[ لاجئين يمنيين في جيبوتي ]
في اليمن، سواء كنت سياسيا أو ناشطا أو حتى مواطنا عاديا، فقد تجد نفسك مضطرا للجوء في أية لحظة، بعد انقلاب سبتمبر/أيلول 2014، الذي أدى إلى تغيير شبه جذري في حياة أبناء البلاد نتيجة لاندلاع الحرب.
أسامة الشرعبي تخرج من كلية الطب بجامعة صنعاء عام 2013، كان يعتقد أن الحياة ستفتح له الكثير من الأبواب، لكن ما حدث بعد ذلك هو العكس فقد أغلقت جميع الطرق أمامه.
يؤكد لـ"الموقع بوست" أنه فكر كثيرا عقب ذلك بطلب اللجوء إلى كندا، وكان متفائلا لأنه يحمل شهادة طبيب، وستكون فرصة حصوله على فرص عمل خارج البلاد جيدة.
لم يكن الشرعبي وحده الذي قدم طلب لجوء إلى بلدان أخرى، فهو واحد من بين 321 ألف نازح موزعين على عدد من الدول، بحسب تقرير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين.
وتحتفل مختلف الدول باليوم العالمي للاجئين الذي صادف يوم أمس 20 حزيران/يونيو من كل عام، وذلك للفت الأنظار إلى معاناتهم، وتقديم الدعم لهم في بلدان اللجوء.
قدَّم الشرعبي طلب اللجوء عبر الإنترنت، واستغرق بعض الوقت، إلى أن تمكن من السفر عقب ذلك، لكنه واجه العديد من المشكلات منها عدم قدرته على التحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة، واستغراق السفر لبضعة أيام، فضلا عن حاجته للعيش بين أسرته وللاستقرار الروحي في بلده.
ارتفاع عدد اللاجئين
ترتفع بشكل مستمر أعداد اليمنيين الذين يسعون للجوء خارج البلاد لأسباب سياسية أو إنسانية بالتزايد، وهو ما دعا النائبة السويدية في البرلمان الأوروبي سيسيليا ويكستروم، بالمطالبة بالإسراع في إيجاد حل للأزمة اليمنية، لتجنب موجة من اللاجئين إلى أوروبا كتلك التي حصلت في عام 2015.
وقالت في مقال لها نشر في صحيفة يوتبوري بوستن، إنه حتى الآن لم يصل الكثير من اليمنيين إلى حدود الاتحاد الأوروبي، ويرجع ذلك جزئيا إلى نقص الموارد المتاحة للسكان لضمان وصولهم إلى أوروبا.
وتتحدث بعض الإحصائيات عن وجود قرابة 10400 لاجئ يمني في الأردن، يعيش البعض منهم ظروفا مأساوية نتيجة لعدم حصولهم على أي مساعدات طبية أو غذائية.
فيما ذكرت مؤخرا صحيفة كوريا تايمز عن تقديم 130 لاجئا يمنيا بطلب لجوء للسلطات الكورية الجنوبية منذ مايو/أيار الفائت، مشيرة إلى وصول 90 يمنيا لجزيرة جيجو خلال شهر أبريل/نيسان من العام الجاري.
استضافة اللاجئين
تشير الإحصائيات إلى أن اليمن ليست مصدرة للاجئين فحسب، بل هي كذلك مستضيفة للمئات منهم برغم الحرب التي دخلت عامها الرابع.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، وصل عدد اللاجئين إلى اليمن من دول القرن الأفريقي، إلى قرابة ربع مليون شخص، بواقع (65,000) لاجئ عام 2013، و (91,500) لاجئ عام 2014، و (92,446) لاجئ العام 2015. كان معظمهم من دولة أثيوبيا، التي تمر بظروف اقتصادية ومعيشية صعبة.
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين -في وقت سابق- حذرت من استمرار تدفق اللاجئين الوافدين إلى اليمن من بلدان في القرن الإفريقي، وقالت ""اختار أكثر من 117 ألف شخص العبور من القرن الإفريقي إلى هذا البلد (اليمن)، العام الماضي، وخاطروا بحياتهم على أيدي المهربين".
يعود ذلك وفق المفوضية إلى أن "معظم اللاجئين يتجهون إلى اليمن على أمل استخدامه كنقطة عبور لمواصلة الطريق نحو دول الخليج أو حتى أوروبا بحثا عن فرصة عمل أو اللجوء".
يتعرض أولئك بحسب المفوضية إلى ابتزاز وإتجار وترحيل واعتقال وقتل وإعادة قسرية إلى بلدانهم من قِبل المهربين، وذلك نتيجة استمرار الصراع وانعدام الأمن، في اليمن الذي هو البلد الوحيد في شبه الجزيرة العربية الذي وقع على اتفاقية اللاجئين وبروتوكولها.
في الوقت ذاته يقابل لجوء البعض إلى اليمن، عملية عودة للاجئين أفارقة إلى بلدانهم، بعد أن تشابهت ظروف الحياة في بلدان اللجوء وأوطانهم.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين والنازحين في العالم قفز إلى 68.5 مليون شخص العام الماضي، مسجلاً بذلك ارتفاعاً جديداً للعام الخامس على التوالي. وارتفع العدد بنسبة 4.6% في عام 2017 مقارنة بالعام السابق له.
وبحسب بيانات المفوضية، فإن الدول الرئيسية المستضيفة للاجئين في عام 2017، كانت تركيا وباكستان وأوغندا ولبنان وإيران ثم ألمانيا.
وبدأ الاحتفال باليوم العالمي للجوء في العام 2001، بعد إقراره من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2000.
وتستمر أعداد اللاجئين بالارتفاع، نتيجة لاستمرار الحرب في اليمن التي أدت إلى تدمير البنية التحتية، وانعدام الأمن والاستقرار، والانهيار الاقتصادي.