[ ميناء الحديدة - أرشيفية ]
تتجه السلطة الشرعية والتحالف العربي لتحرير الحديدة الخاضعة لسيطرة الانقلابيين منذ أكتوبر/تشرين الثاني 2014، وهو الأمر الذي أثار قلق ورعب المليشيا نظرا لما تمثله من أهمية تلك المحافظة ذات الموقع الإستراتيجي.
ويوم أمس الأحد طالب رئيس البرلمان التابع للانقلابيين يحيى الراعي روسيا بالتدخل لدى التحالف العربي لمنع التحضيرات القائمة لعملية تحرير ميناء الحديدة، ومواصلة الضغط في مختلف المحافل الدولية من أجل إيقاف الحرب، وفق وكالة "سبأ" التابعة للانقلابيين.
وجاء هذا بعد الدعم الدولي -خاصة الأمريكي- الذي حظيت به العملية العسكرية، والتي يستعد التحالف والشرعية للقيام بها في الحديدة، في إطار استعادة السواحل الغربية لليمن.
ويتهم مسؤولون في التحالف والشرعية والمجتمع الدولي، الحوثيين باستغلال الميناء في شن هجمات على السفن في خطوط الملاحة الدولية، فضلا عن تزويد إيران الانقلابيين بالسلاح عبر السواحل التي يبلغ طولها أكثر من 2000 كيلو متر.
دعم موسكو للشرعية
وحول إمكانية إنقاذ الروس للحوثيين في اليمن والحيلولة دون تحرير ميناء الحديدة، يقول المحلل السياسي فيصل علي إن موسكو لن تعمل على التدخل لإيقاف ذلك.
ويبيّن لـ"الموقع بوست" أن موسكو لن تتورط في اليمن، فهي لديها قواعد لعبة معترف بها دوليا، وهم الآن يسيطرون على الجانب الثاني من الجزيرة العربية في سوريا، ولديهم أجندة واضحة هناك، وقاعدة عسكرية في طرطوس، فضلا عن تدخلها عسكريا وبقوة هناك.
ويشعر الروس -كما يضيف علي- أنه تم الغدر بهم من قبل إيران، بعد أن ورطتهم ولم تسمح لهم بالعبور في أجوائها، فانعكس ذلك على الأرض، وحدثت اشتباكات بين جنرالات روسية مع أقرانهم من الإيرانيين في الأراضي السورية، وبعد أن ورطتهم ولم تسمح لهم بالمرور عبر أجوائها، فضلا عن استغلال طهران لهم في صراعات ليست ذات جدوى.
ويعتقد المحلل السياسي علي أن روسيا لديها مصالح حيوية في سوريا، وهو الأمر الذي يختلف في اليمن.
وتطرق إلى العلاقة المتينة بين روسيا واليمن، ودعمها لثورات 26 سبتمبر/أيلول 1962، وثورة 14 أكتوبر/تشرين الثاني 1963، ووحدة اليمن التي تمت بين شطري البلاد في 22 مايو/أيار 1990.
وأشار علي إلى حفاظ اليمن على مصالح روسيا وعدم المساس بها، مؤكدا أن موسكو لن تتورط بحرب طرفها أقرب لإيران، ويشارف على النهاية، ولن تحارب العالم لأجل الحوثيين الذين بدأت طهران تتخلى عنهم.
وكثيرا ما جددت روسيا على لسان مسؤوليها، دعمها للشرعية في اليمن، وللحل السياسي بناء على المرجعيات الثلاث المعتمدة دوليا أبرزها قرار 2216.
وترتبط اليمن بعلاقات قوية مع روسيا بدأت من عام 1928، ولا تمتلك موسكو أي حدود جغرافية مع البلاد، وهو ما يجعل إمكانية تدخلها عسكريا صعبة للغاية، إضافة إلى حجم المصالح التي تحرص عليها مع دول الخليج.
اقرأ أيضا: ميناء الحديدة.. هل حانت المعركة المؤجلة؟ (تحليل)
قلق الانقلابيين
ويخشى الانقلابيون من عملية تحرير الحديدة، التي يوجد بها ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، وتمتد المحافظة على أطول شريط ساحلي في البلاد.
فقد عمل الانقلابيون طوال الفترة الماضية أثناء تمركزهم في الحديدة الساحلية على استهداف السفن في خطوط الملاحة الدولية، فيما تم تحويل الميناء -حسب ما أفاد به عديد من المسؤولين في التحالف والشرعية- إلى منطقة يتم خلالها استقبال الأسلحة التي تقوم إيران بتهريبها لهم، مخالفة بذلك قرار 2216 الذي يمنع تزويد الحوثيين بالسلاح، ومؤججة استمرار الحرب في اليمن.
يضاف إلى ذلك، أن الحديدة مدينة حدودية مع كثير من المحافظات أبرزها صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فبسقوطها بيد الشرعية ستكون العاصمة أقرب من أي وقت مضى للتحرير.