[ قد يتضمن الطلاق مشاعر الخسارة أو الشعور بالذنب أو الظلم أو الوحدة (غيتي) ]
من أصعب المشاعر عند حدوث الطلاق هو افتقاد الأطفال، فسواء كانوا في حضانة الأم أو الأب سيكون هناك طرف لم يعد يعيش مع أطفاله بصورة كاملة، ولم يعد يراهم بالمعدل الذي اعتاده دائما.
نحاول هنا الإجابة عن تساؤل يظهر دائما في هذه الأحوال وهو ماذا أفعل عندما أفتقد أطفالي بعد الطلاق؟ خاصة أن روتين الأطفال المألوف ينظم حياة الوالدين ووقتهم، فهناك أوقات منتظمة لتناول الطعام والاستحمام والمذاكرة والأحاديث المرتجلة عن الأصدقاء والدراسة ووقت النوم. وعدم وجود هذه الأنشطة المصاحبة لوجود الأطفال يجعل كثيرا من الآباء يشعرون بالوحدة والضياع.
وفي البداية ينصح الخبراء بمشاركة الوالدين بالأنشطة في حياة أبنائهم حتى بعد الطلاق، حيث يتمتع الأطفال ذو الوالدين النشطين بمهارات اجتماعية أكبر وإنجازات أكاديمية وقدرة أكبر على ضبط النفس واحترام أكبر للذات.
لذا ومهما كان الموقف مؤثرا أو كان وقتك مع أطفالك محدودا حافظ على علاقة إيجابية مع أطفالك وحاول تحقيق أقصى استفادة ممكنة من وقتك معهم وعبّر لهم عن حبك وافتقادك لهم واترك لهم العنان ليعبروا هم أيضا عن مشاعرهم مهما كانت.
اقبل مشاعرك واعترف بها
قد يتضمن الطلاق مشاعر الخسارة أو الشعور بالذنب أو الظلم أو الوحدة. السماح بتحرير المشاعر وتقبلها هو جزء من عملية الشفاء، لذا لا تحكم على مشاعرك وكن لطيفا وعامل نفسك كما تعامل صديقا يمر بأوقات عصيبة. وقد يساعد الانفتاح على شخص تثق به في تخفيف مشاعر الألم حتى لو لم يتغير وضعك. امنح نفسك وقتا للتكيف والتأقلم مع الأشياء التي لا يمكنك تغييرها لأن معالجة العواطف أمر بحاجة إلى بعض الوقت.
قلل المسافات بينكم
إذا كان وقتك محدود مع أطفالك، فمن الأفضل أن تكون متاحا قدر الإمكان. حاول أن تسكن في منزل قريب من منزل أطفالك، فقربك منهم يمكنك من رؤيتهم في كثير من الأوقات مثل اصطحابهم للطبيب أو الدروس أو التمارين الرياضية.
ومحاولة الوجود بجوار أطفالك أمر يستحق بذل بعض المجهود لأجله كما أنه يسهل الحياة عليك بعد الانفصال، بالإضافة إلى ذلك يفضل أن تخصص لأطفالك مكانا في منزلك الجديد ليشعروا بالترحاب والحميمية والأمان في منزلك.
احترم زوجتك السابقة
بغض النظر عن المشاعر أو الظروف التي أدت إلى الطلاق تحدث مع أولادك عن شريكك السابق باحترام وبدون التقليل من شأنه أو تحميله أخطاء العلاقة أمام الأطفال. فالطرف الآخر لا يزال أب/أم أبنائك وهم يحبون الطرف الآخر مثل حاجتهم إليك تماما. حاول التعامل مع هذا الوقت الصعب بعيدا عن مشاعر الغضب والرغبة في الانتقام من أجل الصحة النفسية لأبنائك.
ضع أهدافا شخصية
ابدأ في التخطيط لأهدافك الخاصة التي لا تتمحور حول أي شخص آخر خاصة تلك الأهداف بعيدة المدى التي تدفعك للتفكير في المستقبل لتعرف أين تريد أن تصبح بعد سنوات قليلة. وربما تكون عملية بطيئة للغاية لكنها مضمونة وتجعلك أكثر تركيزا على نفسك. التغييرات الصغيرة تصنع فارقا كبيرا في نهاية الأمر، وتذكر أنك ستبقى والدهم دائما وأن هذه الحقيقة لن يغيرها أي شيء.