[ تظاهرة سابقة مؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي - أرشيفية ]
منذ إعلانه قبيل شهر في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي اليمن، فشل المجلس الانتقالي الجنوبي، المعلن بقيادة محافظ عدن المقال اللواء عيدروس الزبيدي، ووزير الدولة المقال والمحال إلى التحقيق هاني بن بريك، في عقد أول اجتماع له.
فشل المجلس في عقد أول اجتماع له يأتي بعد توالي تصريحات عدد من أعضائه، بإعلان موعد عقده في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت الاثنين قبل الماضي.
وظهر نائب رئيس المجلس الشيخ هاني بن بريك مهاجما من يتحدثون عن تأجيل المجلس لعقد اجتماعه، واصفا من يتحدثون عن ذلك بـ"الطراطير".
لماذا الاجتماع؟
تعددت توضيحات أعضاء المجلس عن أهم الملفات التي ستناقشها الهيئة العليا للمجلس في اجتماعها، وكان أوضح تلك التصريحات ما أفصح عن بعضها عضو المجلس أحمد بامعلم.
وبدا واضحا من خلال حديث عضو المجلس بامعلم أن خطوة المجلس القادمة هي استكمال ما كان قد أعلن عنه المجلس حين إشهاره، حيث أوضح أن مهمته تمثيل وإدارة الحنوب، وهو ما اعتبره مراقبون انقلابا صريحا على الشرعية، وعبرت الرئاسة اليمنية عن رفضها لهذه الخطوة واعتبرتها تتعارض مع المرجعيات الثلاث في حينها.
بامعلم أوضح أن الاجتماع سيقر خلال جلساته الإجراءت والآليات لاستكمال تشكيل هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي، وتوزيع المهام بين أعضاء هيئة الرئاسة.
وأضاف بامعلم أن الاجتماع سيقر نظاما أساسيا ورؤية مسار المجلس اللذين سيكونان بمثابة دستور للجنوب العربي، للتعامل بهما في كافة الأصعدة المحلية والخارجية في المرحلة الحالية التي يعيش فيها الجنوب مرحلة انتقالية تهيئ للاستقلال التام عن الجمهورية اليمنية، على حد قوله.
وأردف قائلاً إن هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي التي سيضع اجتماع المكلا اللبنة الرئيسية لها ستعمل على إدارة كافة ملفات الخدمات في الجنوب، كالكهرباء والمياه والاتصالات والنفط والجمارك والضرائب، وكافة الموارد المالية، بعيداً عن حكومتي علي عبدالله صالح في صنعاء وعلي محسن الأحمر في مأرب، بحسب وصفه.
المملكة على الخط
عقب تصريحات محافظ حضرموت عضو هيئة رئاسة المجلس اللواء أحمد بابريك بتحديد موعد اجتماع المجلس بمدينة المكلا، قامت المملكة العربية السعودية بإستدعائه بمعية محافظ سقطرى.
وحتى اللحظة لا يزال محافظ حضرموت في الرياض، وهو الأمر الذي دفع مراقبين للتأكيد على أن الاستدعاء أتى على خلفية عزم المجلس عقد أول اجتماعاته.
الزبيدي يحسم الجدل
تصاعد الجدل والتأجيل المتكرر لانعقاد اجتماع المجلس دفع رئيس المجلس اللواء عيدروس الزبيدي للتوضيح.
حيث قال الزبيدي في تصريح صحفي وزع لوسائل الإعلام مطلع الأسبوع الجاري، إن هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ستباشر عقب اجتماعها القادم بعد إقرار خطة المجلس ونظامه الأساسي واللوائح المنظمة لعمل الهيئات وفقا لما جاء في "إعلان عدن التاريخي".
وأوضح أن تأجيل اجتماع المجلس الذي كان مقررا انعقاده الأسبوع الماضي في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت كان نتيجة ظروف تتعلق بالترتيب للاجتماع ولضمان حضور كامل أعضاء المجلس المتواجدين في الداخل والخارج وفي أكثر من بلد.
وبين أن المجلس سيعقد اجتماعه بعد الانتهاء من كامل الترتيبات لذلك عقب إجازة عيد الفطر المبارك.
