[ محاولات فاشلة لاستجلاب الحوثيين للدعم الروسي ]
بعد حوالي أسبوع من تأكيد السلطات الصينية أن زيارة الوفد الحوثي لبكين، جاءت بطلب من منظمة غير حكومية، أعلنت الجماعة المسلحة المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى، زيارتها اليوم الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول، لموسكو ولقائها نائب وزير الخارجية الروسي.
وقال القيادي البارز وعضو الوفد المفاوض في الجماعة، حمزة الحوثي، في حسابة على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"، إن الوفد الذي يقوم بزيارة رسمية لموسكو، التقى في مبنى الوزارة، بمستشار الرئيس الروسي، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، واصفا الزيارة ب"المثمرة".
واقتصر الدعم الروسي للانقلابيين طوال الفترة الماضية، على الدعم السياسي من خلال المواقف التي تتبناها موسكو في مجلس الأمن، وفي أروقة الغرف المغلقة، كمعارضتها في وقت سابق صدور بيان يدعو مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية إلى التعاون مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، ويدين رفضهم التوقيع على رؤية الأمم المتحدة التي قدمتها، ووقعت عليها الحكومة الشرعية، وكذا المطالبة بفرض حظر جوي في اليمن، بمزاعم الحد من سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
وما يجعل الموقف الروسي المهادن غير حاسما، هو المصالح الاقتصادية الكبيرة التي تربطها مع الخليج، وهو الملف الذي تحاول المملكة العربية السعودية استخدامه من وقت لآخر؛ لكسب موسكو، باعتبار الحروب قائمة على تحقيق النفوذ الذي يوفره الاقتصاد والعكس، فضلا عن تقسيم الأدوار المسبق للاعبين في مصير الشرق الأوسط.
إغراءات جمود الأزمة
وفي هذا الصعيد يعتقد المحلل السياسي محمد الغابري، أن زيارة الحوثيين لموسكو تأتي في إطار زياراتهم لعدد من الدول التي شملت الصين، ومصر، والعراق سابقا. ويشير في حديثه لـ(الموقع بوست) أن الزيارة الحالية لوفد الحوثيين لموسكو، تم تأجيلها حتى اليوم، تكون لتتوافق مع المعارك الوحشية التي تقوم بها روسيا مع النظام السوري برئاسة بشار الأسد في حلب، في محاولة لإغراء الروس للقيام بدور مماثل في اليمن.
وعن الموقف الروسي في اليمن، فهو يؤكد أن موسكو لاتزال تعتبر السلطة بقيادة الرئيس هادي هي الشرعية، لافتا إلى أن ما يحول بين أي دولة والإعتراف بالحوثيين، هو قرارات مجلس الأمن الدولي.
واستمرار جمود الواقع في الأزمة اليمنية، قد يؤدي مع الوقت- وفقا ل"الغابري"- إلى إحداث ثقب في جدار الشرعية، ويغري قوى خارجية بالدفع نحو تقديم الدعم المعلن للحوثيين، وإن يكن بدون الاعتراف بهم.
وترتبط اليمن بعلاقات وطيدة مع روسيا، بدأت منذ العام 1928، إلا أن التمثيل الدبلوماسي الضعيف جدا لصنعاء لدى موسكو، يحتم على الشرعية، ضرورة تكثيف جهودها من أجل كسب الموقف الروسي.
ويستطرد" يظل الجمود يشكل احتمالا ضئيلا في إقدام دولة مثل روسيا على الاعتراف بالسلطة، التي شكلها تحالف الحوثي صالح، وتظل المسألة حسابية لموسكو وللغرب".
ويستبعد المحلل السياسي إمكانية التدخل الروسي لصالح الانقلابيين كما حدث في سوريا، بسب أن لا حدود جغرافية تربط بين البلدين، مؤكدا أن" الغرب راض أو ساكت عن دور روسيا في دمشق، لأنه يفعل مالا تستطيعه الدول الغربية، وهو أفضل لأمن إسرائيلعلى المدى الطويل".
محاولات يائسة
زيارة وفد الحوثيين إلى موسكو، كما يقول المحلل السياسي ياسين التميمي، لا تشكل إضافة مهمة للمكاسب السياسية للحوثيين، التي بدأت تتضاءل بعد الخسائر الميدانية، ولن تحقق أي اختراقات مهمة تؤثر على مسار الأزمة في اليمن.
ويرى في حديث خصه(الموقع بوست) أنها تعد جزءا من اتصالات دأب الحوثيون على إجرائها، على هامش جولات المشاورات التي تمت مع الحكومة الشرعية خلال الأشهر الماضية.
وتأتي زيارتي الحوثيين لموسكو، ولبكين سابقا، في محاولة للتغلب على العزلة الياسية التي يعاني منها الانقلابيون، بعد الخطوات الأحادية الجانب، منها تشكيلهم حكومة بالشراكة مع المخلوع صالح، على حد قول"التميمي".
يشار إلى أن السفارة الروسية ما تزال تفتح أبوابها في صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، والتقى عدد من المسؤولين الروس بالانقلابيين لأكثر من مرة.
ودعا عدد من المسؤولين الانقلابين، الروس للتدخل في اليمن، كان آخرهم أحمد عقبات وزير العدل في ما يسمى "حكومة الإنقاذ" التي شكلها الانقلابيون، وهي الدعوات التي لم تلقَ أذانا صاغية طوال أكثر من عام ونصف.