مرة أخرى يجدد شباب من مدينة تعز المضي في الانتصار لأهداف ثورة 11 فبراير في بناء دولة مدنية حديثة يحكمها النظام والقانون، لا القوة والسلاح، وأن من أشعلوها ما زالوا واقفين كجيل مثابر متطلع للاستقرار والمستقبل الأفضل.
وقالوا في استطلاع لـ"الموقع بوست" إن إرادة الشعوب لن تنكسر، وإن الأجيال التواقة لا تستكين ولا تتراجع عن تطلعاتها وأحلامها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ترضخ للحكم الإمامي والإستبدادي والعائلي وكل المشاريع السلالية والطائفية التي تقودها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية.
فبراير محطة فارقة
وقال صدام الحريبي لـ"الموقع بوست" إن ثورة 11 فبراير الشعبية السلمية تعتبر محطة فارقة، فقد نقلت الشعب من حالة المطالبة بالحقوق من الحاكم ونظامه إلى حالة انتزاع هذه الحقوق بدلاً من أن يطالب بها الشعب كفضل من الحاكم.
وأضاف الحريبي "لقد أثبتت الثورة بأنها زادت من وعي الشعب الذي كان يرى أنه من المستحيل تغيير الحاكم المستبد والذي كان قد أيقن بأن ثروات البلاد هي حكر على المسؤولين وأتباع النظام".
وأشار الحريبي إلى أن ما تعانيه تعز اليوم ومعظم المحافظات اليمنية هي ضريبة الثورة التي خرجت ضد النظام في 11 فبراير 2011، وهي نتاج طبيعي للحقد الدفين الذي يحمله رموز النظام السابق تجاه المحافظات التي أيدت الثورة وفي مقدمتها محافظة تعز.
من جانبه، قال بسام عثمان لـ"الموقع بوست" إن 11 فبراير أول خطوة إلى اليمن الجديد، وما تعيشه تعز من حصار وقصف عشوائي، هو محاولة إفشال ثورة 11فبراير، لكن بصمود تعز وأبناء تعز يعني نجاح ثورة 11 فبراير.
فبراير خلعت صالح
أما خليل قحطان فقد قال لـ"الموقع بوست" إن "الإمامة كانت في طريقها لنقل السلطة من المخلوع صالح إلى نجله، لكي تتمكن من الاستمرار في الإستيلاء على الجمهورية والثورة والحكم باسميهما، فلما قامت ثورة 11 فبراير 2011 وخلعت صالح من الحكم وحالت بين نجله وبين الوصول إلى السلطة، خرجت الإمامة من كهوف صعدة لكي تُجهض الثورة و تستولي على السلطة جهاراً نهاراً".
استمرارية بث روح النضال
محمد سيف يقول لـ"الموقع بوست" إن "ثورة 11 فبراير طبع متجذر وغريزة متأصلة في عمق أرواحنا، والثورة رسالة كل الأنبياء ودعوة جميع المرسلين والمصلحين وقادة الرأي وعامة الأحرار من بعدهم، وأينما تجد شعبا تكثر في حياته الثورات تجده حي الوجدان مشتعل الضمير، وهكذا كان الشعب اليمني من قديم الزمان منذ بلقيس حيث الرغبة في التغيير إلى معد يكرب إلى سيف بن ذي يزن مرورا بكل الدول التي تعاقبت عليه إلى عهد الشوكاني والأمير الصنعاني وحتى الزبيري والموشكي واللقية وعصر الثوار في منتصف القرن الماضي حيث أم الثورات 26 سبتمبر 1962، مرورا بأكتوبر ونوفمبر ثم بثورة 2006 الانتخابية، ومن بعدها ثورة النضال السلمي إلى أن انفجرت الثورة العظيمة في 11 فبراير من العام 2011، والتي مثلت حالة فارقة، وانطلاقة فائقة، لتأسيس اليمن الحقيقي على درب الوجع".
وأضاف: "التحديات خطيرة والنضال قائم والأمل بالله كبير، والوعي أصبح أكثر نضجا وأقوى شكيمة، وهو ما يدلل على استمرار الكفاح لأجل تحقيق أهداف الثورة، ودحر الانقلابيين عنها"، مشيراً إلى أن ثورة 26 سبتمبر التي ثار فيها الشعب اليمني في الماضي واقتلعوا جذر الإمامة، هاهم أحفاد ثورة فبراير اليوم وأبناءهم يستكملون ما بدأه أجدادهم وآبائهم الثوار.
