قال إيان راتشينسكي، وهو روسي فاز بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، إن سلطات الكرملين طلبت منه رفض الجائزة.
وقال راتشينسكي، رئيس منظمة ميموريال الروسية الحقوقية، إنه طُلب منه عدم قبول الجائزة لأن الفائزين المشاركين الآخرين بالجائزة - منظمة حقوقية أوكرانية ومدافع عن حقوق الإنسان مسجون في بيلاروسيا - اعتبرا "غير مناسبين".
وميموريال هي واحدة من أقدم مجموعات الحقوق المدنية في روسيا، وقد أغلقتها الحكومة العام الماضي.
تم الاتصال بوزارة الخارجية الروسية للتعليق.
وفي مقابلة حصرية مع برنامج "هارد توك" على بي بي سي، قال راتشينسكي إن منظمته قد نصحت برفض الجائزة، لكن "بطبيعة الحال، لم ننتبه لهذه النصيحة".
وعلى الرغم من التهديدات لسلامته، قال راتشينسكي إن عمل منظمة ميموريال لا يزال ضروريًا.
وقال "في روسيا اليوم، لا يمكن ضمان السلامة الشخصية لأي شخص. نعم، لقد قُتل الكثيرون. لكننا نعرف ما الذي يؤدي إليه إفلات الدولة من العقاب ... نحتاج إلى الخروج من هذه الحفرة بطريقة ما."
وكانت المنظمة الحقوقية توثق القمع السوفييتي التاريخي.
وتم إرسال رئيسها الأول - أرسيني روغينسكي - إلى معسكرات العمل السوفييتية لإجراء ما يسمى بدراسة التاريخ المتعلق بـ"مناهضة الشيوعية".
وقالت لجنة نوبل، عند إعلانها عن الفائزين بالجائزة، إن منظمة "ميموريال" تأسست على فكرة أن "مواجهة جرائم الماضي أمر أساسي في منع ارتكاب جرائم جديدة".
ووصف راتشينسكي قرار اللجنة بمنح الجائزة إلى الفائزين في ثلاث دول مختلفة بأنه "رائع".
وقال إن ذلك دليل على أن "المجتمع المدني ليس منقسما بفعل الحدود الوطنية، وأنه هيئة واحدة تعمل على حل المشاكل المشتركة".
لكن قرار ضم فائز روسي بالجائزة كان مثيرًا للجدل.
فقد رفضت المرأة التي تدير مركز الحريات المدنية في أوكرانيا - وهي فائزة أخرى بالجائزة - إجراء مقابلة إلى جانب راتشينسكي. وتحدثت بي بي سي إليهما بشكل منفصل في أوسلو.
وعندما سُئلت عن سبب رغبتها في إجراء المقابلة بشكل منفصل، قالت أولكساندرا ماتفيتشوك لبرنامج هارد توك: "نحن الآن في حرب ونريد أن نجعل صوت المدافعين الأوكرانيين عن حقوق الإنسان ملموسًا".
"لذلك أنا متأكدة من أنه بغض النظر عن أننا نجري مقابلات منفصلة، فإننا ننقل ونرسل نفس الرسائل."
وتم تكريم مركز الحريات المدنية لعمله في تعزيز الديمقراطية في أوكرانيا، والتحقيق في جرائم الحرب الروسية المزعومة في البلاد.
وعلى الرغم من رفضها التحدث إلى جانب الفائز الروسي، أشادت ماتفيتشوك بعمل راتشينسكي ووصفت منظمة ميموريال بأنها "شريكنا".
وقالت إن المنظمة ساعدت المجموعة الأوكرانية لسنوات، مضيفة أنها "تحترم بشدة جميع زملائها الروس في مجال حقوق الإنسان" الذين يعملون في ظروف صعبة.
كما حذرت من أنه بدون المحاسبة المناسبة للجرائم الروسية، لن يتحقق السلام في أوروبا الشرقية.
ودعت ماتفيتشوك إلى محكمة دولية جديدة لمحاسبة الرئيس، فلاديمير بوتين، والروس الآخرين على أفعالهم في أوكرانيا، واصفةً النظام القضائي الدولي الحالي بأنه غير كافٍ.
وقالت "السؤال هو: من سيوفر العدالة لمئات الآلاف من ضحايا جرائم الحرب؟"
كما اتهمت ماتفيتشوك روسيا باستخدام الحرب كأداة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية، وارتكاب جرائم حرب من أجل كسب الصراع.
أليس بيالياتسكي
أما الفائز الثالث بجائزة نوبل، المدافع عن حقوق الإنسان البيلاروسي أليس بيالياتسكي، فهو في السجن في بلده دون محاكمة منذ يوليو/ تموز من العام الماضي.
وهو مؤسس مركز فياسنا (الربيع) لحقوق الإنسان في بيلاروسيا، والذي تم إنشاؤه في عام 1996 ردًا على حملة قمع وحشية لاحتجاجات الشوارع، قام بها الزعيم ألكسندر لوكاشينكو في بيلاروسيا.
كان بيالياتسكي قد أمضى ثلاث سنوات في السجن، وأطلق سراحه في عام 2014.
ووصفت ماتفيتشوك شريكها في الفوز بالجائزة (بيالياتسكي) بأنه "شخص شجاع للغاية، لذا سيواصل هذه المعركة حتى في السجن".