[ نفذ الطلاب اليمنيون اعتصامات في أكثر من دولة ]
يوم بعد آخر، تتفاقم معاناة الطلاب اليمنيين المبتعثين في الخارج، في ظل استمرار انقطاع مستحقاتهم، التي أدت إلى توقف البعض عن الدراسة، أو العمل في محاولة للإيفاء بالتزاماتهم المادية.
وقبل أيام وجهت بعض الجامعات الماليزية رسائل إنذار للطلاب الملتحقين بها، لعدم سدادهم الرسوم الدراسية للعام المنصرم.
واضطر الطلاب للاعتصام يوما بعد آخر في ماليزيا، للمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة، لكن دون جدوى، برغم تصريحات رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر التي كثيرا ما يوجه فيها بصرف مخصصات الطلاب المبتعثين.
وطالبوا في بيان صادر عن الاتحاد العام للطلاب اليمنيين في ماليزيا، في الثامن عشر من الشهر الجاري، الأمم المتحدة بالضغط على الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي لوضع حل نهائي لمعاناة آلاف الطلاب اليمنيين المبتعثين في الخارج، ومئات الخريجين العالقين في دول الابتعاث.
وعبروا عن أسفهم لتأخر صرف مستحقاتهم، وحملوا الحكومة الشرعية المسؤولية القانونية والاخلاقية عن الأضرار المادية والنفسية التي نجمت عن ذلك.
وتتبادل بعض الأطراف الموالية للشرعية والأخرى المؤيدة لمليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، الاتهامات بشأن التقصير في تسليم مستحقات الطلاب المبتعثين، لكن ذلك لم يخفف من معاناتهم التي تتعاظم بشكل مستمر، وتقضي على أحلام كثير من الطلاب.
ظروف قاسية
تضرر وضع الطلاب المبتعثين كثيرا، واضطر العديد منهم للعمل من أجل دفع تكاليف دراستهم ومعيشتهم هناك، وفوق ذلك يساعدون أسرهم داخل البلاد بعد أن تضررت جراء الأزمة المتفاقمة.
تأخر صرف مستحقات الطلاب المبتعثين، جعل الطالب أحمد المخلافي المبتعث في دولة ألمانيا، يعاني كثيرا بسبب غلاء المعيشة هناك من إيجار وتأمين صحي ورسوم دراسية وغيره.
وبيَّن لـ"الموقع بوست" أن بعض الطلاب قادرين على العمل، لكن الكثير منهم لا يستطيعون فعل ذلك، لأن بعض المدن في ألمانيا لا تتوفر فيها فرص عمل.
وبحسب المخلافي يضطر كثير من الطلاب للسفر إلى مدن أخرى من أجل العمل فيها، ويؤثر ذلك سلبا على تحصيلهم الدراسي بشكل كبير.
وتحدث عن الصعوبات الأخرى التي تواجه الطالب الجديد الذي لا يستطيع العمل، بسبب عدم إتقانه للغة الألمانية، أو عدم حصوله على ترخيص العمل أثناء فترة الدراسة، مطالبا الحكومة بالالتفات إلى معاناتهم ليتمكنوا من إكمال دراستهم.
مأساة متصاعدة
الطالب محمد الزريقي الذي يدرس في دولة ألمانيا، نقل معاناة زملائه المبتعثين في الخارج، وتحدث عن تقصير سفارة بلادنا والحكومة معهم.
وذكر لـ"الموقع بوست" أنهم كلما تأخروا في دفع المبالغ المخصصة للسكن أو التأمين الصحي، يتضاعف المبلغ عليهم، وإن لم يدفعوه يتم طردهم من السكن.
وأكد الزريقي أن الحكومة اليمنية إن قامت بتخصيص مساعدات للطلاب اليمنيين في الخارج، فإن ذلك سيخفف من معاناتهم سواء الطلاب المبتعثين أو الذين يدرسون على حسابهم الشخصي.
ولفت إلى صعوبة الوضع الذي بات يعيشه حتى الطلاب الذين تتمتع أسرهم بدخل متوسط، بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية داخل البلاد، التي أدت إلى ارتفاع الأسعار، وزيادة نسبة البطالة بعد أن غلقت عديد من القطاعات الخاصة والعامة أبوابها.
ويقارن بين وضع الطالب اليمني في الخارج، الذي يضطر للعمل ليوفر أبسط احتياجاته، والطلاب الآخرين الذين يعملون لتحسين أوضاعهم أكثر فقط.
ونوَّه إلى أن المعاناة تتضاعف كلما طالت فترة عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية، مؤكدا أن وضعهم سيتعقد أكثر إن لم تمد الحكومة يد المساعدة لهم.
التخلي عن المسؤولية
وعقب انقلاب سبتمبر/أيلول 2014 ازداد وضع الطلاب المبتعثين سواء، بعد إغلاق كثير من السفارات لأبوابها، ونهب مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية للبنك، وعدم تسليمهم مستحقاتهم، لتستمر المأساة حتى بعد أن تم نقل البنك إلى العاصمة المؤقتة عدن في سبتمبر/أيلول 2016.
واعتبر الصحافي عدنان هاشم مأساة الطلاب اليمنيين في الخارج بأنها كارثة أخلاقية وإنسانية للحكومة اليمنية.
وفي معرض حديثه مع "الموقع بوست" تطرق إلى الوضع الصعب الذي يعيشه الطلاب، وقال "إنهم خارج بلادهم، لا يمتلكون مصدر دخل أو قدرة على تسيير أمورهم المعيشية، دون وجود منحهم المقررة".
وتابع "ليست مشكلتهم الأزمات الاقتصادية أو السياسية أو انقسام البنك المركزي، مشكلتهم أن هناك حكومة معترف بها دولياً ترفض تسليم مستحقاتهم المالية".
وحمَّل الحكومة الشرعية مسؤولة ما يحدث لأولئك الطلاب، وحث الطلاب على رفع قضايا خارجية لمحاكمة أي مسؤول يمني يطأ أراضي تلك الدول، وذلك لتخليهم عن رعاياهم بطريقة وصفها بـ"البشعة".
ويعيش اليمنيون وضعا اقتصاديا صعبا في ظل الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عامين، أدت إلى تدهور مختلِف مناحي الحياة في البلاد، خاصة بعد توقف صرف مرتبات موظفي الدولة.