[ اعصار تيج يضرب المحافظات الشرقية في اليمن.. الأضرار المادية والبشرية ]
بعد أربع أيام من حالة الاستنفار القصوى لجميع السلطات المحلية بالمحافظات الشرقية اليمن، ذهب إعصار "تيج" القادم من بحر العرب مخلفا أضرارا وخسائر مادية كبيرة، فضلا عن مئات النازحين التي تدمرت منازلهم القاطنين بمراكز إيواء.
والجمعة 20 أكتوبر الحالي، تشكل منخفض فوق جنوب غرب بحر العرب وشرقي سقطرى في اليمن، قبل أشتدادها لتصبح "عاصفة إعصارية شديدة بعد يومين، لتتراجع إلى "عاصفة إعصارية شديدة للغاية" في 23 أكتوبر مع تحركها شمال غرب باتجاه محافظة المهرة.
وضرب إعصار تيج منذ الأحد الماضي، بدءا من ارخبيل سقطرى مرورا بالمهرة وصولا إلى حضرموت، ليتحول المنخفض الجوي نحو أمطار رعدية وعواصف رعدية في أغلب المحافظات اليمنية.
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، أنها رصدت نزوح 3,689 أسرة تتكون من 22,134 شخصاً في محافظتي المهرة وحضرموت، مشيرة إلى أن 79% من الأسر النازحة أو عدد 2,901 أسرة تحتاج في المقام الأول إلى مواد غير غذائية، تشتمل على الإمدادات الأساسية مثل مواد الإيواء والبطانيات والملابس ومستلزمات النظافة وغيرها من المواد الضرورية للحياة اليومية.
كما هناك 788 أسرة، أو حوالي 21% من الأسر النازحة تحتاج في المقام الأول إلى المساعدات الغذائية.
وتمثلت جهود الحكومية لمواجهة تداعيات الاعصار باشراف مباشر من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الذي وصل إلى محافظة المهرة قبل دخول الاعصار فيها، عقد خلالها لقاءات مكثفة مع لجان الطوارئ وقيادات السلطة التنفيذية، وزيارة المناطق المنكوبة بمدينة الغيضة.
سقطرى
ووصلت الحالة المدارية إلى الجزيرة الأحد الماضي مصحوبة بأمطار غزيرة وسيول جارفة في عديد المناطق، مع رياح تصل سرعتها إلى أكثر من 30 عقدة مع هبات تصل إلى أكثر من 40 عقدة، مع اضطراب في البحر وارتفاع مستوى الأمواج.
وقطعت السيول الطريق امام المركبات في منطقة سلبة الصمود وسط مدينة حديبو في سقطرى، بعد وصول الاعصار الى الدرجة الثالثة قبالة سواحل جزيرة سقطرى مع تأثيرات مباشرة لجدار الإعصار بمناطق شرق الجزيرة، حيث تجاوزت الجزيرة دون أي خسائر بشرية.
وقالت السلطة المحلية في الأرخبيل إن إعصار "تيج" لم يسجل أي خسائر بشرية، لكنه الحق أضرارا مادية بتضرر نحو 50 في المائة من الطرقات، وادى الى قطع الحركة بين مدينة حديبوه مركز محافظة سقطرى والمناطق الشرقية.
وأضافت أنه تعذر الوصول إلى منطقة (رأس ارسل) شرق سقطرى، نتيجة انقطاع الطريق في منطقة عرعهر، رغم أنه تم الاستعانة بفريق إنقاذ هليكوبتر، ولكنه لم يستطع الوصول إلى منطقة (ارسل) نتيجة الرياح".
وشملت الأضرار وفق السلطة المحلية تضرر جزئي في ميناء حولاف وغرق عدد 2 عباري فيبر جلاس في حوض الميناء، وكذا تعرض 100 منزل لأضرار جزئية وكلية، فضلا عن انقطاع شبكة يمن موبايل بشكل كامل في مديرية قلنسية ومنطقة نوجد، وإيواء أكثر من 100 أسرة في مدينة حديبو.
وأكدت الأمم المتحدة في تقرير لها تعرض أكثر من 500 منزل لأضرار كاملة أو جزئية، مما أدى إلى فقدان الأصول الشخصية لبعض الأسر، مشيرة إلى نزوح 192 أسرة، بما في ذلك 30 أسرة في منطقة نوجد بمديرية حديبو، و162 أسرة في مديرية قلنسية وعبد الكوري، حيث يقيم بعض الأفراد النازحين في المدارس أو مع أقاربهم.
المهرة
ومساء الأحد 22 أكتوبر، دخلت العاصفة المدارية اعصار تيج المحافظة، قبل ساعات من وصول رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لمتابعة التداعيات المحتملة هذا الاعصار الذي تسبب بدمار هائل ونزوح مئات المواطنين في المحافظة الحدودية مع سلطنة عمان.
ووجه العليمي الذي يتابع من مقر إقامته في القصر الجمهوري بمدينة الغيضة، حينها بحصر الأضرار، والخسائر في الممتلكات العامة والخاصة، والحيازات الزراعية، وتوفير الرعاية، والحماية اللازمة للمواطنين الذين تم اخلائهم إلى مراكز الايواء المؤقتة في عدد من مديريات المحافظة.
وتسبب الاعصار بنزوح 3,384 أسرة، من مديريات حصوين (1,815 أسرة) والغيضة (1,123 أسرة) والمسيلة (210 أسر) وسيحوت (153 أسرة) وشحن (42 أسرة) وحات (41 أسرة)، بينما أعلن وكيل أول المحافظة مختار بن عويض عن حالتي وفاة في مديرية حصوين إثر الإعصار الذي ضرب المحافظة الشرقية للبلاد.
وتفيد التقارير الصحية الإقليمية عن عدم توفر كميات كافية من الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية ونقص في سيارات الإسعاف لتغطية مديريات حوف والغيضة وشحين وحسوين، في المقابل عدم استجابة من بعض غرف العمليات مما يشكل ضغطا على غرفة العمليات في مديرية الغيضة. وفي حسوين.
وأكد مكتب الصحة في المحافظة مقتل امرأتين في مديرية حصوين وإصابة 27 آخرين في مديرية الغيضة، فيما يشير تقارير جمعية الهلال الأحمر اليمني إلى أن هناك أكثر من 150 إصابة في مديريتي الغيضة وحصوين.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن الاعصار تسبب بأضرار كبيرة، منها انقطاع الطرق على طول الطريق الدولي بين محافظتي المهرة وحضرموت داخل مديريتي سيحوت وحصوين، وعلى الطريق الرئيسي في مديرية الغيضة باتجاه مديرية حوف، مؤكدا عرقلت جهود آلية الاستجابة السريعة بسبب عدم إمكانية الوصول إلى المناطق المتضررة نتيجة عوائق النقل وانقطاع الاتصالات.
كما تشمل الاحتياجات ذات الأولوية بين الأسر المتضررة تطهير الطرق وتوفير المأوى والمواد غير الغذائية وآلية الاستجابة السريعة والغذاء والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، بما في ذلك إزالة الحمأة بالمياه.
حضرموت
وتسبب الإعصار أيضا بنزوح داخلي لعدد 305 أسرة، كانت جميعها في مديرية الريدة وقصيعر، وفق منظمة الهجرة الدولية.
وأشارت المنظمة إلى أن الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها، بالإضافة إلى الرياح القوية جراء الإعصار تسببت في إحداث أضرار في البنية التحتية، وخلق كارثة إنسانية مع ظهور حاجة كبيرة للاستجابة الإنسانية والدعم في المناطق المتضررة.