[ علم ايران ]
على النقيض من مشاورات سوريا التي تعقد في جنيف، تظهر إيران مرتبكة أيضاً في مشاورات الكويت، فمن جهة تراه ربحاً وانتصاراً لـها ولحلفائها الحوثيين، ومن جهة أخرى ترى تخلي الحوثيين عن السلاح مصدر قلق، لكنها في كل الأحوال ترى المكاسب الآن وتستبعد أن يتخلى الحوثيون عن السلاح.
تحدث قاسم سليماني قائد فيلق قدس، الرجل المخابراتي البارز في إيران، أن الحوثيين يزدادون قوة، وأن حرب اليمن التي تدور ثبتت جذور الحركة في السلطة اليمنية، ما يعني انتصاراً لـ"إيران" أمام أعدائها كما يقول سليماني.
لكن على النقيض من ذلك تتبع وسائل الإعلام الإيراني أي تلميحات أو تصريحات من قيادات الجماعة بعدم ترك السلاح، وكم كان مبهجاً لوسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري دعوة الجهاد التي أصدرها مجموعة ممن أسموهم علماء اليمن في بيان لمؤتمر عام جمعهم في صنعاء، الذي أكد أن السلاح بأيديهم وسيستمرون بحمله.
كما أثارت كلمة صالح الصماد رئيس المكتب السياسي لـ"جماعة الحوثي" اهتماماً في إيران ونقلت وسائل الإعلام الفارسية الكلمة وحدها من بين عدة كلمات أثناء الإحتفال بعيد 26 للوحدة اليمنية، و وضعت وكالة أنباء فارس "وكالة أنباء الحرس الثوري" عنواناً كبيراً اليوم الاثنين: "انصار الله: السعودية والولايات المتحدة ليست جمعيات خيرية بنظر اليمنيين"، وفيها أكد "الصماد" استمرار بقاء السلاح؛ وتجاهلت الوكالات والصحف الإيرانية أي إشارة لكلمة "محمد علي الحوثي" رئيس اللجنة الثورية.
امتعضت إيران بصمت من تصريحات محمد عبدالسلام التي دعا فيها إيران بعدم التدخل في اليمن، لكن مقابلة في "وكالة شفقنا" المهتمة بأخبار "فرق الشيعة في العالم"، يوم السبت الماضي، أعطتهم ارتياحاً عندما قال إن "مسألة سحب السلاح و العودة إلى صعدة" خطوط حمراء لا يمكن أن تحدث.
إلى جانب عبدالسلام ظهر قائد عسكري في الحرس الجمهوري يدعي علي أحمد الأحمد والذي عرفته الوكالة الإيرانية بالقريب من "علي عبدالله صالح" والذي أكد ما يراه عبدالسلام مضيفاً أن اليمن أمامه طريق طويل ليعود إلى "استعادة الدولة القومية" مجدداً، والذي يتزامن خطاب هذ القائد العسكري مع دعوة المخلوع اليمني للتحالف مع إيران.
تدور عجلة مشاورات اليمن في الكويت مجدداً بعد أن عادت الحكومة اليمنية إلى الطاولة، التي لم تفلح في أي حل لمستقبل البلاد منذ شهر على بدئها، وعلى ذات الكيفية تدور المشاورات من أجل القضية السورية، وفيما تتجه موسكو ودول حلفاء لها-من ضمنها دول عربية- لتبديل المعارضة السورية بمعارضة جديدة، يبدو أن وسائل الإعلام الإيراني تدور في ذات الاتجاه، حيث نشرت وكالة "تسنيم"، اليوم الاثنين، خبراً عن مصادر يمنية إن "الولايات المتحدة" تتجاوز السعودية في اليمن وأن واشنطن والغرب سيرفع الغطاء عن هادي تدريجياً حتى يسمح بوجود رئيس بديل أو مجلس رئاسي، وبذلك يستطيع الحوثيون السيطرة على السلطة والانقضاض عليها، وهو ما يعتبره "قاسم سليماني" انتصار لـ"أنصار الله" بسبب ما يصفه بـ"غباء الأعداء".