فبراير رفضت توريث الحكم
أما يعقوب الصلوي فقد قال لـ"الموقع بوست" إن ثورة 11 فبراير ثورة رفضت توريث الحكم، ودعت إلى الدولة المدنية التي تتساوى فيها الحقوق والحريات بين أفراد المجتمع والعدالة في توزيع الثروة، ودعت إلى دولة النظام والقانون والكفاءات.
فبريرا غرس هدف الوحدة
عبدالحفيظ العريقي قال لـ"الموقع بوست" إن ثورة 11 فبراير حققت الكرامة والحرية، وإعادة الحقوق والقضاء على الجهل، ومكافحة الفساد، وإزاحة المفسدين، والانتقال من حياة العشوائية والقبيلة والنفوذ والطائفية والمذهبية إلى حياة المؤسسات المدنية والقانون والعدل والمساواة.
وأضاف العريقي: "مدينة تعز في سبيل ذلك تعاني اليوم القتل والحصار والتجهيل والاغتيالات والتجويع والاعتقالات والاعتداء على ريفها وحضرها".
وبحسب العريقي، فثورة 11 فبراير أظهرت للعالم أن مدينة تعز كانت منارة الشعب اليمني متمثلة بعلمها وثقافتها وسلميتها ونبلها الصادق.
تعز أم الثورات
ومن جانبه تحدث فهمي الصوفي لـ"الموقع بوست" قائلًا إن "ثورة 11 فبراير هي ثور شعب ضد الهيمنة والاستعلاء الذي مورس على شعبنا اليمني ردحا من الزمن من قبل أسرة إستبدادية أرادت أن تحكم اليمن واليمنيين بالحديد والنار، واستغلت السلطة لصالحها، واستثمرت موارد البلاد لصالحها، ونهبت وشردت وقتلت أبناءها الأوفياء والوطنيين الذين أرادوا للأمة الارتقاء والتحرر، وجيرت ثورتي سبتمبر وأكتوبر لشلة فاسدة تحكمت بمصير شعب وأمة ووطن، وقتلت الشرفاء والوطنيين".
وأضاف: "ثورة فبراير هي نواة التغيير نحو الأفضل، ذلك التغيير الذي لطالما حلم به كل أبناء الوطن من أقصاه الى أقصاه، تغير جذري يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية اتحادية، تتوزع فيها السلطة الثروة لكل أبناء الوطن".
وأعرب الصوفي عن تطلعه لدولة تُنهي كل مظاهر الهيمنة على القرار السياسي والتنموي، وتعيد ترتيب البيت اليمني، وترمم الهوية الوطنية والنسيج الاجتماعي الممزق، بفعل الحرب التي فجرها المخلوع صالح ومليشيات الحوثي.
فبراير نقطة تحول
رأفت الصلوي قال لـ"الموقع بوست" إن ثورة فبراير هي نقطة التحول من الرضوخ للظالم إلى محاربة الظلم والفساد، وبناء عهد جديد يحكم فيه الشعب نفسه بنفسه بعيدا عن التوريث، وتمركز السلطة بيد قبيله معينة، ويلفت إلى أن فبراير تجديد لثورة 26 سبتمبر واستعادتها من أيادي سلبتها القبيلة ومراكز النفوذ.
فبراير تعني لنا الكثير
أما غالب علي فقد تحدث لـ"الموقع بوست" قائلًا إن "ثورة 11 فبراير هي الثورة التي علمتنا قول كلمة الحق واقعا معاشا، وعلمتنا عدم الخوف من الظلمة وأتباعهم، عرفنا وتعلمنا بعد جهل متعمد مورس على الشعب اليمني أن أهداف ثورتيه (سبتمبر وأكتوبر) قد تحققت وهو لم يتحقق من أهدافهما شيئا وإنما التضليل والكذب، وبالحقيقة فهي تعني لنا الكثير والكثير، فهي تعني لنا يقظة الشعب لمراقبة حكامه، وباختصار فهي تعني التحرر من الخوف والانعتاق والكهنوت، وتعني التحرر من الاستبداد والظلم، و تعني التحرر من خرافات السلاليين والجهويين".
ويردف: "ثورة 11 فبراير تعني لنا التحرر من العنصرية المقيتة والطائفية المميتة الممزقة لنسيج المجتمع اليمني، تعني لنا استعادة الحياة للإنسان اليمني، استعادة الحقوق المسلوبة والأموال المنهوبة".