[ المخلوع صالح ودع القائم بأعمال السفارة الروسية بصنعاء ]
زار وفد من جناح المخلوع علي عبدالله صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام، العاصمة الروسية موسكو، برئاسة الأمين العام المساعد للحزب، أبو بكر القربي، وفق ما ذكر موقع حزب المؤتمر الشعبي العام، الخميس التاسع من فبراير/شباط.
وذكرت مصادر صحفية أن الوفد الذي التقى نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل باغدانوف، طالب موسكو بالقيام بدروها من أجل وقف الحرب، والدفع لاستئناف المفاوضات، ووقف التصعيد العسكري في اليمن.
وجاءت هذه الزيارة بعد حوالي شهرين من زيارة وفد من جماعة الحوثي لموسكو، والتقاءه بنائب وزير الخارجية الروسي، كما تزامنت مع المعارك التي تخوضها السلطة الشرعية المسنودة من التحالف العربي، لاستكمال السيطرة على الساحل الغربي لليمن، الذي يهدد من خلاله الانقلابيون الملاحة الدولية.
محاولة اليائس
ويعتقد رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، أن زيارة وفد صالح لموسكو يؤكد شعور المخلوع وفريقه بقرب النهاية، ومحاولتهم جر الروس إلى لعب دور في ظاهره الضغط لعودة المفاوضات، وفي باطنه محاولة لإرباك المشهد عسكريا.
ويشير في حديثه لـ"الموقع بوست" أن الروس يريدون لعب دور محدود في الوضع اليمني، للضغط على الخليج والأمريكان، في أي مفاوضات قادمة حول سوريا.
وشدد محمد على ضرورة الحسم العسكري، وتحديدا في الساحل الغربي، لأن دخول أي متغير في الحالة اليمنية سيؤثر على معادلة الحرب التي تتجه إلى استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب.
الموقف من الحوثيين
وساندت موسكو الانقلابيين ببعض المواقف السياسية، كمطالبتها بفرض حظر جوي في اليمن، بمزاعم الحد من سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، ومعارضتها في وقت سابق صدور بيان يدعو مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية إلى التعاون مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، ويدين رفضهم التوقيع على رؤية الأمم المتحدة التي قدمتها، ووقعت عليها الحكومة الشرعية.
كما أنها ما تزال تفتح سفارتها إلى جانب إيران في صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، والتقى العديد من المسؤولين الروس بعدد من قادة مليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وبالرغم من عدم وجود مصالح كبرى في اليمن لروسيا، وبعدها الجغرافي عنها، إلا أن مضيق باب المندب يحفزها للعب دور في صنعاء، فمن خلاله يمكنها الضغط على المملكة العربية السعودية، بتهديدها الملاحة البحرية في المضيق، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط لصالح موسكو، التي تضررت بعد رفض الرياض في 2014 تخفيض إنتاجها، ما أدى إلى تدني أسعار الذهب الأسود، فضلا عن استمرار التنافس بين البلدين في الأسواق الأسيوية.
الموقف من الشرعية
وبرغم محاولات الانقلابيين لإيجاد دور لروسيا في اليمن، إلا أن ذلك سيصطدم بكثير من المعوقات، منها السعودية، اللاعب الأبرز في المنطقة، والتي تسعى لاستمالة الدب الروسي، وكذا السياسة الجديدة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تعمل على تقليص نفوذ إيران، بتبنيها لتقليم أظافر وكلاء طهران، لكن ما يزال هناك خطر حقيقي، من تدخل موسكو إن بقي الوضع كما هو عليه الآن في البلاد، خاصة أن الملف السوري ما يزال مفتوحا.
وتستند الشرعية في اليمن على مرجعيات معتمدة دوليا، وهو ما جعل روسيا التي ترتبط باليمن بعلاقات دبلوماسية بدأت منذ عام 1928، تبلغ الحكومة اليمنية رسميا موقفها المساند لتطبيق قرار 2216، كما بارك مؤخرا سفير روسيا لدى اليمن، فلاديمير ديدوشكين، انتصارات القوات الشرعية في المخا.