استقبلت مستشفيات تعز العشرات من حالات الإصابة بوباء الكوليرا، سواء داخل المدينة أو في ضواحيها.
 
وقالت مصادر صحية إن عددا من الوفيات سجلت في مستشفيات الريف الشمالي، نظرا لشحة الأدوية والإمكانات لوحدات الريف الصحية.
 
واجتاح وباء الكوليرا خلال الأسابيع الماضية مديرية شرعب شمال تعز، حيث سجلت عشرات الإصابات وعدد من الوفيات.
 
يذكر أن مديرية شرعب هي المديرية الوحيدة التي لم تصلها الحرب التي اندلعت في تعز منذ أكثر من عامين، غير أن مرض الكوليرا أبى إلا أن يحضر.
 
وتعاني مناطق الريف عموما من نقص في المعونات الطبية والكوادر المؤهلة، في ظل غياب تام للمنظمات الإنسانية، التي تحبذ الظهور في مناطق الأضواء.
 
ناشطون وأطباء نقلوا لـ"الموقع بوست" صور معاناة مؤلمة، ومناشدات للأهالي من المغتربين والميسورين بعدم تركهم لقمة سائغة للإهمال، في ظل تجاهل سلطة الأمر الواقع والحكومة الشرعية لمعاناتهم.
 
وتشهد تعز عموما شحة في الإمكانات الطبية، وهي التي تعيش حالة حرب منذ أكثر من عامين، بينما أعداد القتلى والجرحى في تزايد يومي، مع استمرار آلة القتل الحوثية في استهداف الأحياء السكنية.
 
مناشدة لمكتب صحة تعز
 
من جهته ناشد مدير مكتب صحة تعز الدكتور عبدالرحيم السامعي الجهات المعنية قائلا "الوضع الصحي في تعز يتجه نحو وضع أكثر كارثية".
 
وأضاف السامعي "إذا لم تعمل الحكومة ووزارة الصحة والسلطة المحلية على إعادة الكادر الصحي إلى مواقع العمل لتحمل أعباء المرحلة، فإن ترقيع المنظمات عبر المليشيات الانقلابية سوف يخرجنا عن الصمت ونكاشف لأبناء تعز بما هو حاصل".
 
وتابع "ماذا تنتظرون أن يحدث أكثر من ترك الجريح لمستشفى الثورة وعضمه مكسورا ولحمه مكشوفا ودمه ينزف وفضل الموت في بيته بسبب انعدام الكادر والدواء والمستلزمات الجراحية؟".
 
أكثر من 100 حالة داخل المدينة
 
مشرف مركز معالجة الكوليرا في المستشفى الجمهوري الدكتورة إيلان عبدالحق تقول "استقبل مركز المعالجة 117 حالة، أرسل منها ثلاثين حالة للتزريع، و أرسلنا 24 حالة و طلع منها عشر حالات إيجابية، ليصل العدد إلى 130 حالة إيجابية منذ الثالث عشر من مايو/أيار الماضي".
 
وأضافت إيلان "كل الحالات التى كانت في غيبوبة وعددها خمس.. اليوم تحسنت بفضل الله ثم بفضل كادر المركز الذي يعمل 24 ساعة بكل صبر وإخلاص".
 
وتابعت "تحية شكر وإجلال للعاملين في القطاع الصحي في المرافق الحكومية وفي مكتب الصحة في عموم المحافظة".
 
واستطردت "هم الأوفياء للحبيبة تعز رغم الظلم والخذلان ورغم المتسلقين المزايدين على جهود الآخرين، والمتصدرين لأي دعم لإشباع الفساد الذي يجري منهم مجرى الدم في العروق".
 
شرعب الرونة في مرمى الكوليرا
 
يقول الناشط المدني عصام صالح "مجدداً مرض الكوليرا يجتاح مديرية شرعب الرونة و17 حالة وفاة".
 
وأضاف "هناك شبه انعدام لأمصال ومضادات هذا الوباء القاتل والوضع الإنساني متردٍّ للغاية، فقر وجوع وأوبئة"
 
وتابع "مايزيد الطين بله شحة الإمكانيات لدى مكتب الصحة بالمديرية، وشبه انعدام للمغذيات والمضادات لمواجهة هذا الوباء القاتل حسب تصريح مدير مكتب الصحة".
 
وأردف "هذه مديريتنا تحوطها المعاناة من كل جانب، وحلت عليها البلايا من كل اتجاه ولابواكي عليها".
 
واستطرد مناشدا "هذه دعوة لأهل الخير، لأصحاب القلوب الرحيمة، دعوة إلى أخيار المديرية ومغتربيها، أنقذوا أهل مديريتكم، ساهموا في توفير الدواء والغذاء لهم، افعلوا ما تقدرون عليه من أجل إنقاذ الأطفال والنساء والعجزة".