المشاورات، في محاولة للضغط عليها، والدخول بمفاوضات أخرى مع الرياض، بغية التفرغ للقتال ضد اليمنيين، كما يقول مراقبون.
مشاورات قادمة
وخلال الشهر المقبل من المتوقع أن تبدأ جولة مشاورات جديدة في سويسرا. وتقول حكومة الحوثيين إن صدق النوايا والرغبة الحقيقية لجميع الأطراف في التوصل إلى حل هو المفتاح الحقيقي للوصول إلى السلام المنشود.
كما تؤكد أن وقف ما تصفه بالعدوان (في إشارة إلى التحالف) ورفع الحصار والعمليات العسكرية يعد من العوامل الجوهرية لتمهيد الطريق أمام نجاح أي جولة مشاورات أو مفاوضات وبالتالي الوصول إلى تسوية سياسية قادمة.
من جهتها تتطلع الحكومة اليمنية إلى إطلاق سراح جميع أسرى الحرب، خلال مشاورات جنيف المرتقبة.
ودخلت اليمن في حرب شرسة بعد انقلاب سبتمبر/أيلول 2014، أدت إلى تدخل التحالف العربي في البلاد، ومقتل وجرح آلاف اليمنيين. فيما توقفت المشاورات منذ العام 2016.