[ سيارة تحترق داخل السجن المركزي بصنعاء بثها ناشطون ]
لقيت حادثة الاعتداء على نزلاء في السجن المركزي من قبل ميليشيات الحوثي بالعاصمة صنعاء إدانات واسعة، واعتبرت امتدادا لسلسلة الجرائم التي لحقت بعشرات المختطفين القابعين في سجونها.
وتسببت عملية اعتداء ارتكبتها ميليشيات الحوثي في السجن المركزي بالعاصمة صنعاء ضد نزلاء هناك بوفاة أربعة سجناء وجرح أكثر من 40 منهم، في عملية وحشية تعد الأولى من نوعها.
وتقول مصادر محلية إن الميليشيات اعتدت جسديا على إحدى أمهات المختطفين أثناء زيارتها له في السجن، ما أدى الى احتجاج النزلاء، وردت الميليشيات على تلك الاحتجاجات بوحشية مفرطة.
ويتواجد في السجن الذي يعد الأكبر في اليمن العشرات من المختطفين الذين اختطفتهم ميليشيات الحوثي بتهمة المناوئة لها، إضافة إلى نزلاء آخرين متهمون بقضايا مدنية متفرقة.
وبث ناشطون شريط فيديو يظهر حجم الفظاعة التي مارستها الميليشيات بحق النزلاء المحتجين عصر الجمعة، ولقيت الحادثة أصداء واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي باليمن.
وكان المركز العربي لحقوق الإنسان ومناهضة الإرهاب في اليمن اتهم جماعة الحوثي بتعذيب عدد من المعتقلين وانتهاك القوانين المحلية والدولية في معاملتهم.
ولم تفلح الاحتجاجات الدورية التي تنفذها رابطة أمهات المختطفين، للمطالبة بالإفراج عن أبنائها والمخفيين قسرا في سجون الانقلابيين من إطلاق سراحهم.
انتهاكات متواصلة
ويعيش المختطفون في سجون الميليشيات الانقلابية أوضاعا صعبة، جراء تعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي، وبقائهم في أماكن احتجاز مكتظة بالمعتقلين، ما أدى إلى وقوع أعمال شغب من وقت لآخر داخل المعتقلات، احتجاجا على الظروف الصعبة التي يعيشونها.
وذكر تقرير سابق للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، بأن كثير مـن المعتقليـن يتعرضون للتعذيـب، كالجلـد والضـرب بآلات حادة، والصعق الكهربائي، وتعرضهم للصقيع والكي بالنار، لإجبارهم على الاعتراف بتهم وجرائم لم يقوموا بارتكابها.
وكشف التحالف عن قيام الميليشيات الانقلابية بوضـع المعتقليـن بزنازيـن ومعتقـلات تتنافـى مع الإنسـانية، وتجويعهـم، ومنعهـم مـن دخول الحمامـات، وعـدم السـماح لهـم بالاتصـال بأقاربهـم، وحرمانهـم من رؤيـة الشـمس لعـدة أشهر، ناهيك عن ما يتعرض له معظمهم من معاملة مهينة وقاسية لاعتبارات سياســية ومناطقيـة وجهوية وعقائدية وترهيـب وتخويف وتعذيب حتى الموت.
كما عملت الميليشيات الانقلابية على ابتزاز بعض أسر المعتقلين، وطلب مبالغ مالية كبيرة، من أجل الإدلاء ببعض المعلومات عنهم، أو مقابل الإفراج عنهم، وهو ما تؤكده بعض أسر المختطفين.
إحصائيات
وبلغ عدد الذين قتلوا من المختطفين 70 قتيلا، بعضهم قضى تحت التعذيب، وآخرون تم استخدامهم كدروع بشرية، فضلا عن وفاة البعض جراء الإهمال الصحي، بعد التعرض للتعذيب المميت، بحسب بيان سابق صادر عن رابطة أمهات المختطفين.
وكان مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة خالد اليماني قال إن عدد المعتقلين في سجون الميليشيات الانقلابية بصنعاء، تجاوز ٤٤١٤ حالة، بينهم ناشطون شباب وسياسيون وإعلاميون وفئات عمالية بنهاية العام الماضي 2016.
وذكر في رسالة وجهها إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، أن إجمالي الأطفال المعتقلين بلغ 204 أطفال، فضلا عن توثيق 91 حالة اعتقال لأكاديميين ومدرسي جامعات.
وبحسب اليماني، فإن صنعاء كانت الأعلى في عدد المعتقلين والمفقودين، الذين وصل عددهم إلى 2973.
وكشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، أن عملية الاعتقالات والاحتجاز القسري خارج القانون التي نفذتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، خلال الفترة من 21 سبتمبر/أيلول 2014 وحتى 30 أبريل/نيسان 2016، بلغت 9 ألف و 949 معتقلا.
جريمة
يقول منسق فريق هود بإقليم سبأ، المحامي سليم علاو، إن المختطفين في السجن المركزي تم احتجازهم دون أوامر قضائية، بسبب الرأي أو من جانب سياسي فقط.
ويؤكد لـ"الموقع بوست" أن عددا من الجهات الحقوقية تقوم بالتوثيق والرصد لما يتعرض له المعتقلون في مختلف المحافظات.
وبحسب علاو فإن الاعتقال يعد جريمة وفقا للقانون المحلي أو الدولي، حيث كفل الدستور حرية المواطنين، وحرم المساس بكرامتهم وحريتهم، لافتا إلى أن التعدي على تلك الحقوق يعتبر من الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، والتي أوجب القانون معاقبة مرتكبيها وفقاً لقانون الجرائم والعقوبات.