ضغوطات وراء التأجيل
وعقب تصريح رئيس المجلس يعتقد صلاح السقلدي (ناشط وإعلامي جنوبي) أن تأجيل انعقاد الجلسة الأولى للمجلس لم تكن نتيجة للأسباب التي ساقها اللواء عيدروس.
ويشير السقلدي إلى أن ثمة ضغوطات خارجية مورست على المجلس لثنيه عن ذلك.
وأوضح في سياق حديثه لـ"الموقع بوست" أن هذه الضغوطات لم تمارس فقط من قبل حكومة الرئيس هادي فقط، بل من قبل السعودية ذاتها، فهي لا ترى في هذا المجلس إلا عقبة كأداء أمام مشروعها باليمن وبالحرب تحديدا.
وتابع السقلدي "الرياض لا تنظر إلى القضية الجنوبية إلا كقضية يمينة ضمن ملف مفعم بالقضايا المتعددة، وبالتالي فهي ترى في أي خطوة جنوبية منفردة تقويضا لدورها باليمن واستفزازا لشركائها الشماليين التي هي في حاجة لهم بحربها المتعثرة في اليمن، الذين يوجسون خيفة وقلقا من انفصال الجنوب، ومن أي دعم أو صمت سعودي حيال ذلك".
ولا يستبعد السقلدي أن تظل الضغوطات موجودة على المجلس وإن تم تخفيفها والسماح له بالانعقاد، فلن يكون ذلك إلا بشروط والتزامات من أعضاء المجلس، أو على الأقل من رئيسه ونائبه يلتزمان بأن لا يذهب المجلس بخطابه السياسي خارج مماس الدائرة الخليجية والسعودية، على وجه الخصوص.
وبرغم ما يقال أن الإمارات تساند المجلس لكن هذه المساندة -كما يقول السقلدي- لن تكون بديلة عن العلاقة التاريخية الإستراتيجية مع السعودية ولو حتى بالشأن اليمني.
ويختتم السقلدي حديثه بالإشارة إلى ما أسماه بالدور السلبي الذي لعبه بعض الجنوبيين في عرقلة عقد جلسة هذا المجلس وخصوصا الجنوبيين الذين لهم مصالح شخصية مع حكومة هادي ويرون بأن هذا المجلس إذا ما تمكن من تثبيت نفسه بالساحة قد يكون سببا في إزالة نعمتهم هذه.
أصل الإشكال
أما الكاتب والسياسي الجنوبي عبدالرقيب الهدياني فيرى أن أصل الإشكال في موضوع ما يسمى بالمجلس الانتقالي، هو بين الإمارات من جهة والرئيس هادي والحكومة الشرعية من جهة أخرى، ويعلل ذلك بسبب إدارة عدن والمحافظات المحررة، وترتيبات وطموحات تنوي دولة الإمارات تحقيقها في عدن وجزيرتي سقطرى وميون.
ويضيف الهدياني في حديثه لـ"الموقع بوست" أن المجلس الانتقالي واحد من أوراق الصغط التي تستخدمها أبوظبي للتثبيت طموحاتها المذكورة.
وأضاف الهدياني أن المجلس أشبه بأطرش في زفة وسيجري التخلي عنه عند أقرب اتفاق قادم.
ويرى الهدياني في فشل المجلس في عقد اجتماعه في المكلا والذي يقول بأنه أتى بعد اعتراض سعودي تأكيدا على صحة ما يقول.
وتابع "ظهرت قيادة وأعضاء المجلس خائبين ليس لهم من الأمر شيء، وغير قادرين حتى مصارحة الرأي العام عن الأسباب الحقيقة لفشل الاجتماع أو تحديد موعد بديل له".
ضغط سعودي
الناشطة الجنوبية السياسية سهى طارق ترى أن فشل أول اجتماع للمجلس كان بضغط خليجي لاسيما السعودية.
تضيف سهى في حديثها لـ"الموقع بوست" أنه "طالما كانت بنية المجلس على أساس الداعمين، والمصلحة المادية".
وتعتقد سهى أنه في الأيام المقبلة سيزول المجلس بزوال المؤثر، مشيرة إلى أن إرهاصات الفشل قد تبدت من خلال تصريح محافظ حضرموت الأخير.