[ الدكتور عبد الله النفيسي - أكاديمي ومفكر كويتي ]
قال الكاتب والمحلل السياسي فيصل علي، إن ما تحدث عنه الدكتور عبد الله النفيسي، المفكر والأكاديمي الكويتي، في تغريداته الأخيرة، حول الجماعات الإسلامية، وتعرضها للاختراق الأمني، قد تقودنا إلى فهم الهزائم المتتالية التي حلّت ببعض تلك الجماعات، وخصوصا تلك التي تمتلك أحزابا سياسية تمثلها سياسيا، في إشارة منه إلى الأحداث التي أعقبت ثورات الربيع العربي، في عدد من الدول العربية.
وأشار فيصل علي إلى أن الدكتور النفيسي، كان قد تحدث قبل سنوات، عن الأجهزة الأمنية العربية، وتداخلها مع جهاز الأمن الإسرائيلي في المنطقة، حيث أشار حينها إلى أنه "لم يعد هناك فرق بين هذه الأجهزة ( العربية)، وبين جهاز الأمن الإسرائيلي، بمعنى أن العمل موحد، وكذا ما نقل عنه مؤخرا، حول أن الجماعات الإسلامية مخترقة أمنيا.
وأوضح فيصل علي، أن الجماعات الإسلامية غير مقتصرة على الحوثي والقاعدة وداعش وبوكو حرام فقط، مشيرا إلى أنه حتى كبرى الجماعات التي صارت لها أحزابا تمثلها أيضا مخترقة أمنيا، بناء على حديث النفيسي، الذي قال إنه كان حديثا عاما.
ولفت علي، إلى أن "أن جماعات الإسلام السياسي ببساطة ما تزال ساذجة وتخدم أعدائها وحتى وهي تمارس السياسة، فهي مازالت تربط العمل السياسي بقواعد غير سياسية ولذا يسهل اختراقها"، حسب قوله.
وأورد الكاتب والمحلل فيصل علي تغريده حديثه للكاتب النفيسي يقول فيها: "الجماعات مخترقة أمنيا في قياداتها إلا ما ندر، وصار من السهل توظيفها في حروب وكالة (war by proxy) تخدم في نهاية الأمر أعداء الإسلام وأعداءها".
وتساءل علي: "كيف لو ربطنا بين تغريدته الأخيرة وكلامه السابق عن أجهزة الأمن المتداخلة مع جهاز الأمن الإسرائيلي، خاصة لو كانت قيادات بعض هذه الأحزاب والجماعات أساسا أمنية؟".
وأضاف: "الأمر أخطر مما نتصور وربما يقودنا إلى فهم ما حل بنا من هزائم متتالية لا تخطر على بال أحد، والمشكلة في "الرأس " ".
وأشار إلى أن هناك من سيبرر بالعصمة للقيادات، وأن هناك من سيستخف ويقول أين الثقة في القيادة؟، مع أن الثقة مفردة دعوية لا سياسية، حسب قوله، مضيفا أن الجماعات المؤمنة لم تفلح في تحويل الثقة إلى لوائح وعوامل يسهل اتباعها وقياسها.
ودعا الكاتب فيصل علي إلى التفكير جديا فيما قاله الدكتور النفيسي، بدلا من البكاء على إغلاق حسابه في موقع "تويتر".
واختتم فيصل علي حديثه بالقول: "النفيسي عمل بما يملي عليه الواجب كمثقف صارح الجماهير وكمفكر صدم الجماهير والكرة الآن في ملعب الجماهير، فبدلا من البكاء على حساب النفيسي في تويتر فكروا فيما قاله، وتويتر سهل أمرها.. إحياء منهج الشك خير من الدعممة".